أنَى لك هذا ؟-بقلم الدكتور محمد حسن الشغري-كفرياسيف
31/07/2019 - 05:34:24 pm

نذكَر بانه كانت هنالك انتخابات للكنيست أل-21  والتي جرت يوم ألثلاثاء في ألتاسع من شهر نيسان من العام الجاري 2019  وحصلت القائمة المشتركة على 6 أعضاء في البرلمان والقائمة العربية ألاخرى على أربعة مقاعد،أي ما مجموعه عشرة،بينما في الانتخابات للكنيست أل-21 كان المجموع 13 عضوا أي بخسارة ثلاث مقاعد تمثيلية للمجتمع العربي برمته،وبالطبع كانت النتائج مخيبة لكل أمل،هذا ان كانت هنالك آمالا بان تحصد القائمتان على الأقل 16عشر عضوا،بينما كانت النتائج مخيبة للآمال أليس كذلك يا جماعة؟؟!!وبدأت ألاقوال والتاولات والقيل والقال تتردد وبدأت المشاورات التمهيدية لاعادة ترتيب ألاوراق من جديد للسنوات ألاربع المقبلة أي لانتخابات الكنيست أل-22 أي انتظار لاربع سنوات،لكن كما يقول المثل"عدَ البيض  في المقلى ولا تعدَ شهور الحبلى" أو القصة عن القاضي الذي اتهموه ظلما بأنه بخيل وايده ماسكة على زوجاته،والتي قالت له احداهن:اسم الله عليك يا رجَال احسب :كانون وكان وكندرة،عن هذه الزوجة وشباط وباط وبيطرة،وآذار ودار ودردرة أي ان هذه الأشهر التسعة هي ألاشهر التي تبقى فيها المرأة حاملا الى أن تلد المولود،وهكذا انطلت على الزوج المتهم بالبخل بأن زوجته فعلا كانت حاملا في ألاشهر التي تحمل فيها النساء،وهكذا نحن على الغالب صدَقنا هذه القصة وبدلا من أن تلد بعد تسعة أشهر وضعت حملها بعد سبعة أشهر وكانت الزوجة مسرورة وزوجها أيضا،وهكذا نحن صدقنا القصة والرواية الى آخر القصة  الفكاهية واعتقدنا بان زوجته فعلا كانت حاملا منه وولدت له ألابن بعد حمل عادي أي تسعة أشهر،وانطلت عليه القصة وهكذا كانت الاقاويل والحديث ،

عندما تمَ الإعلان عن حلَ الكنيست  والاعلان عن اجراء انتخابات جديدة اعرب الكثير عن سرورهم  لهذه الفرصة الذهبية لاعادة ترتيب الأوراق من جديد والعمل في اسرع وقت ممكن على إعادة تشكيل القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة،ولم نكن نتوقع كل ذا التأخير في الإعلان عن تشكيل القائمة المشتركة،لان ذلك يتطلب "إرضاء الزعلانين في الماضي والحاضر"وكم كانت هنالك نقاشات  وتريث وتريث وتارة ما يسمونها"لجنة الوفاق"تدخلت وحاول الأعضاء من مختلف الكتل الأربعة "التوسط"وجسر الفوارق وتقريب وجهات النظر،وكل أسبوع يعلنون بأننا وصلنا الى اتفاق ووفاق وفجأة "تتفرقع"ونظموا مؤتمرا صحفيا ولقاء آخر ووو....الى أن صرح رئيس القائمة المحامي أيمن عوده  عن الانتهاء من تشكيلها وأن التجمع سينضمَ لاحقا وتمضي الأيام والمواطن العربي ينتظر بفارغ الصبر هذا ألاعلان وتتم عملية الإعلان عن القائمة قبل أن يعلن التجمع عن الموافقة و حتى في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مدينة الناصرة لم يتمكن رئيس القائمة من ألاعلان عنها وهكذا الى أن "جاءها  المخاض".نأمل ان الجمهور العربي سيزيد من نسبة وعدد المشاركين في عملية الاقتراع الى أكثر من النسبة التي كانت في الانتخابات للكنيست أل-21 والتي وصلت الى %68 وفي الكنيست ألعشرين كانت النسبة72,3% فهل تعتقدون بأن المشاوات التي أجريت في ألاشهر ألاخيرة ستزيد من عدد المصوتين في المجتمع العربي؟ألله يسمع منكو،لكن لا تبنو ألآمال  وحبذا لو كنت مخطئا.

في الدول ألاوروبية  التي زرتها وجرت فيها مؤخرا ألانتخابات البرلمانية في أوروبا الغربية،كان  العمل الأساسي هو زيادة عدد ونسبة المقترعين للبرلمان وأفلحوا،لكن ليس بما توقعوه والوضع يختلف هناك  عن المواطنين العرب ألاصليين هنا في هذه البلاد،هنالك آلاف من المواطنين والذين ليس لديهم حق ألاقتراع،لكن  قسم كبير منهم شاهدناه يقوم بتوزيع المناشير والملصقات ألخ....ومنهم من حاول التحدث بلغة ألام كالعربية على اختلاف لهجاتها  والروسية والتركية والفلرسية ألخ.... وقسم قليل كان من الذين لا يهمه شيء،لكنهم في نهاية المطاف يفضلون القيام بواجبهم والادلاء بأصواتهم  في مجتمع ديموقراطي يسوده التسامح والتعاون وألاخاء والعمل المشترك لما فيه المصلحة العامة،وحبذا لو قام المرشحون في القوائم والتي من المتوقع أن تحظى  بأصواتهم ويعملون لما فيه المصلحة العامة. أن تكون لهم هذه ألاحزاب نموذجا.

أيها المرشحون! احرثوا البلاد من مختلف الجهات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ولا  تستهروا بأي صوت نريد أن نرى قوافل المرشحين من "القائمة المشتركة"يجوبون القرى والمدن والبلدات وفتشوا عن كل صوت بامكانه  التصويت للقائمة المشتركة،انه عمل شاق لكنه غير مستحيل،يا جماعة بدنا أصوات وأصوات كثيرة للفوز،صحيح أنه سيكون هنالك زعلانين لكن بالإمكان تقليص  عددهم بحيث لو أنهم امتنعوا ولم يشاركوا فان تأثيرهم سيكون ضئيلا،لان الانتخابات للكنيست ليست مثلها مثل الانتخابات للمجالس والسلطات المحلية أليس كذلك؟ثم جميل ان الركض حول الترتيب في لائحة المرشحين كان مقبولا عند البعض،بينما  هذا الترتيب لم يقبل به آخرون ومنهم مازن غنايم رئيس بلدية سخنين السابق،لا نعلم ان كانت هنالك إمكانيات لثنيه هو وغيره ونقولها بملأ ألافواه "اللَي خلقه كذلك خلق غيره"والتنافس يجب ان يكون على خدمة المواطن والعمل على حلَ مشاكله وقضاياه،وانت كنت رئيس بلدية ورئيس اللجنة القطرية لرؤوساء المجالس المحلية العربية وهذه هي الجسم الصحيح الذي يمثَل  المجتمع العربي الفلسطيني على ألاقل لانه جسم منتخب وليس كلجان أخرى؟،ولا مانع ان تركت وتحولت الى عمل آخر يخدم المجتمع،وانا متأكد بأن "التجمع الوطني الديموقراطي:لن يستغني عن خدماتك يا سيَد غنايم،فلا تزعل لأننا نريد انقاص عدد الزعلانين،تصوروا لو استطعتم حصاد ألاصوات التي من الممكن أن"تهرب"من بين ايديكم وجلبها الى المشتركة،وليس أن نقف على الجانب ونقول :ما انتخبونا احنا سنرى ما هي الفائدة من استثنائنا؟المجتمع بحاجة اليكم والى كل صوت  عربي لزيادة نسبة التمثيل للمجتمع العربي في الكنيست،اليس كذلك؟والى الذين ما زالوا المضي في تفكيرهم وخوض الانتخابات في قائمة أخرى أو حزب آخر نقول لهم:اتقوا ربكم الا يكفينا انشقاق وشرذمة؟ هل مجتمعنا العربي الفلسطيني لا ينقصه شيء سوى الشرذمة والتفكك؟يا جماعة حرام عليكم!!بالامكان أن تأجلوا هذ التفكك غير الضروري لانتخابات مقبلة تبدأون بالترتيب ل-23ل لها والاستعداد بعد هذه الانتخابات للكنيست أل-22،لنكن مرة واحد على قدر المسؤولية ووضع مصلحة المواطن  أمام أعيننا،تصوروا أن الكلمة الأولى التي كنت أسمعها في الخارج:هل انتم موحدون في قائمة واحدة؟؟والجواب كان هذه المرة لا وكذا في المرة السابقة،فكانوا يجيبون خسارة،لانه كلما زادت نسبة وعدد المشاركين في عملية الاقتراع فان الهجمة العنصرية على المجتمع العربي الفلسطيني تكون أقل،تصوروا لو حصلت "المشتركة"على 16عضو كنيست وكونت ائتلافات مع أحزاب أخرى مثل"المخيَم الديموقراطي"والذي طالب عضو الكنيست من ميرتس عيساوي فريج بأن يكون ارتباط بفائض الأصوات بين القائمتين،لعدم  هدر أصوات يسار؟هنالك إمكانيات للعمل البرلماني والتعاون مع باقي الكتل والأحزاب،نحن لا نقول عن إمكانية تعاون مع سموتريتش أو غيره من أحزاب اليمين المتطرف ،لكن هنالك إمكانيات للعمل وعلى نار هادئة وتحصيل الحقوق للاقلية العربية الفلسطينية في البلاد اليس كذلك؟هل المرحوم رابين كان"بيشهق بالعرب؟ لا لكن استطعتم تحقيق الكثير من حقوقنا في عهده

وكلمة أخيرة لا تتوانوا عن الخروج الى الشارع وزيارة المدن والقرى والبلدات العربية واليهودية  ووضع برنامج وآليات للعمل الجدَي لان التعاون العربي- اليهودي كان وما زال وسيبقى ضروري جدا وكم من المستشارين بحق وحقيقة من رجال  اعلام ومن الذين لهم دراية واتصالات مع السفارات الأجنبية وليس فقط شوفوني يا ناس وهات يا قبلات!!

هنالك ضرورة ماسة  لمعرفة الاحتياجات لهذا المجتمع ولا تنسوا المجتمع البدوي  الذي يعتدون عليه وبشتى الوسائل والحجج،وزَعوا البلاد الى ألوية  وفي كل منطقة مسؤول ومساعدين،هذا يتطلب منكم توفير الأموال وهي متوفرة  من الدولة،وتنازلوا عن المظاهر الخارجية واهتموا بألاقلية العربية الفلسطينية في البلاد صنفوا مشاكلها من البناء والتربية والتعليم  والصحة والرفاه الاجتماعي والبيئة والمسنين والمرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة لا تهملوا هذه الشريحة والمرأة على الرأس ومشاكل العنف والسلوكيات السلبية في المجتمع والى نصر انتخابي يثلج القلوب كونوا مرة مع بعض!!!!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق