مهدي سعد 

أدلى عضو الكنيست أورن حزان مؤخرا بتصريحات تفوح منها رائحة العنصرية، أكد فيها أن دولة إسرائيل لليهود فقط، ووصف العرب بما فيهم الدروز بأنهم ضيوف في الدولة، ولقد أثار هذا الكلام غضب البعض من أبناء الطائفة الدرزية الموالين للسلطة، وهذا الامتعاض نابع من اعتقاد هؤلاء بأن إسرائيل هي دولتهم أيضا وليست لليهود وحدهم. 

أعتقد أن هذه الفئة لم تستوعب بعد، بالرغم من التجارب المريرة التي مرت فيها الطائفة الدرزية خلال العقود السبعة الماضية، بأن إسرائيل ليست دولتهم ولن تكون كذلك، لأنها ببساطة تعرف نفسها كدولة يهودية ودولة الشعب اليهودي، أما العرب وبضمنهم الدروز فتعتبرهم مواطنين بدرجة أدنى من المواطنين اليهود. 

يغيب عن بال المجموعة التي تتغنى بولائها للسلطة بأن السياسة التي تتبعها المؤسسة الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب عامة والدروز خاصة قائمة على أساس التمييز العنصري، وهذه السياسة تترجم على أرض الواقع من خلال مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتضييق الخناق على القرى والمدن العربية بما فيها الدرزية. 

أصبحت العنصرية في السنوات الأخيرة تيارا مركزيا في الحلبة السياسية الإسرائيلية، حيث باتت الأحزاب الصهيونية تتسابق في عدائها للعرب، طمعا في الحصول على تأييد أكبر شريحة من المجتمع اليهودي الذي يميل بغالبيته نحو اليمين، الأمر الذي يدفع قادة هذه الأحزاب إلى إطلاق تصريحات معادية للعرب من أجل استمالة الجمهور اليميني. 

بناء على ذلك، نستنتج بأن أورن حزان يمثل الوجه الحقيقي للمؤسسة الإسرائيلية التي تتعامل مع المجتمع العربي على أساس عنصري في كافة نواحي الحياة، وبالتالي فإن حزان لم يجدد شيئا فيما قال، فهو عبر عما يعتقده حكام إسرائيل في قرارة أنفسهم ولا يجاهرون به دائما. 

لقد حان الأوان لتعرف الشريحة الموالية للسلطة داخل الطائفة الدرزية أن دولة إسرائيل بنيت على أساس فكرة عنصرية قوامها إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب سكان البلاد الأصليين، من هذا المنطلق لا يمكن أن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية لجميع مواطنيها إلا إذا غيرت جورها وطابعها اليهودي، ولا أتوقع أن يحصل هذا الأمر على المدى المنظور.