وداعا شيخ القرية – بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – كفرياسيف
14/03/2018 - 01:57:21 pm

انتقل الى رحمة الله تعالى يوم ألاثنين ال-12من شهر آذارألموافق أل-24من شهرجمادى ألثانية لسنة 1439هجرية  ألشيخ عبد محمود عبد القادر امام قرية كفرياسيف ودفن في مقبرة القرية يوم الثلاثاء أل-13من الشهرالجاري.لوعكة صحية الزمتني البيت منذ فترة لم أتمكن من المشاركة في الموكب الجنائزي المهيب الذي انطلق من مسجد"ألنصر"في كفرياسيف الى مقبرة القرية باشتراك جماهير من كفرياسيف وقراها المجاورة يتقدمهم رجال الدين الافاضل من مختلف الديانات وآخرين جاءوا من كل حدب وصوب لالقاء النظرة الأخيرة على الراحل الى دنيا ألآخرة ولوادع من كانوا على علاقة مع المرحوم أو لا تربطهم به أية علاقات،بل لمكانته ولصيته المشهور في شتى انحاء القرى والمدن العربية وحتى بعض الأماكن اليهودية لصلاته بالعديد من رجال الدين اليهود والحاخامات من تكواع وأماكن أخرى لا تعَد ولا تحصى،لقد وقع اعلان الوفاة على محبيه وأهله وعائلته وعلى كل من عرفه وقعا مؤثرا على الرغم من أنه ناهزأل-93سنة فكفراسيف كانت حزينة لهذا الفراق وانها افتقدت شيخا وامام قرية بكل معنى الكلمة قصده البعيد والقريب في جميع المشاكل والقضايا بغية إيجاد الحلول لها او على الأقل التوصل الى صيغة مرضية للطرفين المتنازعين او للذين لديهم مشكلة.                

المرحوم الشيخ عبد محمود عبد القادرولد وحيد بين عدة أخوات لوالد عمل في التجارة هو المرحوم محمو عبد القادرالذي جاء من قرية كويكات وتزوج من المرحومة نجمة محمد الشغري من كفرياسيف وكانت له دكان بقالة بالقرب من بيت المرحوم رفيق شحادة الذي كان رئيسا لمجلس كفرياسيف المحلي وعاش مع والده ووالدته نجمة واخواتة آمنه وفاطمة ونجلاء وفتحية واعتاشوا من ريع الحانوت ومن عمل والده كوكيل لتصريف التبغ في المنطقة وكان المرحوم ولدا مطيعا احب العلم ومع الوقت تعلم وتفقه واصبح مدرسا في المدرسة الابتدائية اليوم-البيادر- ومسؤولا عن إقامة الصلاة  امام في مسجد النصر بعد سنوات الستين بعد تأسيس جامع "النصر"ومن مؤذن الى مأذون شرعي وبقي يدرس ويتعلم ورافق المرحوم القاضي أبو عزيز محمد حبيشي لفترة طويلة من الزمن وتعلَم لوحده ودرس وتفقه في علوم الدين لان المأذون الشرعي تواجهه الكثير من القضايا والمشاكل والتي استطاع بحنكته وحكمته ودرايته من إيجاد الحلول المناسبة لها واصبح شخصية معروفة في القرية وقرى كفرياسيف المجاورة وليس من السهل علَي في هذا المقال من تعداد المشاكل والقضايا والتي كنت في معظمها مواكبا له خاصة في اصلاح ذات البين واحلال الوئام والسلام فكم من مرة شارك في لجنة الصلح والتي فعلا في الماضي هي لجنة اصلاح ملمَة بالمشاكل وتضع الحلول المناسبة وكان له دورهام في مشكلة قبطي وكعكوش ومشكلة جولس كفرياسيف واستطاع من إيصال المشكلة الى حل ولو ان هذا الحل لم يرق لكثيرين،لكنه حل وصلاح وعادت الحياة الى مجاريها بين القريتين وأهالي القريتين على الرغم من انها كانت مشكلة صعبة وقاسية وشديدة.

الشيخ عبد لم يكن أزهريا ودائما أجاب بما استطاع من معرفة واجتهاد وكان ذلك كافيا ليجيب على الأسئلة التي كانت تطرح امامه وعليه وبقي على هذا المنوال حتى بعد أن احيل الى التقاعد من التدريس وبعد ذلك من العمل في كونه مأذونا شرعيا وحافظ على لحمة أبناء القرية الواحدة متعاونا مع رجال الدين راعي طائفة الروم الاورتذكس المبجل الخوري إيهاب مخولي وشيخ الموحدين الدروز الشيخ خير ملحم وغيرهم من رجال الدين في كفرياسيف ومن خارجها حيث ربطته علاقات صداقة هامة مع العديد من رجال الدين والكهنة من عكا والناصرة وأماكن اخرى وكرمته الكنيسة الاورثذكسية في احتفال مهيب تمَ فيه التحدث عن مناقب الفقيد وعمَا يعمله ويقوم به من أجل المصلحة العامة ولا ننسى التعاون الوطيد مع المجلس المحلي في القرية ورئيسه عوني توما والقائم باعمال الرئيس فهد جميل خطيب وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية في كفرياسيف وعمل جاهدا على ألوئام والمؤآخة والمحبة والتعاون والتفاهم والتسامح وزرع بذور الخير بين الناس،وان حدث حادث فانك ترى شيخنا موجود لحل المشكلة وكم من مرة طلب منه محاولة اخلاء سبيل فلان أو علان من الناس من التوقيف وليسمح لي من اعرفهم ومن لا اعرفهم بعدد المرات التي تدَخل فيها الشيخ ابومحمود وحل المشكلة بغض النظر عن الشخص المتضرر ووفي كل لجنة صلح ترى الشيخ عبد موجود في يركا وجولس ونحف وسخنين والنقب وفي أماكن أخرى.

لا يسعني في هذه العاجلة من ايفاء المرحوم حقه وفي الاعمال الخيرية التي قام بها متعاونا مع آخرين من أبناء القرية ومع غيرهم وحبذا لو ينتبه أولاده أدامهم الله في العمل على كتابه تاريخه ومذكراته ويجمعونها في كتاب،وحسنا عملت السلطة المحلية على نعيه للثقة والتعاون الذي كان ما بينه وبينهم وكل من يعرف عن المرحوم شيئا أن يحفظه لحين ذلك،ثم لا ننسى انه عمل على تقريب القلوب بين المجتمعين العربي واليهودي وكم كانت اللقاءات بينه -كمجموعة من القرية وبين حاخام تكواع في بيته وفي نيس عميم وفي احداث أكتوبر كانت لقاءات في كفرياسيف وفي بيته وفي عدة أماكن للتخفيف من حدة الخلاف والاعمال الأخرى،لقد عرفه كثيرون من المجتمع اليهودي ولكن لا نعرف كيف سيقومونه؟! نحن نعلم ان المرحوم شخصية اجتماعية ودينية وأمَه العديد من مشايخ الدين من مختلف انحاء البلاد وكان معتدلا في آرائه وكان مناصرا للمرأة ولا يهاب ألآخرين في الحق وقول كلمة الحق في المكان المناسب وربطته علاقات متينة مع العديد من شخصيات الدولة،وما بقي لنا الا ان نقول رحم الله الفقيد والهم ذويه وأهله واولادة محمود والشيخ بلال ومحمد والبنات والاحفاد ولكل محبيه واسمحوا لي ان كنت نسيت أحدا والى جنات الخلد يا أبا محمود ولتكن ذكراك غالية على كل من عرفك وسمع عنك رحمك الله وادخلك في فسيح جنانه ولنتذكر"كلنا اهل بلد وأخوة ويجب أن نبقى ".

  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق