شِعْرُ

 (2)   Tanka التَّانْكَا  

د. منير موسى

**

 

اَلْأَرْزُ

----

لُبْنَانُ، أَرْزُكَ خَلَّابُ

 

وَالطَّائِفِيَّةُ مَخَالِبُ 

 

وَمَرْضَى الْمَذَاهِبِ ذِئَابُ

 

حَجَرًا وَاحِدًا، أَحْبَابُ

 

شَدْوُ الطُّيُورِ يُلَحِّنُهُ غَابُ

**

تَحَسُّبٌ

------

مَلِكُ الْحِيرَةِ، عَاصِمَةِ 

 

الْمَنَاذِرَةِ، 

 

عَمْرُو بْنُ هِنْدِ

 

حَرَقَ بَنِي تَمِيمٍ

 

بِشُعُورِ رِعْدِيدِ

**

بَائِسٌ

----

حُكْمُهُ هَدْرُ السِّنِينْ

 

صَارِمٌ، لَا يَبْتَسِمُ

 

لَا يُؤَاسِي  الْخَدِينْ

 

جَائِرٌ مُعْتَدِي

 

نَافَسَ الْحِمْيَرِيِّينْ

**

اَلْفَذُّ 

---

أَزْهَقَ رُوحَ 

 

طَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ

 

نَجْمِ زَمَانِهِ

 

شَاعِرِ الشَّبَابِ

 

الْمَظْلُومِ الْيَتِيمِ

**

ثَمَنٌ

----

عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ

 

أَعْمَلَ الْمَشْرَفِيَّةَ

 

فِي قَصْرِهِ

 

فَكَانَتْ أُسْطُورَةُ

 

خَبَالِهِ

  

**

تَجَبُّرٌ

----

نَابُولْيُونُ إِمْبِرَاطُورُ الْفَرَنْسِيِّينْ

 

 الْمُعْتَدِي عَلَى الْمُسْتَضْعَفِينَ  الْمُسَالِمِينْ

 

نَطَحَ أَسْوَارَ عَكَّا

 

 فَأَدْمَتْهُ قَاهِرَةُ  الْمُعْتَدِينْ

**

مُخَيَّبٌ

-----

 عَاثَ فَسَادًا

 

 ضَائِعَ الدَّلِيلِ

 

هَزَمَتْهُ صُقُورُ النِّيلِ

 

وَعَادَ مُنْقَلِبًا 

 

عَلَى الْمُنْقَلِبِينْ

*******

كِبْرٌ

---

هَاجَمَ 

 

الدُّبَّ الرُّوسِيَّ

 

ذّلِكَ الرِّعْدِيدُ

 

جَاهِلًا صَاحِبَ الْحَقَّ

 

أَنَّهُ بَطَلٌ عَنِيدُ 

** 

تَفْجِيعٌ

-----

قَضَى عَلَيْهِمِ الْجَلِيدُ 

 

 مِنَ الْعَوَاصِفِ اخْتَفَوْا

 

ظُلِمُوا

 

نَحِيبُ الْأُمَّهَاتِ

 

أَوصَلَهُ  الْبَرِيدُ؟

**

زَوَالٌ

-----

حِصْنٌ مَنِيعٌ

 

لِلدِّفَاعِ عِنْ بَارِيسَ

 

اِسْمُهُ الْبَاسْتِيلُ

 

صَيَّرُوهُ لِلْأَحْرَارِ مَحْبِسًا

 

مَلِكٌ، زَجَّهُمْ بِهِ، ضِلِّيلُ

**

ثَوْرَةٌ 

-----

جَاعَ النَّاسُ

 

وَمَا أّشْعَلَ النَّارَ الْقَبِيلُ

 

فَبَادَ حُكْمٌ مُطْلَقُ

 

غَابَتِ الْعُبُودِيَّهْ؛ طَلَّتِ الْحُرِّيَّهْ

 

وَأَقْلَعَ الْباسْتِيلُ

**

مِخْصَابٌ

-------

مَنْ يُعْجِبُ الظَّلَامِيَّ

 

مِنَ الْحُكَّامِ؟

 

مُتَنَوِّرٌ مَرْفُوضُ

 

مُتَطَرِّفٌ مَبْغُوضُ

 

وَالنِّيلُ دَائِمُ الِابْتِسَامِ

** 

ذَاكِرَةٌ

-----

فَنَّانُونَ، مُطْرِبُونَ

 

كُلٌّ عَلَى مَقَامِهِ يُغَنِّي

 

 لَهُ دُنْيَاهُ، شَعْبُهُ  خَمِيصٌ

 

يَحْيَا بِالتَّمَنِّي، نُجُومٌ

 

هَلْ يَغُضُّونَ الْعُيُونْ؟

**

مَحْتِدٌ

----

بَنَيْتُمْ بُيُوتَكُمْ بِعَرَقِ الْجَبِينْ

 

بَعْدَ حُرُوبِ الْقَبَائِلِ؛

 

تَعَلَّمْتُمْ؟ وَعُدْتُمْ حَسَدْتُمْ،

 

هَلْ تَثَقَّفْتُمْ؟ كَيْف تَشَوَّقْتُمْ

 

 لِقُنْدُولِ السِّنِينْ؟

*******

اِسْتِحْوَاذٌ

-------

بِشَرَاسِةِ الْحَاقِدِينْ

 

نَالَ الْعَبَّاسِيُّونَ مِالْأُمَوِيِّينْ

 

أُصُولِ غُصُونِهِمْ

 

أَكَانَ الاِسْتِعْمَارُ

 

 فِي ذَلِكَ الْحِينْ؟

**

غَفْقٌ

----

عَلَى بَذْلَتِهِ الْخَضْرَاءِ

 

يَقْفِزُ  جُنْدُبُ

 

نَطَّ     قِطٌ 

 

فَجَرَّحَهَا الْمِخْلَبُ

 

غَفَّ الْقَطَامِيُّ مِالْعَلَاءِ

**

اَلْحَيَا

----

جَمَحَتِ   الْفَرَسُ 

 

نَشَجَ   الْمُهْرُ

 

 هَاجَرَ الْقَطْرَسُ

 

هَمَى  الْمَطَرُ

 

هَتَفَتْ وَرْقَاءُ، اِخْضَرَّ عَرْعَرُ

**

اَلْبَدْرِيُّ

-----

تِشْرِينُ نَادَى السَّوَارِي

 

سَرَى تَهْطَالُهَا بِالْفَجْرِ 

 

وَالدِّيمَةُ السَّكُوبُ

 

حَادَثَهَا نَغْيًا زَاغٌ 

 

وَقَفْرٌ كَرُوبُ

**

 

لَيلَكٌ

----

بِيَومِ دَغْنٍ

 

عَطِشَ الْحَسُّونُ

 

بِيَوْمِ دَجْنٍ

 

شَرِبَ بِالْجَوِّ  طَنَّانُ

 

غَرَّدَ الْكَرَوَانُ

*****

عُتَاةٌ

----

حَيْفٌ عَلَيْكُمْ

 

سَبَيْتُمْ شَعْبَكُمْ 

 

أَهْلَكُمْ

 

وَالْمَغَاوِرُ آوَتْهُمْ

 

وَالْبَرَارِيُّ أَطْعَمَتْهُمْ 

**

حُسُوسٌ

------

أَعَنْتَ شَحَّاذَا؟

 

شِحْتَ عَنْهُ، لِمَاذَا؟

 

عَطَفْتَ عَلى الشَّرِيدِ

 

يَا هَذَا؟ وَطَنِيٌّ،

 

 ذَاخِرٌ الْكِبْرِيَاءَ وَالْأَلْمَازَا

**

وَحْشَة ٌ

-----

الْغَائِلُ

 

فِي الصَّيْفِ

 

يَخْتَفِي فِي الْغَيْلِ

 

فِي الشِّتَاءِ الْعَصِيفِ

 

يُخْفِيهِ وَابِلُ الْغَطَلِ

**

نِعَمٌ

---

أَهْدَتْكُمُ أُغْرُودَةَ

 

 الْأَشْجَارِ

 

سَلْ عَنْهَا رَدْهَةَ الدَّارِ

 

رَغِيفُ الْخُبْزِ

 

 جَذَلُ الصِّغَارِ

**

كَوْكَبٌ

-----

صُخُورُهَا عُرْسُ

 

أَحْجَارِ

 

تَوَاضُعُ الْأَكْوَاخِ

 

وَشُمُوخُ  زَيْفِ الْقُصُورِ

 

سَمُوحَةٌ مَعْ كُلِّ الدَّمَارِ

**

وِجْدَانٌ

------

فِي الصَّيْفِ الْوَغِرِ

 

 تَطُولُ شِكَايَتُنَا مِنَ الْحَرِّ

 

بِالشِّتَاءِ دَعْوَانَا مِنَ الْقَرِّ

 

يُغَرِّدُ الشَّحْرُورُ بِالْبَرِّ

 

عِنْدَ شَدْوِ الْوَرْوَارِ وَالْفِرِّ

**

نَغْيَة ٌ

----

 شَتْوَةُ تِشْرِينَ

 

ابْنِ السَّنَةِ الشَّمْسِيَّهْ

 

نَاغَى الزَّيْتُونَا

 

فَلَّاحٌ صَدِيقُ الْبَرِّيَّهْ 

 

يَتَنَفَّسُ مَعَ الْأَطْيَارِ الْحُرِّيَّهْ

*******

مَوْعِدَةٌ

-----

هَطَلَ الْبَدْرِيُّ

 

زَيْزَمَ السُّنُونُو

 

هَدَلَتْ رَقَاطِيُّ

 

وَاعَدَ الزَّيْتَ

 

زَيْتُونُ

**

مُسْتَعْمِرُونَ

---------

فِي السِّنِينَ الْخَوَالِي 

 

 هَرَّبَ الْغَرْبُ الْأَفْيُونَ

 

لِلصِّينِ بِجَرَائِمِ الِاحْتِيَالِ

 

بِذَرِيعَةِ التَّبْشِيرِ، وَهُمْ بِلَا دِينٍ

 

 وَيْلٌ  وَهَلَاكُ  لِلرِّجَالِ

**

مَحَاشُّ

---

حُرُوبُ الْأَفْيُونِ

 

شَنَّهَا  عِصَابَاتُ الْغَرْبِ

 

ضِدَّ الصِّينِيِّينْ

 

عَاثَتْ بَيْنَ النَّهْبِ وَاللَّهَبِ

 

دَحَرَتْهُمُ السَّنَابِلُ وَمَنَاجِلُ الْحَاصِدِينْ

**

وَاحَرْبَاهُ

------

نَصَّبَهُ الْعُرُوبُ، 

 

مَلِكٌ مَغْرُورُ

 

 أَبُو الْمَاجِدَةِ  كُلَيْبُ

 

تَقَاسَمُوا الرَّغِيفَ،

 

 بَكْرٌ وَتَغْلِبُ

**

حَمِيَّة ٌ

----

بِجَهَالَةٍ أُزْهِقَتِ النَّاقَةُ سَرَابُ

 

غَرَّرَتْ بِجَسَّاسٍ الْبَسُوسُ؛

 

 فَحَرْبٌ  تَلْتَهِبُ

 

جَاشَ الْمُهَلْهَلُ؛

 

 فَغَالَهُ سَبْسَبُ

*****