" ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"
13/08/2018 - 10:19:59 am

" ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"

منير فرّو

إخواني تمضي بنا الايام والسنون، وتطحننا رحى المنون، ونحنا عما خُلقنا من اجله غافلون، كاننا سوائم ضالة جاهلون متجاهلون، لا نسال انفسنا من اين اتينا؟ والى اين نحن ذاهبون؟ الهانا زينة الحياة ومتاعها والبنون عن نعيم الاخرة وثوابها فوق ما يصفون، وكاننا في حياة الدنيا مخلدون خالدون وعلى حساب الاخرى غير معرضون، بئس ما تعتقدون ويا حسرتاه عليكم اذا جاء القدر المكنون، وسؤلتم عما كنتم تفعلون؟ عندها يخسر المبطلون المضيعون، ويفوز المؤمنون المفلحون الذين هم بوعد الله ووجوده ورسله ورسالاته مصدقون، اما آن لكم ان تنزجرون وتتيقظون ومن قميص الجهالة تتجردون؟ كم انتم عن نعيم الايمان والاطمئنان غافلون، وبعدل الله وثوابه وعقابه مشككون، فارجعوا اليه وانتم تائبون، متوسلون، خاضعون، خاشعون، يعفو عنكم مهما كنتم مخطئون، فهو الغفار التواب الرقيب الحسيب البصير العليم الخبير بكل ما تعملون، وما تظهرون وتخفون، وتبطنون وتجهرون، كما   قال تعالى : " وما ربك بغافل عما تعملون ".

قال الله تعالى: " بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى "،  فاللهجل وعز وعد عباده بالثواب في الاخرة، وجعل الدنيا دار ممر لا دار مقر، وجعل الدنيا مزرعة للاعمال،  والاخرة لحصاد تلك الاعمال، ولم يجعل تعالى للعبد جنتين، ولا قدر له براحتين، ولا حكم له بنعيمين، وجعل تعالى نعيم الاخرة ينال بالصبر والاحتمال، وعذابها يطال على قبيح الاعمال، فصارت الدنيا ميدان والاجسام خيل والنفوس فرسان والسباق هو الى  الله، فلا محنة اشق في هذا الزمان من موت العقل والجنان فمن مات جسمه عُزي في دنياه ومن مات قلبه عُزي في اخراه اعاذنا الله من ذلك .

ما أبلغ وأعظم من قوله تعالى: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً، وعلى ربهم يتوكلون"، وأيضا قوله: " ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"، وأيضا قوله تعالى : " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك فقنا عذاب النار، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته، وما للظالمين من أنصار"،

لقد أفصح تعالى عن التوبة بقوله : "وليست التوبة للذين يعملون السيئات، حتى إذا حضر أحدهم الموت، قال: إني تبت الآن، ولا الذين يموتون وهم كفار، أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما"،

فعلى الإنسان الإسراع في التوبة، فكلما كانت توبته في سن مبكر، كانت حسناته مضاعفات، وارتقاء له في العبادات، وعلوا له في الدرجات، ومثل الشاب التائب، كساقي الماء في الصحراء، ومثل العجوز التائب كساقي الماء من نهر الفرات، فانظروا ما أوسع الفرق بين الاثنين، وما أحوج الماء في الحالين،

ومثل من يتوب صغيرا، مثل من يمنع فرسا قبل دخول الباب، ومثل من يتوب كبيرا، مثل من يحاول إخراج الفرس من الباب ولكن من ذيلها، فما أسرع إخراجها قبل دخول الباب، وما أصعب إخراجها بعد دخولها منه،

فإخراجها من ذيلها لا بد من أن ترمح فاعله رمحة بقوائمها فتصرعه، كذلك توبة الشاب قبل انغماسه في الدنيا وشهواتها، يسهل عليه ضبط نفسه وتطهيرها من الدناءات والخبائث، وتوبة الهرم يحتاج إلى تعب كبير لان يطهر نفسه الغريقة بشهوات الدنيا والتعلق بحطامها،

فحب الدنيا أساس كل خطيئة، وعلى الإنسان أن يأخذ من الدنيا ما يسد الجوعة ويبرد الضمأ ويستر العورة ومسكن له ولزوجته وأولاده، لان الدنيا دار ممر لا دار مستقر، وعلى الإنسان أن يكون في الدنيا كعابر سبيل، وان يسعى إلى خالقه قبل أن يداهمه الموت، لان الموت هو القيامة الصغرى، وكما جاء في باب الوعظ في السؤال عن القيامة والموت والدنيا : ما هو القريب؟ وما هو الأقرب؟ وما العجيب؟ وما الأعجب؟

فكان الجواب : القيامة قريبة ولكن الموت اقرب، والدنيا عجيبة ولكن المتمسك بها أعجب.

والانسان او العبد عندما يدخل على ملك من ملوك الدنيا العظام، يتخذ أدبا دون أن يتكلف به، وذلك لخفقان قلبه أمام عظمة الملك، وأيضا ارتعاد فرائصه، وشعوره باقشعرار جلده وبدنه، واصفرار لونه، وطيران دمه، وتطأطأ رأسه أمام هيبة الملك، فإذا كان مجرد ملك من ملوك الدنيا، والذي مصيره إلى التراب والفناء والزوال، يفعل كل هذا في إنسان مثله، فكيف حال العبد مع خالقه؟ الذي هو اجل وأعظم من أي ملك، والذي هو لا شيء كمثله، ولا يضاهيه في العظمة والملكوت والقدرة والجبروت والفردانية والصمدانية والديمومية شيء، وهو العادل في الحكم، البعيد عن الجور والظلم، والمجازي على الحسنات والسيئات بدقة الصراط، جل شأنه، وعلا مكانه، وتقدست أسماؤه .

والملوك الذين سلفوا بعكس ملوك ورؤساء اليوم الذين يفتقدون تلك الهيبة والعظمة لتفاهتهم وخساسة ووضاعة نفوسهم لانقيادهم وراء الملذات والشهوات الحسية والبدنية، ولطريقة صعودهم على الحكم، وتذللهم أمام أصوات المنتخبين، وإهمالهم للرعية، لأنه قيل: "حكم ملك جبار مدى الحياة، خير من ملك مهمل رعيته ساعة واحدة"،

ان الحرية التي تدعو اليها المؤسسات العالمية والدول اليوم هي حرية زائفة وخادعة للنفوس، تخالف كل الشرائع السماوية الداعية الى تطهير النفس البشرية، وعدم انجرارها وراء مهاوي النفس واهواءها، لان النفس كما قال تعالى عنها : " ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي"، لان النفس حتى ترقى في الفضيلة وتلحق بعالم الملائكة عليها التخلص من ثقل طبيعة الجسد وظلمته وشهواته لتصبح روحا ملائكية ونورا حقا محضا، وحرية اليوم هي سبب فساد العالم، لأنها لم تراعي كون الإنسان ذات أطوار مختلفة، طفل وولد ومراهق وشاب ورجل وهرم، وما يفكر به في كل طور يختلف عن بعضه، وذلك لبلوغه وكمال عقله،

فالحرية للمراهق تضره وتشوش أفكاره، وتجعله يضيع في تلك الحرية، التي تخرجه عن كونه مراهقا، وتجعله يشعر بأنه رجل في كل معنى الكلمة، وهذا أيضا يتطابق والفتاة، ولا يقتصر على الذكر فقط، لأن الجنسين يمران في نفس الظروف مع وجود بعض الفروق، وهذا خطر عظيم،

والملك سمي ملكا لما يملك من عبيد وجنود وملك وأراض وممتلكات ورزق وخيرات خاصة به، فهو مالكها والمتصرف بها دون منازع، والملائكة سموا ملائكة لانهم ملكوا انفسهم عن الشهوات وكل ما لا يريده الله .

فالخالق خلق الإنسان لأجل عبادته وتوحيده ولا هدف له غير ذلك، وشعور الإنسان بالعبودية لخالقه، فهو شرف عظيم، ومقام رفيع، لا يوجد في الوجود مقاما اشرف ولا ارفع منه، لان العبد هو بروحه إنسان لا بجسمه، ولا يتشرف إلا بهذه الروح، التي تميزه عن سائر الحيوان، وتقربه من عالم الملائكة،

لان العالم على أربع طبقات : طبقة نباتية، طبقة حيوانية، طبقة إنسانية وطبقة ملائكة، فالنبات لا عقل له ولا شهوة ويتغذى بدون حركة بل بواسطة التمثيل الضوئي أي الكلوروفيل أو اليخضور، والحيوان له حركة ليحصل على غذاءه ولكنه شهوة بلا عقل، والإنسان عقل وشهوة والملائكة عقل بلا شهوة، فإذا غلبت الشهوة في الإنسان عقله، انخفض إلى طبقة الحيوان، بل يصير اشر من الحيوان، وإذا غلب عقله شهوته، ارتقى إلى طبقة الملائكة،

فكلما قام الإنسان بتطهير نفسه من شوائبها، التي هي المعاصي والشهوات، والكسل في الطاعات والمفترضات، والأوامر الإلهيات، التي فيها سعادة لا تشبهها سعادات، لأنها متصلة بخالق البدايات والنهايات، وهو غاية الغايات، وتمسك بحبل الله، واعتصم به، واخلص له في المحبة والعبودية، صار عندها جوهرا صافيا، وعقلا خالصا، ونورا إلهيا، وحقا محضا، وحرا دون رق، كقول يسوع المسيح-ع- في الإنجيل المقدس: " تعرفون الحق و الحق يحرركم"،

فاتحاد الحي بالحي، يجعله حيا أيضا مثله لا يموت، لان روح الإنسان هي حية لا تموت، ولكن موتها بغفلتها عن خالقها، وتركها للواجبات الدينية، وابتعادها عن المفيد الذي يفيدها بالخير ويعرفها منزلتها وقدرها وعجزها وفقرها وذلها، وان ليس لها حول ولا قوة إلا لخالقها سبحانه،

لذلك طاعة القلب الخشوع، وطاعة العيون الدموع، وطاعة الأذن السموع، وطاعة العقل العلم المطبوع، وطاعة النفس الذل والفقر والرجوع، وطاعة اللسان الذكر بفجوع، وطاعة الصدر الخضوع، وطاعة اليدين الضروع، وطاعة البطن الجوع, وطاعة القدمين السجود والركوع،

وهنا لا بد من تقديم قصة توبة رجل كان عاصيا لله، ماشيا في المظالم، آكلا حقوق الناس، لم يترك معصية إلا وارتكبها، سكيرا، آكل الربا، إلى ما غير ذلك، وبعد توبته صار مضربا للمثل في التقوى والورع، وقدوة السالكين في طريق تحتاج إلى الكثير من جهاد النفس والهوى، والقدرة على تخطي العبودية لشهوات الدنيا وملاذها، وهو سيدنا مالك بن دينار رضي الله عنه، حيث يقول مالك ابن دينار عن توبته :

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس ...... افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها.. شديد الفجور.. يتحاشاني الناس من معصيتي،

وفي يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله.. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا ..

 

وكلما كبرت فاطمه زاد الإيمان في قلبي وقلـّت المعصيه في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها تفعل ذلك ..

وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه .. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمه 3 سنوات فلما أكملت الــ 3 سنوات ماتت فاطمه،

يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما،

فقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

فعزمت أن أسكر، وعزمت أن أشرب الخمر، وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب، فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا،

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ..واجتمع الناس إلى يوم القيامة .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار..

 

يقول: فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف، حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار،

يقول: فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر ..

ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه، فجريت أنا من شده الخوف، فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاً ..

 

فقلت: آه: أنقذني من هذا الثعبان،

فقال لي .. يا بني أنا ضعيف لا أستطيع، ولكن إجر في هذه الناحيه لعلك تنجو ..

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي، ووجدت النار تلقاء وجهي ..

فقلت: أاهرب من الثعبان لأسقط في النار، فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف،

وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..

وقال: أنا ضعيف كما ترى، لا أستطيع فعل شيء، ولكن اجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو،

فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمه، أدركي أباك أدركي أباك،

يقول:: فعلمت أنها ابنتي .. ويقول: ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف، فأخذتني بيدها اليمنى ...... ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف،

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا، وقالت لي : يا أبت: " ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"،

يقول: يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!

قالت: هذا عملك السيئ، أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة..؟

يقول: وذلك الرجل الضعيف؟

قالت: ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك، لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً، ولولا انك أنجبتني، ولولا أني مت صغيره، ما كان هناك شيء ينفعك،

يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب.. قد آن يا رب, نعم " ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"،

يقول: واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله،

يقول: دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية: " ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"،

ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين، هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ......

ويقول: إلهي أنت وحدك الذي يعلم من ساكن الجنة؟ ومن ساكن النار؟، فأي الرجلين أنا؟

اللهم: اجعلني من سكان الجنة، ولا تجعلني من سكان النار،

وتاب مالك بن دينار، واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد، ينادي ويقول:

أيها العبد العاصي: عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل: عد إلى مولاك .. أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار، يقول لك:

" من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"،

أسألك تبارك وتعالى في هذا العيد الكبير الاضحى ان يكون قرباننا نفوسنا، نطهرها من ظلمتها، ونوقظها من غفلتها، ونعوذ بك من زلتها،  و أن ترزقنا التوبة لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين.

فالله فالله معاشر الإخوان، لا تتردوا في التوبة إلى خالقكم، فإنكم عن قريب لمسؤولون، وعلى ربكم لتعرضون، وعلى ما عاهدتم عليه به مطالبون ، وكما قال تعالى : " فأما إن كان من المقربين، فروح وريحان وجنة نعيم، وأما إن كان من أصحاب اليمين، فسلام لك من أصحاب اليمين، وأما إن كان من المكذبين الضالين، فنزل من حميم، وتصلية جحيم، إن هذا لهو حق اليقين، فسبح باسم ربك العظيم"،

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الأمين واله وصحبه أجمعين والسلام .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق