نبحث عن المساواة- بقلم الدكتور محمد حسن ألشغري- كفرياسيف
13/08/2018 - 05:13:59 pm

جاء في التوراة المقدسة ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق ألناس والأمم والشعوب خلق ألانسان وقال كما جاء في سفر التكوين ألاصحاح ألاول "فخلق ألله ألانسان على شاكلته صورته على صورة ألله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم ألله وقال لهم أثمروا وأكثروا وأملاوا ألارض وأخضعوها"،وجاء في المصحف ألشريف "انَا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"،وهنالك كم من ألاحاديث  واقوال الرسل والصحابة وغيرهم من ألاثقياء والعالمين في أمور الدين والدنيا كل ما ذكروا يمجَد ألانسان وأن ألناس جميع الناس سواسية وللناس جميعا،كأسنان المشط ولا فرق بين عربَي أو اجنبي الا بالتقوى، وأن الانسان بعد وفاته لا يترك سوى العمل الصالح الذي قام به في حياته وأن ذكراه ستبقى طويلا كلما كانت أعماله صالحة وحسنة ومفيدة للمجتمع،وعليه ما جاء من أحاديث وأقوال "اذكروا محاسن مواتكم"وأن أبن آدم عندما يتوفاه الخالق فان مايبقى من ذكرى له: ولد صالح يدعو له، أو مشاريع يستفيد منها المجتمع أي ألناس جميعهم.

تطور فكر ألانسان ورغباته أيضا وتطلعاته وزاد جشعه في أن يستفيد من ألغير ويستغلهم وبشتى الطرق والحالات وألاوضاع ومن هنا تعلمنا عن ألاستعمار والمستعمرين والفاتحين ألغزاة الذين غزوا الدول والبلدان وتسلطوا على الشعوب والقبائل أي على ألانسان وبشتى الطرق والوسائل من قانونية وتعسفية وبالقوة والعمل ألاجرامي أحيانا وبطرق ووسائل غير إنسانية  في كثير من ألاحيان فامريكا استعمرت البلد المسكون وتسلطت على الشعوب والقبائل والناس الذين كانوا هناك وغالبيتهم من السود أي سود البشرة أي الزنوج السود ألامريكان ألاصليون أهل البلاد ألاصلية وليسوا من القادمين الجدد أو الدخلاء على بلادهم،لكن المستعمر ألانجليزي وألامريكاني بدأوا في ألاستيلاء على الأرض والناس واستعبدوهم وأذاقوهم الهوال والمر والعيش الضنك ،فشغلوهم في المزارع والحقول وفي البيوت وخدمة الرجل الأبيض ونساء الرجل الأبيض وأي استغلال لا يمكن وصفه كتابيا بل أحسن وصفه ألكاتب الكبير المشهور اليكس هيللي في كتابه"جذور"والذي وصف المعاناة للسود والذين كانوا يسمونهم ويشيرون اليهم "بألنيجرز" لقد أذاقوهم العذاب بانواعه المختلفة وكانوا يضنون عليهم بلقمة العيش وقتلوا منهم كثيرون وكذا الحال مع السكان ألاصليين في استراليا هناك أيضا لم يستثنوا من المعاملة السيئة والشريرة وأنواع العذاب،والسبب لانهم هم ألاقوياء وبيدهم المال والسلاح وجميع وسائل التعذيب والارهاب والقتل،استولوا على الأراضي وصادروها من أصحابها واعتبروا انفسهم المالكون والسبب لانهم الأقوياء وبيدهم القوة والمال والرجال الذين استغلوهم واجبروهم على طاعتهم وما زال قسم لا باس به منهم يعانون ألامرين جراء ذلك،وعندما كان الواحد منهم يطلب الحرية والمساواة لم يكن يعرف من أين يتلقى الضربات ويترك بلا طعام ولا شراب ويموت جوعا وعطشا وبردا أو حرا والذي لا يصدَق فليراجع كتب التاريخ التي درَست أو تدَرس عن الامريكان المستعمرين والذين يحكمون الولايات المتحدة ألامريكية وطوروا هذه المعاناة والظلم لنظام التفرقة العنصرية والعبودية والتباعد بين البيض والسود في أمريكا والتي شهدت حروبات بين البيض والسود ومن منَا لا يتذكر الزعيم ألاسود مارتين لوثر كينج والذي اغتيل  في أمريكا على ايدي شريرين عنصريين قبل نحو خمسة عقود بعد زيارة لمملكة السويد والتقى برئيس الوزراء آنذاك المرحوم أولوف بالمه والذي اغتيل هو ألآخر على يد عنصريين بعد خروجه من دار السينما في عاصمة المملكة استوكهولم عندما كان بصحبة زوجته اليزابيت ومضى على حادثة الاغتيال هذه نحو عقدين من الزمن ولحد ألآن لم يتَم التعرف على الجناة على الرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه الشرطة وطاقم المحققين المختصين في الموضوع.

التفرقة العنصرية المستشرية في كثير من البلدان والدول والكراهية العمياء ضد فئات اثنية ودينية فتارة ألاسلامفوبيا واللاسامية ضد اليهود وديانات وجنسيات أخرى يمييز ضدهم وبحقهم،وفقط في ألاسبوع الماضي شهدنا تظاهرة نازيين ومؤيدين للنازية وضد اليهود وما يحملونه من أفكار ضد اليهود وحرق أماكن ومعابد وكنس  ومساجد حتى الدول الاسكندنافية لم تنفذ من هذه الاعتداءات على أماكن العبادة للمسلمين واليهود،وعن الاستعمار الفرنسي في الجزائر والذين أذاقوا الشعب الجزائري الويلات وماذا بالنسبة لليبيا وتونس والمملكة المغربية ودول عربية مصر ولبنان وسوريا وجنوب افريقيا هناك نفَذ التمييز العنصري والتفرقة وألابارتهايد والذي قاد النضال ضده نيلسون مانديلا والذي قبع في السجن عقدين من الزمن  الى أن افرج عنه وزال التمييز العنصري الممنهج هناك البيض على الرغم من قلة عددهم،الا انهم هم الذين حكموا البلاد واستولوا على الكنوز والموارد والثروات المعدنية وغيرها وكانوا هم أصحاب الكلمة النهائية، وأين ما فتشَ الانسان على المساواة في هذه الدول وفي غيرها من البلدان التي استعمرها الحكام المجرمون لم يجدها ،لقد ضحىَ مانديلا من عمره الكثير من السنوات قضاها في غياهب السجون هو وغيره ناضلوا  وعذَبوا في السجون وفي الاعتقالات ولم يخضعوا للظلم والمضطهدين واستمروا في نضالهم الى أن تحققت ألاحلام ودول حصلت على استقلالها وأخرى بقيت تحت الانتداب مثلا فلسطين ودام هذا الانتداب حتى العام 1948 أيار أل15 منه حيث أعلنت قيام دولة جديدة هي دولة إسرائيل وتمَ الاعتراف بها وكانت هنالك وثيقة لاستقلال الدولة مؤسسة ومبنية على المساواة للجميع أي لجميع مواطني الدولة ولن يكون هنالك تفرقة أو تمييز لا في الدين أو العنصر أو لون البشرة والمعتقدات ألاخرى لانه في هذه الدولة يعيش شعب عربي أصلي ولن يمارس عليه أي نوع من التمييز أو التفرقة وهكذا عشنا واعتقدنا بأن ألامور ستسير بموجب ألاصول ووقع على وثيقة الاستقلال القادة  والزعماء اليهود من الذين قادوا الدولة، ومع مرور الزمن والوقت أصبحنا عرضة لقوانين سنتها ألكنيست مميزة بحق العرب الفلسطينيين الاصليين سكان البلاد وهذه البلاد هي بلادهم وليس لهم بلد سواها وأصبحنا عرضة لانواع كثيرة من التمييز والاضطهاد العنصري سلب ومصادرة الأراضي والتضييق على المواطنين العرب في جميع المجالات والنواحي مع الوقت ازداد هذا النوع من السياسة الممنهجة بحق الاقلية العربية الفلسطينية وكان نضال مشترك يهودي- عربي ضد هذه القوانين وضد الذين سنوها،لكن دون جدوى وفي كل مكان فتشنا عن المساواة فلم نجدها بل وجدنا التمييز بحق الأقلية العربية الفلسطينية ووصلنا الى تصور انه ربما الفئات المتنورة من الشعب اليهودي والذي ذاق ألامرين من  الاضطهاد أن يتفهما قضايانا ومشاكلنا ،لكن دون جدوى، ومن استمع وتضامن كانوا من قلة واليمينيون يدعونهم أليساريون وعلى الرغم من وجود تعاون يهودي- عربي ألا أن الواقع غير هذا وجاء سن قانون"القومية"ليزيد الطين بلة وهذا القانون خطير جدا نحن درجة اللهم اعلم، قومية يوك ولغة عربية يوك ألخ....وانتفضت الطائفة المعروفية ونظموا احتجاجا كبيرا وملفت للانظار في ساحة رابين في تل -ابيب وكانت تظاهرة فائقة بغض النظر عن ألاقاويل!!!وكان ذلك في ال-4من آب وبعدها باسبوع جرت تظاهرة في أل-11 من نفس الشهر آب والملفت للنظر أن تداعياتها لم تكن كما توقعنا ونقولها لماذا رفعت أعلام فلسطين؟ ليس المكان المناسب لها على الرغم من رفع الاعلام ألاسرائيلية،لماذا لم يصدر المنظمون  تعليماتهم للذين حملوها بانزالها وفورا وأن الوقت والمناسبة والفرصة غير مواتية لذلك!! يجب أن يكون للقيادة دور وأن تسمع أصواتها وينصاعون لها،لانه بدلا من أن ينصب ألاهتمام على التظاهرة والشعارات انصَب على الاعلام ومن يرفعها وهذا زاد من التحريض علينا، كونوا قدَ المسؤلية واهتموا بان تقودوا ويسمعون لكم ولنفتش سويا عن المساواة وتحقيقها،يجب تطوير آليات النضال والعمل،وهذا لا يعني أنه لو لم ترفع اعلام فلسطين لالغي القانون لاي، لكن لنفكر في كيفية حشد أكبر عدد ممكن من الذين يؤيدوننا في مطالبنا العادلة وحقنا في المساواة التامة دون أي انتقاص أليس كذلك؟؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق