أن تفقر في بطن غيرك-بقلم الدكتور محمد حسن الشغري- كفرياسيف
27/09/2018 - 12:05:20 pm

هنالك قول عن الرسول محمد عليه افضل الصلوات بما معناه:ان تناولت طعامك فلا تكثر منه ووزعه ان استطعت الى ثلاثة،لسد الجوع والماء والهواء ولامور أخرى مثل ان حللت ضيفا على أحد أو تناولت الفاكهة وللماء ولغير ذلك من ألاشياء،فان استطعت ذلك فانه أمر هام جدا،لان الداء من ألامتلاء،وهكذا هنالك من هم يتناولون الطعام غير مبالين لما يحدث في ما بعد من نتائج غير محمودة،مثلا آلام في المعدة وثقل وشعور بانك مرهق وغير ذلك،كما أن كثرة الطعام أحيانا تكون من مسببات ألسمنة مستقبلا والتي تعاني منه نسبة كبيرة جدا من السكان في هذا الكون،إضافة الى ما يترتب عنها من أمراض كالسكري والذي هو مرض العصر ويقولون انه"يصيب ألاثرياء والذين على الغالب يكثرون من تناول الطعام على اختلاف الوانه وأشكاله من ألاطباق المختلفة،لكن لا ننسى بان الديانات المختلفة تشير الى أن كثرة الطعام تؤدي الى مضاعفات في المعدة،وكما جاء في ألقرآن ألكريم:"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"فهل هنالك أصدق من قول كهذا؟؟.

هل تعتقدون أن ألانسان العادي يتناول الطعام بشراهة  ويأكل كميات كبيرة أو مبالغ فيها ان كان من هؤلاء الذين يهمهم أن يعيش حياة مقبولة صحياَ؟ألجواب لا ولا كبيرة،أحيانا هنالك ألوان وأنواع من الطعام تعجب ألانسان ويستطيبها فيزيد قليلا وبصورة غيرمبالغ فيها،واحيانا لا أليس كذلك؟؟ ونحن نتحدث ونذكر هؤلاء على الغالب الذين نعتبرهم من ألذين يحافظون على صحتهم ولهم نهج معَين من الحياة والذوق يحتَم عليهم حتى لو تناولوا الطعام في بيوتهم أن يتناولوه بعدم ألاسراف وليس فقط تمشياذا يعني ذلكَ مع ما جاء في الكتب السماوية فالسيَد ألمسيح عليه السلام أطعم من سمكة واحدة اثنا عشر أو أكثر،ثم لا ننسى المثل:زاد واحد يكفي لاثنين وأثنين لثلاثة وهكذا،فماذا يعني ذلك ؟ ان لم يكن عدم الاسراف والاكتفاء بالقليل! ثم هنالك منة يقولون أن ألزاد أي الطعام يلعن اثنين: الذي يتناول الطعام أكثر من حاجته وملآ معدته،والآخر الذي يترك أو يقوم عن الطعام وهو جائع!!

هل لدينا احصائيات كم يبلغ عدد الفقراء  في العالم الذي نعيش بين ظهرانيه؟ألاحصائيات كثيرة وكذا الأرقام وهي ارقام غير مبالغ فيها،وذكرنا وفي أكثر من مقال بان الفقر نسبة وكذا الغنى،فالذي يكسب عشرة آلاف شيكل شهريا ويعتاش منهم ويردد أن هذا المبلغ لا يكفيه مقارنة مع غيره من الذين يكسبون أكثر بثلاثة أو أقل باثنين؟!وهل ان تعرفنا على أصحاب الدخل المرتفع جدا أو من الذين رواتبهم بآلاف ألشواقل نستطيع أن نقنع أنفسنا بانهم يتناولون كذا كمية من الطعام تكفي وتسَد جوعهم؟!فهل معدة هؤلاء تختلف عن معدة باقي البشر؟الجواب ليس لدينا ولا نعرفه فلكل رأي وهذا ألرأي اما أن  يكون مقبولا أو غير مقبول أو كما يقول المثل عندما يتحدثون مع الصغار"بطن ملان كيف تمام"ومهما قلنا وذكرنا وذكَرنا بان ليس بالخبز وحده يحيا ألانسان! فهل فكر الرئيس الأمريكي بذلك ؟لقد قلص وقلَص في الأموال التي التزمت بها أمريكا تجاه ألمجتمع الفلسطيني وبقيت تخفض من الأموال الى أن قطعتها نهائيا عنهم سواء كان ذلك لوكالة الغوث والمساعدة ألاونيروا أم لغيرها من المؤسسات ألاخرى،والسبب أنها تريد أن ترَكع هذا الشعب ولن يركع وهم على استعداد للعيش باقل ما يمكن من ألاموال ولو بلقمة خبز أو كسرة وكوب ماء،ونريد أن نذَكر باننا استعملنا المربى في مطعم الجامعة العبرية في القدس بدلا من السكر،وكذا في البيت وفي معظم تناول الوجبات كنا نتودد للتي توزع الوجبات الى زيادة المرقة  في وجبة السمك أو كرات الدجاج"لنفَت" الخبز والذي كان مجانا ونملا معدتنا ولم نمت جوعا،فالاوضاع ألاقتصادية كانت صعبة جدا على الطلبة في الجامعة العبرية وفي غيرها من ألمؤسسات ألاكاديمية في البلاد والتي كانت تقدم الدعم لمطاعم الجامعة،فيا سيَد ترامب حرام عليك أن تحرم الفلسطينيون مما هم بحاجة اليه وسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يتجول في ألاحياء للتعرف على أوضاع المواطن،اكتشف أن امرأة تطبخ الحصى والماء وتحاول أن تصبر أولادها لينامو الانه لم يكن لديها الطحين لتعجنه لهم وتؤكلهم! فما كان منه رضي الله عنه أن عاد الى هذا البيت الصابر بكيس من الطحين واطعمت ألام أولادها وهي لم تعرف من الذي أحضر الطحين،وهكذا فان كل مظلوم سيحظى بما هو بحاجة اليه وكذا الفلسطينيون  سيستطيعون تحمل المعاناة ولو أن هنالك وعود من دول عربية وأوروبية ستمد يد العون والمساعدة لهذا ألشعب المظلوم منذ أكثر من سبعة عقود وخمسة ملايين منه يعانون ألامرين جراء هذا التشريد وألاذلال وألاعتداء على حقوقهم المشروعة،ترامب الرئيس ألامريكي يعتقد أنه بخطوة كهذه سيجبرهم على قبول خططه ومشاريعه والتي يقصد من وراءها الزامهم على القبول بما يريد، انت بعيد كل البعد عن مثل هذا القبولٍ.

رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت والذي أمضى مدة محكويته وزار فرنسا وهناك التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قال ما معناه:لو بقيت لفترة أخرى في الحكم كرئيس للوزراء لكنت حققت ألسلام بيننا وبين الفلسطينيين وأن الحل الوحيد للصراع ألاسرائيلي- الفلسطيني هو حل الدولتين أنا موافق ووافقت عليه وأن الشخص المناسب للتفاوض معه هو ألرئيس الفلسطيني ألدكتور محمود عباس"والله حكي مثل عدَ الذهب وخسارة أنهم يقولون ويصرحون مثل هذه التصريحات بعد أن ينهون مهامهم ألرسمية أليس كذلك يا سيَد أولمرت؟؟لماذا لم تنفذ وتفعل من أجل حل الدولتين عندما كنت في الحكم والقيادة؟؟لا بديل عن حلَ الدولتين صحيح يا سيَد أولمرت.

الرئيس الفلسطيني الدكتور محمود عباس والذي يزور فرنسا ودول أوروبية أخرى صرح وقال:أنه على استعداد للبدء في مفاوضات مع  المسؤولين ألاسرائيليين أينما أرادوا وكل ذلك بموجب وبمقتضى الشرعية الدولية واحقاق حقوقنا كأقلية عربية فلسطينية وهنالك أسس

يتوجب علينا أن لا نتخطاها  حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في حدود ألرابع من حزيران لعام 1967 والانسحاب من ألاراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي بعد حرب حزيران من العام المذكور أي المستوطنات والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وحل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ودولة لها كيان وحدود وتحقيق السلام العادل بين الدولتين وسدولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل ،هذه هي الثوابت ولن نتنازل عن أي شيء نعيش بسل وسلام وأمن وأمان مثلنا مثل باقي الشعوب في هذا العالم نتعاون ونتساعد ونتسامح .


 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق