كعكة الحياة  !!!  بقلم : د. نجيب صعب ابو سنان
22/01/2018 - 12:14:39 pm

  قد يظُن البعض ان موضوعنا هذه المرة هو كعكة عادية وذات مقادير ايضاً عادية، نعم هناك العديد من انواع الكعك التي يحضّرها الناس في بيوتهم في مناسبات وبدون مناسبات، وقد تكون هذه الكعكة او تلك بطعم مالح او قد تكون خفيفة الكولسترول، وقد تكون ايضاً حلوة او متوسطة الحلاوة، وفي احيان معينة تكون بطعم مر، وفي جميع الحالات هناك اناس معينون لكل نوع من انواع الكعك، فالكل مرغوب لدى من يهواه.

  ولا يغيب عن الخاطر عزيزي القارئ عزيزتي القارئة ان كثيرين من بني البشر في بعض الاحيان يتحينون الفرص ويبالغون في تناول هذه الكعكة او تلك حتى لو كان ذلك في مضرتهم، ذلك قد يكون لاسباب هم يعرفونها وربما البعض يدركها ، فمنهم من ينتهز الفرصة ويأكل دون ثمن ان كان في مناسبة او في لقاء خاص وهو يدرك الامر ان في ذلك قد تكون مضرّة معينة لصحته، ونراه يتابع ذلك الى ان يدرك الامر ويتراجع من تلقاء نفسه عن هذه العادة اذا أحسن التصرف.

  واذا اردنا ان نورد امثلة في هذا المضمار، لكتبنا صفحات وصفحات والكل يعلم بالضبط ما اقصد.

  وبودّي في هذه السطور ان أقدّم للقرّاء بشكل خاص وللمجتمع بشكل عام كعكة مختلفة في مركباتها ومقاديرها عن تلك التي نتناولها نحن ان كانت من صنع محلي او من انتاج مختصين بذلك، وهذه الكعكة يمكنها ان تكون الّذ وأطيب وأفيّد من الكعكات الاخرى بكثير، ويمكنها كذلك ان تريحنا كثيراً في حياتنا اليومية ، ويمكنها ايضاً ان تسهّل علينا كثيراً من الامور التي نصادفها يومياً في البيت، في العمل وفي مجالساتنا ولقاءاتنا الاجتماعية والجماهرية.

  هذه الكعكة ضرورية جداً في حياتنا اليومية خاصة ونحن نعيش ايامنا مقابل مستجدات كثيرة، وتخبطات متنوعة، وعادات حديثة في طريقها الى القضاء على عادات اصيلة كنا قد ورثناها عن الآباء والاجداد، وأصبحت اليوم مهددة ، نعم مهددة بالضياع والاندثار ، فعليه نحن بأمس الحاجة الى كعكة الحياة، هذه لعلها تساهم ولو بقسط معين في التخفيف عن العبء الذي يحمله المرء في حياته، اياً كان هذا المرء وفي اي مجال كان ، فالكل يشكو ويشكو ومركبة الحياة تسير دون منازع.

  فكعكة الحياة تشمل مقادير اخلاقية حياتية، واذا حُضّرت جيداًمن شأنها ان تغيّر نوعاً ما في أحوال الناس والمجتمع.

  فهذه المقادير هي : كأس واحدة او جرعة واحدة من التواضع الصحيح والاكيد والصريح، وملعقة كبيرة جداً من الثقة بالنفس والى جانبها كأس اخرى مليئة من الامل والاخلاص، وملعقة من القناعة، وهذه الملعقة لها اكيد الاثر في جعل الحياة أفضل وانجع وأسهل وانجح ، والمقدار الاخير الذي وجوده هام جداً هو كأس من الوفاء خاصة ونحن نعيش هذه الايام والوفاء بين الناس يستغيث وما من مجيب.

  وطريقة التحضير سهلة جداً جداً اذا صدق العزم بدون شك وضح السبيل، وعندها يخلط التواضع مع الثقة بالنفس خلطاً جيداً، ويتمازج ايجابياً في نفس الانسان، ثم يضاف اليه الاخلاص والقناعة والوفاء بكميات وافية، ولدى هذا الخليط يترتب ان تزيّن كل المقادير المذكورة ابتسامة خفيفة على الوجه، ما من شك ان هذه الكعكة يحتاجونها كثيرون في المجتمع ووجودها يغيّر المرء من حال الى حال، به يرى الحياة بشكل آخر وينظر للامور بشكل آخر ويتصرف في حياته العائلية والاجتماعية ايضاُ بشكل آخر، الامر الذي ينعكس ايجابياً على شرائح المجتمع وتزهو الدنيا أكثر وأكثر في عيون الناس، وقد تكون هذه الكعكة عاملاً ايجابياً وعنصراً فعّالاً لدى الناس من أجل نهج آخر وحياة ملؤها التفاؤل والامل.  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق