حكاية ُ صيّاد بقلم كمال ابراهيم
2009-11-03 15:32:00
تـَمَهَّل ْ قليلا ً وانتظـِرْ
سَتأتي بِكَ الأيام ُ بالخبَر ِ اليَقينْ ،
إنْ كـُنت َ صَبورا ً فاستـَمِع ْ
لِقصًّة ِ جائع ٍ في الوَطـَن ِ الحَزين ْ .
في يَوْم ٍ مِن أيام ِ البَرْد ِ الشديد ِ
أحْجَمَتِ الشـَّمْسُ عنِ البُزوغ ِ
وَجَرى النـَّهْرُ بَيْنَ السُّهول ِ
يَجْرُفُ الأشجارَ والأقذارَ
ويُهدِي البَحْرَ أكواما ً
مِن ْوَحْل ٍ وَطـِين ْ .
تـَلَوَّثَ الماء ُ
وَاحمَرَّ وَجْهُ البَحْر ِ
وَهاجَرَت ِ الأسماك ُ بعيدا ً ،
رَمى الصّيادُ شِباكـَه ُ
فـَتـَوَحَّلـَتْ خـِيطانُها
وأوقـَعَتْ في الشـَّرْك ِ صاحِبَها
وَكادَ أنْ يَلقى الهَلاكْ .
نـَجا الصَّيّاد ُ مِن ْ غـَضـَب ِ البَحر ِ
وَعادَ بائِسا ً يائِسا ً
بِخـُفـَّيِّ حُنـَيْن ْ ،
عادَ يَنـْدُبُ حَظـَّهُ المَشؤومْ ،
يّشـْتـُمُ النـَّهرَ والبَحْرَ
وقـَساوَة َ اليَوم ِ اللعينْ .
انتـظرَ الصّيادُ صَفاءَ الجَّوِّ
فأشـرَقتِ الشـَّمْسُ وَهَّاجَة ً
وَهَدأ النـَّهْر
وازرَقَّ لـَوْن ُ البَحْرْ .
وَهذِهِ المَرَّة
عاوَدَ الصَّيّادُ الكـَرَّة
فـرَمى الشِباكَ في المِياهِ الدَّافِئة
والرِّياح ِ الهادِئَة
فـَاصْطادَ ما يَكفيهِ
وَيَكفي العائِلة
قوت َيوْم ٍ أو يومَيْنْ .
هَرْوَلَ الصَّيّاد ُ الى البَيت ِ مَسْروراً
يُغازِلُ النـُجومَ
وَيُضاحِكُ النـَّهرَ والبَحْرَ
وَيَحمِدُ اللهَ
باعِثَ الكـَوْن ِ
وَواهِبَ الأرزاق ِ
للناسِ أجْمَعين ْ .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير