التآكل في الاصوليات وطغيان المادة بقلم: د. نجيب صعب– ابو سنان
25/02/2020 - 02:25:46 pm

التآكل في الاصوليات وطغيان المادة

بقلم: د. نجيب صعب– ابو سنان

 

في حياتنا اليومية لا يغيب على من ضميره حي في العديد من الامور الآخذة في الانقراض يوماً بعد يوم ويأخذ فيها التآكل مأخذه بكل ما في الكلمة من معنى, الامر الذي يترتب ادراكه وان نأخذه في الحسبان كي يحظى ببعض المعالجات على جناح السرعة.

في المجتمع الذي نعيش فيه كثيرة هي الاصوليات التي اخذت تهمش شيئاً فشيئاً, هذا ما يلاحظ في نواحي المجتمع المترامية

فعلى سبيل المثال الاصوليات تشكو هذا الامر وتشعر كأنها تستبدل اولاً بأول بقليل من المادة – النقود التي يستكفي بها البعض وربما يفضلونها على الاصول والتعامل بشفافية وبأمانة وبإحترام, وربما هذه الامور تنقشع عند الحديث عن النقود عند البعض, فكثيراً

من الاصوليات يحاول الطمع بالمادة ان يطغى عليها وبوضوح, وترى اولي الامر في هذا المجال يدافعون عن موقفهم, فبدلاً من ان يأخذ التعامل الصريح حده تراه يكاد لا يقدم على الملاحظة حتى من قبل الآخرين الذين عمى قلوبهم الطمع وطغى على عقولهم واخذوا يستبدلون بعض العادات والتقاليد التي تربينا عليها وبذل السالفون قصوى الجهود في ترسيخها او غرسها من جديد في النفوس الناشئة للحفاظ عليها من الضياع مستقبلاً.

ورغم كل هذا الجهد نرى الكثيرين من الذين يستهترون بنفسهم اذا صح التعبير لا يهتمون بالاصوليات كالامانة في التعامل, والاستقامة الصادقة في الاخذ والعطاء, وكذلك الانصاف في الموازين وحسن التعامل, المعاملة والصدق في القول والفعل, وكذلك الابتعاد عن الغش في السر والعلانية, الا اننا نرى وبسهولة ويمكننا ان نشير على التلاعب بالموازين, وعدم الاستقامة وربما التلاعب في الموازين والاسعار رغم انهم يدركون ما نادت وتنادي به الديانات والنظم الاجتماعية والنواهي الانسانية والدينية, نرى البعض رغم ذلك مصرين على استنفاذ آرائهم واطماعهم في بعض الامور, الامر الذي يحدث تآكلاً كبيراً في الاصوليات, وتفضيل العكس عليها حيث ان ذلك يؤدي الى تراجعها بسبب الطمع المادي وعدم الانصياع الى التعامل في الاصوليات والحفاظ عليها في ظل الحفاظ ايضاً على ما يرنوا اليه المرء من عمله, عندها يستفحل التآكل ولا يستفيد المرء بما سمع وفهم واضلع من اصوليات في ثنايا المجتمع وقد يؤدي ذلك الى ضربات قاسية في هذه الاصوليات مثلاً وربما يعمل على تلاشيها عاجلاً ام آجلاً.

وفي ناحية معينة يمكن للمرء العاقل, الواعي والمواكب للاحداث عن كثب ان يلاحظ وبسهولة في مجال التجارة كم فيها من عدم الاصوليات والتي تحتوي على الكثير من التجاوزات وتبرز للمرء امور عكسية تجلبه الى الميول اليها رغم انها غير صحيحة فإن لمتكن التجارة في أي مجال كان في نطاق الامانة والصراحة والموضوعية والصدق وليس الهدف منها ان تجني اكثر مادة ولا تعمل أي حساب  للصحيح وللصدق في القول والفعل في هذا المجال فالكل يكون مشبوهاً وكم بالحري ان لم يعرف مصدر هذه البضاعة او السلعة تماماً.

فما يمكن للمرء ان يحدث نفسه في هذه العجالة؟ 

وما يمكن ايضاً ان يستفيد بمثل هذا التصرف؟

ربما يمكنه التراجع عن التعامل وربما ايضاً اذا كان يميل الى ذلك فلا يمكن لاحد ان يردعه عن مثل هذا التصرف, فتراه ينجرف في هذا الاتجاه ولا يحسب حساباً للاصوليات وانما للربح المادي وليكن بعده الطوفان...!!

واذا اردت التوسع في هذا المجال يمكنني ان اشير الى العديد من الاحداث المستشرية في المجتمع والتي يدعي اصحابها الصدق, الموضوعية, الكفاءة والاستقامة, وكثيرون يصدقوني ان اكثرهمعكس ما يقولون وربما يدعون كل الصحيح دون الاكتراث بما نما عليه الاجداد والسالفون رغم انهم بذلوا الكثير في التوجيه والارشاد, وقد يكون الاتجاه كله وراء المادة وفقط ورائها دون احترام الاصوليات الاجتماعية.

فبدون شك ان تصرفات الكثيرين في هذا المجال حتماً ستصيب المجتمع بالتآكل في هذا السياق وقد يضر ذلك بنفر من الناس او المجموعات في نواحي المجتمع حيث نرى عندها طغيان المادة والارباح غير المقبولة والمشروعة في الدين والنظام بعيدة كل البعد عن مثل هذا التعامل, مما يؤدي ذلك الى التآكل والتراجع في كثير من الاصوليات التي تربى عليها الناس.

وفي النهاية ادعو كفرد من افراد المجتمع ان نعي مدى تصرفاتنا في كثير من التعاملات وعلينا ان نعطي الاصوليات الانسانية والاجتماعية والتي يدركها معظم افراد المجتمع حقها في انماط حياتنا اليومية, في البيت, الاسرة, الناحية والحارة في مختلف تصرفاتنا لان ذلك يبقي افراد المجتمع نوعاً ما  محافظين على الاصوليات وحمايتها من التآكل والتراجع وربما الانقراض كلياً لا سمح الله ولا ندع المادة تطغي على كل شئ في حياتنا لانه يتوجب التعامل ايضاً بالاخلاقيات والنظم الطيبة والاصيلة في مجتمعنا والا فلا ....

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق