روحاً صلبة- من وحي الواقع الفلسطيني خاطرة- نوران بصل
07/08/2019 - 06:30:03 pm

روحاً صلبة- من وحي الواقع الفلسطيني
 

هبَّ النُعاس وإحمرت العينين وإذ باب يطرق بكفين,

الكف الأول يتلذذ ويتجول كالأسد الهائج, مستوطن اللباس وملعون بلغة الغاب, والكف الثاني يرفض الإستئذان ويطرق ثلاث مرات ولربما أكثر,

يطرق ولا ينفعل لصخب الأصوات, والطفل وراء الباب يَنتشل ويُشاهد روحهُ الصارخة في الخَفاء, والكلاب وراء الباب صوتها يُسمع في كل الأرجاء,

من الشمال حتى الجنوب.
 

تَنفرد الأصوات وتهدأ, فَيُحدق صاحب اللباس الزيتي القاتم مبتهجاّ, خانعاً ومخدوعاً بهِ، ويقول: سنأخذ الأخ الأكبر سنة لترقية المَنصِب, مظلوماً؟

لا يُهم !

أما إبن السادسة عشرة, من يجلس بجانب النافذة المغلقة الخانقة للهواء الداخل لجوانب المنزل, سنجلبهُ يا أمهُ قريباً، فلا تقلقي, فإحتمي به قليلا ودعيه يتأمل في الوجود تعويضا عن الاخر المسجون لسابق إنذار اخر.

أمي تهمس في أذني وتنقر كالعصافير وتعيد تكرار العبارات كي أفتخر بنفسي رجلاً قوياً سيلقى مصيرهُ في الأسر في رفاقه الأخرين.

صرير الأسنان ووحدة الزنزانة لن ولم أخشاها أنا إبن السادسة عشرة, فطفولة الأحرار يولد منها اليقظة ويقظة الحاضر لديهم تلك الصحوة التي تعطي مناعة للخوف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق