سلطان باشا الأطرش حاضر بقوة رغم غيابه
23/03/2018 - 03:31:42 pm

سلطان باشا الأطرش حاضر بقوة رغم غيابه  بقلم مهدي سعد 

تحل علينا في السادس والعشرين من آذار الذكرى السادسة والثلاثون لرحيل عطوفة القائد العام للثورة السورية الكبرى المغفور له سلطان باشا الأطرش، وتعتبر هذه المناسبة فرصة مهمة للتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية التي رسم ملامحها وأرساها الراحل الكبير عبر مسيرته العطرة المجبولة بمقارعة الاستعمار والنضال في سبيل تحرير سوريا من الاحتلالين العثماني والفرنسي. 

 

وأنتهز هذه الذكرى الخالدة للتشديد على أنني على المستوى الشخصي أستمد موقفي الوطني من تاريخ طائفتنا الدرزية المجيد المعمد بالدماء الذي سطره سلفنا الصالح ببطولاتهم وتضحياتهم وخطه المؤرخون بأحرف من ذهب، ولا شك أن سلطان باشا الأطرش يعتبر واحدا من أعظم أسلافنا الذين نعتز ونفتخر ونقتدي بهم وبكفاحهم الوطني ونسير على دربهم الذي يشكل البوصلة التي نهتدي بهديها ونمارس سلوكنا وفقا لها. 

 

أكد سلطان باشا الأطرش في وصيته الرائعة على أهمية قراءة التاريخ واستخلاص العبر من أحداثه، حيث قال: "عودوا إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم أرَ أقوى تأثيرا في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب فتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وترفع أعلام النصر". 

 

أعتقد أننا بأمس الحاجة لتذويت هذه الوصية في نفوسنا وترسيخها في عقولنا، ويجب علينا العودة إلى تاريخنا المشرف لكي نطلع على المحطات المضيئة التي صنعها آباؤنا وأجدادنا الذين قاوموا الظلم والطغيان مضحين بحياتهم من أجل عزة وكرامة شعبهم ووطنهم. 

 

أقول هذا الكلام لأننا بتنا لا ندرك تاريخنا الوطني الناصع الذي تعمل المؤسسة الإسرائيلية على تحريفه وتزييفه خدمة لأجندتها التجهيلية، وذلك بمساعدة بعض أذنابها الذين تلقي عليهم مهمة كتابة تاريخ مزور يتماشى مع الرواية الصهيونية. 

 

ترتكز هذه الرواية على مقولة تضليلية مفادها بأن الدروز وقفوا عبر تاريخهم إلى جانب السلطة الحاكمة، وذلك بهدف تبرير ولاء الرجعية الدرزية للسلطة الإسرائيلية، علما أن هذه المقولة لا أساس لها من الصحة وتخالف تاريخ الدروز الذي يتميز برفض الظلم ومقاومة الاستعمار. 

 

يعتبر سلطان باشا الأطرش أحد المداميك الأساسية في تاريخ الدروز الوطني اللامع الذي تسعى السلطة وأزلامها إلى محوه واستبداله بتاريخ مشوه لا يمت للحقيقة بصلة، ومطلوب منا كقوى وطنية نسف الرواية الصهيونية الكاذبة من خلال إبراز دور هذه القامة العروبية الشامخة وغيرها من القامات الدرزية الوطنية والثورية التي قدمت مساهمة كبيرة في النضال ضد الاستعمار وأذياله. 

 

لا يزال سلطان باشا الأطرش بالرغم من مرور سنوات عديدة على غيابه حاضرا بقوة في وعي كل إنسان وطني شريف يضمر الخير لشعبه وأمته ويتمنى لهما المجد والسداد، وسيبقى اسمه محفورا في وجدان جميع الأحرار الذين يستلهمون القيم الإنسانية والثورية من شخصيته الفذة. 

 

من هذا المنطلق يجب علينا تعريف أبناء الشبية بالدور المحوري الذي لعبه هذا القائد العظيم في تخليص وطنه من الاستعمار الفرنسي، عن طريق توليه مهام قيادة الثورة السورية الكبرى التي دارت معاركها الضارية بين الأعوام 1925-1927 وسقط خلالها آلاف الشهداء. 

من المهم التذكير بأن شرارة الثورة انطلقت من جبل العرب وامتدت إلى جميع أنحاء سوريا، وشهدت معارك شرسة لقن فيها الثوار جنود الاحتلال ضربات قاسية وصلت أصداؤها إلى بقاع كثيرة في العالم، ولقد عبدت هذه الثورة الطريق لجلاء المستعمر الفرنسي واستقلال سوريا عام 1946. 

 

أعتقد أن مؤسساتنا الوطنية مطالبة بالعمل على إحياء ذكرى هذا البطل المغوار وتخليدها لكي يطلع الجيل الصاعد على موروثه النضالي الكبير، الذي يشكل مصدر إلهام وتحفيز لكافة التواقين إلى الانعتاق من الاستبداد والطامحين إلى الحرية. 





المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق