نصف البطن – بقلم محمد حسن الشغري – كفرياسيف                                                           
02/10/2017 - 07:22:58 am

كانت جدتي رحمها الله وكنت احبها كثيرا تقول لنا عندما تشتدَ الأمور والأوضاع المالية والاقتصادية عليناَ "يا ستي نصف البطن بيغني عن ملاته"ونحن نقول لربما أو ربما ولكن ليس في جميع الأمور والحالات.لقد شاهدنا ابن بلدنا أدامه المولى للعون والمساعدة وحلَ بعض المشاكل الدكتور حاتم سليم داوود رئيس لجنة التنظيم في الشمال يضع حجر الأساس لمشروع اسكاني في بلدة عيلوط بالقرب من مدينة الناصرة هو ورئيس مجلس عيلوط المحلي إبراهيم أبو راس ومدير دائرة أراضي الدولة في الشمال تمير بركان وغيرهم من الأشخاص والمدعوين،المشروع يهدف الى إقامة 135 وحدة سكنية للذين هم بحاجة الى مسكن وهم كثر في هذه البلدة والذين يحتاجون الى مسكن مناسب يليق بهم وباحتياجاتهم وتحسين ظروفهم الحياتية وباسعار مناسبة ، على الأقل لدينا في هذه المرحلة قال لنا رئيس المجلس ما لا يقل عن 500عائلة وآمل أن أستطيع توفير مكان سكن مناسب يليق باحتياج كل فرد أسوة بباقي المواطنين اليهود في هذه البلاد خاصة من الذين تتوفر امامهم على الأقل القروض طويلة الأمد والأراضي التابعة للدولة والهبات التي تمنح لهم والامتيازات غير المتوفرة للمجتمع العربي وهذا يدل على عدم المساواة والتمييز بحقنا،اليوم أراضينا نحو 3000 دونم وفي الماضي كانت أكثر من 28ألف وأراضينا تصل الى الزرازير ورمات يشاي وو،لاحظ الفرق اليوم وكم هي المساحات التي تقع ضمن مسطح قريتنا وهذا امر مقلق جدا وعليه نحن مسرورين لتمكننا من المباشرة في مشروع هام كهذا متعاونين مع رئيس اللجنة والذي له مساهمة كبيرة في اخراج هذا المشروع حيَز التنفيذ ومشكورة الجهود التي قام بها ويقوم بها لمجتمعنا قال السيد أبو راس،لكننا نبقى بعيدين جدا عن ما نحتاجه من مباني ومساكن لاهل بلدتنا،ونحن نقول :حسن وجميل مثل هذه المبادرة،لكن لماذا فقط بعد هذا الغياب الطويل؟اعداد كثيرة من المجتمع العربي بحاجة الى سكن مناسب وباسعار يستطيعون تحملها،فمعظم المواطنون العرب  في هذه الديار من ذوي الدخل المنخفض والاجر المحدود والذي على الغالب لا يتعدى الحد ألادنى منه،وكثر هم العاطلون عن العمل والذين يقبعون في بيوتهم ولا تتوفر لديهم لا الظروف لايجاد مكان عمل بديل أو مناسب،أو يمتهنون مهنة مناسبة تفي باعالة الاسرة أو حتى أنفسهم ويعتاشون على الغالب من مخصصات البطالة والتي أشهرها لا تدوم لمدة طويلة،فمعظم أماكن العمل المناسبة تشترط الخدمة العسكرية أو خدمات أخرى(بالمناسبة نحن نرى فتيات يقمن بعمل طوعي في مكاتب صناديق المرضى آملين الحصول على قبول مناسب في مؤسسات التعليم الاكاديمي)مع أنه اليوم هنالك العديد من المؤسسات التي بالإمكان ان يتعلم فيها الطالب تقريبا مواضيع كثيرة حتى التي تتطلب امتحان قبول بسيخومتري يستثنى هذا،بالإمكان دراسة المحاماة والعمل الاجتماعي ومواضيع علم النفس وعلم ألاجتماع وو...وبامكانكم متابعة ما نذكر عن طريق المواد الدعائية والترويجية لهذه المؤسسات في طمرة والناصرة والمثلث والجليل والكريايوت والذي بحاجة الى استشارة أو توجيه فنحن لوجه الله نرشده،وجميع هذه المؤسسات التعليمية تمنح اللقب الأول ب.أي بواسطة جامعات من خارج البلاد ومحليا ومعترف بها من قبل مجلس التعليم العالي.

ما أردنا أن نقوله أن الفرق سيبقى شاسعا بين الوسطين العربي واليهودي في هذا المضمار واستنادا الى الدكتور ايلان بابه في كتابه"الفلسطينيون المنسيون"وفي كتب ومؤلفات أخرى له ذكرفيها "أن رئيس الحكومة بن غوريون وغيره يحبذون رؤية عددا أقل من العرب في هذه البلاد والتي على ما اعتقدوا وروجوا:انها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وان التطهير العرقي الذي مورس له دلائله في المجتمع فهدم البيوت عام 1948 وتشريد آلاف من الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم وهدمها ومساواتها مع الأرض وعدم إعادة اللاجئين المحليين مثل أهالي قرى اقرث وبرعم والغابسية والمآسي التي ارتكبت بحقهم وسلب الأراضي والاستيلاء عليها بشتى الحجج والقوانين كلها تدل على التفرقة والتمييز بحقنا كأقلية عربية مضطهدة حتى بعد مضي نحو سبعة عقود والكراهية منتشرة ومتفشية لدى الغالبية منهم وخير دليل تلك ألاحزاب اليمينية المتطرفة والتي لا تطيق ولا تتحمل الحديث باللغة العربية وألامثلة كثيرة.

مشكورة الجهود التي يقوم بها ابن بلدنا،لكنها غير كافية بالمرة،ففي كفرياسيف هنالك عدد كبير جدا من الأزواج الشابه وغيرهم من الذين بحاجة الى مسكن،وهم يدفعون ثمن شقة بحدود مليون شيكل والله أعلم كيف استطاعوا تدبير أمورهم ولا نستطيع القول بانه في كفرياسيف مثلا هنالك نهضة عمرانية،فهذه المساكن التي شيَدت مؤخرا لم تبنى على قطع ارض تابعة للدولة( مع أن معظم الأراضي هي اما للاجئين شردوا وطردوا من بيوتهم عام 1948،أو من ألاراضي التي صادرتها الحكومة للغائبين) وعليه فالشقق التي بنيت والتي تبنى انما تبنى على أراض خاصة والذين اقتنوها استثمروا أموالهم في هذه المشاريع الهامة والتي تحل قسما بسيطا من الاحتياجات،وعلى الحكومة إيجاد قطع ارض وقسائم للبناء لنا كمواطنين عرب يسوانا ما يسوى غيرنا وكذلك اتاحة الفرصة أمامنا للحصول على القروض المناسبة والكافية وطويلة أمد التسديد والهبات كغيرنا،ناهيك عن أن هذه المباني على الغالب تفتقر الى أماكن الساحات لركن المركبات في مكان آمن وإمكانية للوصول الى المؤسسات التعليمية ومساحات كافية يلعب فيها  الصغار والأطفال ساحات فالسلطة المحلية ليس باستطاعتها تخصيص هذه الأماكن لانها تفتقرها،والمطلوب هو الضغط على الحكومة بواسطة رؤساء السلطات المحلية والبلديات وأعضاء الكنيست العرب وغيرهم لنحسن من ظروف حياتنا ففي قرانا وبلداتنا نفتقر للمدارس المناسبة كما هو الامر في المجتمع اليهودي حيث الملاعب لكرة القدم والطائرة وحتى ساحات  يتدرب فيها الصغاروالشبان كرة قدم وببلاش على حساب الحكومة ووزارة التعليم والرياضة وليس بدفع  المبالغ الكبيرة لكل من هوايته كرة القدم؟!أو هوايات أخر وأين نحن من كل هذا؟!

نريد من الدكتور حاتم داوود أن يسعى جادا بالتعاون مع آخرين من قادة هذا المجتمع،أو على الذين يسمون أنفسهم قادة مجتمع وليس مع وقف التنفيذ العمل على توسيع مسطح نفوذ سلطاتنا ومجالسنا المحلية ،وتخصيص قسائم للبناء من أراضي الدولة وأن ما بوشر به في طرعان وعيلوط ومخطط له في بلدة يافة الناصرة وعين ماهل وكفركنا وفي أماكن أخرى ينفذ شدوَا سويا من أجل المصلحة العامة وتقدم ورقي هذا المجتمع الذي بحاجة الى كل دعم ومساندة وعون فهذا حقنا كغيرنا من الناس ولا نرضى باقل من ذلك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق