* عن الصّديق ... الصّديق * بقلم د. نجيب صعب – ابو سنان
28/11/2018 - 08:36:19 pm

تناقلت الالسن ولا تزال كلماتٍ  وجملاً وامثالاً واقوالاً عن الصديق, وفي غالبية ما تتناقله الالسن وما يردده الناس في المناسبات وفي اللقاءات على اختلاف انواعها واهدافها, تكون في المديح والاطراء والتقدير, وربما تعداد المناقب الطيبة والصفات الحسنة والانسانيات .

حقاً أن الصديق الصديق لا يمكن إعطائه حقّه إن كان صديقاً بكل ما في الكلمة من معنى،فالصديق عند الضيق ، هذا القول نسمعه ونردده منذ طفولتنا ، وكنّا ايضاً قد ورثناه عن السلف الذي هو بدوره ايضاً ورثه عن السلف ، فما من شك ان الصداقة  تنطوي على مقومات اخلاقية ، اجتماعية، وانسانية وغيرها، هي التي توطد العلاقه بين النّاس والاقارب والاهل وبينهم وبين اصدقائهم كذلك ،فمن المحتوم في نظري ان يعمل الانسان في حياته على بناء اساس متين ، يرتكز على اصدقاء ٍ اوفياء ، اصدقاء ٍ يشعرونه بالمشاركة  وتحمّل المسؤولية وقت الحاجة ولو كلّف ذلك كثيراً من الوقت وكثيراً من الجهد والعطاء، ففي النهاية تكون النتيجة قيّمة جداً وايجابية جداً .

     واذا اردت  ايها الانسان أن  تتعرف علىامرئ ما،  راقب اصدقاءه، عندها تأخذ صورة طبق الاصل عنه فكما هم يكونون بدون جدل هو يكون ، ويصح القول في هذا السياق

(انّ الطيور على اشكالها تقع) أو(قل لي من ترافق  اقل لك من انت) او( شبيه الشئ ينجذب اليه ) وألخ  ... من هذه الاقوال التي تشهد على التوافق بين الناس من خلال صداقتهم لبعضهم البعض .

      فالصديق الحميم الذي يعتبره المرء قريباًجداً منه ، هو ذلك الانسان الذي يشعر صديقه بالقرب منه في السّراء والضراء ويلقاه عند الحاجة وعند الضرورة ، فهو عمدة في البلايا ، فالصديق يُتجند بكل صدق وايمان لمساندة صديقه في بلواه، حيث هنا محك الصداقة وأمتحانها.

      وأذا لا سمح الله وقع الانسان في محنة ما فالأصدقاء الأوفياء  الذين يقومون بالواجب الانساني بما تمليه عليهم الصداقة الحقة ، ينبرون بدون تردد للمساهمة والعطاء  والتفاني وبذل الغالي والنفيس من اجل الصديق فهؤلاء هم عمدة في المحن .

       وكذلك اذا اصيب المرء بنائبة معينة   فالصديق الامين الصّدوق يكون بلسماً   لصديقه في النوائب ، يأخذ قسطه في تخفيف المصاب ويشارك صديقه مشاركةً فعالة، ليس فقط في الكلام  ويعمل كل ما يستطيع في التسهيل على صديقه فيما هو ليكون بصدقٍ مرهماً لصديقه في الشدائد مهما كانت الظروف ومهما كلف ذلك من عناءٍ  وبذلٍ وعطاءٍ .

       وكثيرون منكم أعزائي القرّاء الذين يفاخرون بأصدقائهم  ويشيدون بموافقتهم عند الحاجة ، وكذلك يتلون المديح والثناء ليس لغرض الاستفادة وأنما لغرض قول الحق وقول الحقيقة التي تكاد تسخيث في هذه الايام لأنها مظلومة .

       وعليه لا بد من التنويه الى انه أذا صحّ القول في الصداقة والاصدقاء،  فأقولها صراحةً اتعس الناس من كان بلا صديق وأتعس منه من كان له صديق وخسره .

بصريح العبارة : الخير يكمن في الصديق الذي لا يصادق لغاية او لهدف آني  قد

يكتسبه غداً أو بعد غدٍ   وفيما بعد ربما لا يتذكر صديقه ،  والخير يكمن أيضاً في الصديق الصّدوق الذي لا يعرف اللعب على الحبال ويتعامل حسب الظروف وعلىأهوائه،           

وكذلك الخير أيضاً لا يكمن في المرءالذي يعتبر نفسه صديقاً  وغاياته وأهدافه الاستغلال والصّلف والتلوّن وخلط الحابل بالنّابل والرقص في كل الاعراس في انٍ واحد.

فهنيئاً  لكل الاصدقاء المخلصين، هنيئاً  لهم لأنهم هم في الحقيقة عمادالأسر والعمود

الفقري في خيوط الحياة الشريفة والحياة الكريمة  بين الافراد في صفوف وثنايا المجتمع الانساني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق