الدار دار أبونا – بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – كفرياسيف
02/08/2017 - 03:27:34 pm

الدار دار أبونا – بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – كفرياسيف

يحكى أنه عاش في قديم الزمان رجل ثري محترم محب لعمل الخير للجميع ويحاول مساعدة كل من توجه اليه بأية مشكلة، حتى المادية منها واستطاع حل الكثير من المشاكل المالية وغيرها، وكان متزوجا من امرأة كما يقولون "بتنشرب مع المياه العكرة" وأنجبت له ولدان وابنة كانوا مثالا للأولاد في الحي، بل في البلدة، وكبر الأولاد وبعد عشر سنوات من زواجه، انتقلت زوجته الى باريها، وكما يعلم الكثيرون بدأوا في شرح ضرورة ان يتزوج  ثانية من "بنت حلال مستورة كما يقولون" وفعلا من كثرة الحكي مع الزوج "والزَن على ودانه" سلمَ بالأمر الواقع وتزوج  من فتاة بنت بنوت وكان وصفها بانها قويَة وجميلة ولها عزوة وكانت تعتبر من المتعلمات في القرية، وعملوا لها عرسا بطناطن وأجراس على الرغم من أن زوجها لم يكن من مؤيدي هذا الاحتفال، وعاشوا في تبات ونبات وخلَفوا صبيان وبنات، عندها بدأت تطفوا المشاكل، وكما يقولون بان بيت الأهل هو فندق خمسة نجوم +ومطعم يجب أن تقدمَ فيه أشهى ألمأكولات من اسماك ولحوم وفواكه وغير ذلك،  ومضت الأيام والسنوات وتوفي الزوج وبقيت الامرأة ألثانية على قيد الحياة واعتقدت بان بيدها الحل والربط في كل شيء، حتى عندما كان أقربائها يحضرون الى البيت ويشيرون على أولاد زوجها بأن يعملوا هكذا وليس هذا وتحمَل الأولاد الكثير من الكلام صابرين، لكنهم اجتمعوا وتداولوا في ما بينهم كيفية الرَد على ما يلقونه من "الغرباء" وجاء الرد والذي كان متوقعا بأن “البيت بيت أبونا والناس بيكرتونا" يا سلام !!هذا هو الرد المناسب لمثل هؤلاء وأمثالهم من اليمين المتطرف وغلاته في هذه الحكومة  التي لا تعتبر المواطنين العرب بانهم مواطنون، ليس من الدرجة الأولى كاليهود، ولا من  غيرها ولا نعرف أي تصنيف لنا وضعته هذه الحكومة، ونحن نرد عليهم ونقول: خيَطوا بغير هذه المسلة نحن المواطنون الأصليون والوحيدون ما عدا المواطنين اليهود الذين عشنا واياهم جنبا الى جنب بالمحبة والتفاهم والتسامح واحترام الغير والاهتمام به، واسألوا أيها المتطرفون لماذا لا تحبون المواطنين العرب ؟كم منهم عاش الى جانب العرب في حيفا وعكا وتل-أبيب -يافا والقدس وغيرها، كم كانت الحياة هنيئة وحسنة والكل استمتع وسادت الجيرة الحسنة والتعاون والاحترام المتبادل.

نحن عشنا وكنا في حيفا وجيراننا من اليهود ألاشكناز والسفاراديم  وغيرهم ولم تكن أية مشاكل  وحبذا لو تعلَم  واتعظ اليهود اليوم(قسم منهم وليس كلهم) من تلك الأيام الغابرة، وكانت البلاد تحت الاحتلال- الانتداب البريطاني، ألم يكن متطرفون؟ بلا لكن ليس بهذه الكثرة والكمية ومن الطرفين، لكن العقول النيَرة والأفكار السليمة وذوي الرأي ألسديد ألتي سادت، كانت الغالبة  أين هم ألآن؟،وهكذا عشنا يا محترمين تفقهَوا وفكروا وأسالوا ضمائركم: لماذا هذه الكراهية تجاه المواطنين العرب في هذه البلاد؟ في ديارهم وبلدهم والذي لا يوجد لهم بلد سواه ولا ارض بديله غيره، وفجأة يقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المستشارين الأمريكيين أن قولوا للمفاوض الفلسطيني: خذوا سكان أم الفحم ووادي عارة وهذه المنطقة وضموها الى دولة فلسطين، مقابل ضمنَا لأراضي غوش عتسيون، يا سلام ما هذه ألافكار النيرة يا رئيس الوزراء!!هل هم خضار وفواكه؟ أم تريد تطبيق نظام المقايضة أو تطبيق مبدأ ان ابن آدم لا يعطيك نعجته الا ليأخذ منك الثور والجمل! ما هذه الأفكار النيَرة؟ نحن مواطنون ليس فقط من الدرجة الأولى، بل من الدرجة الممتازة أو أعلى الدرجات ان كان هنالك تصنيف كهذا اسأل هؤلاء الذين يحسنون العلوم ألاجتماعية والمتخصصون في علم النفس ألاجتماعي، ماذا نسمي مثل هذه الأفكار؟ ليست لها أية تسمية سوى عمليات طرد مواطنين من أرضهم وبلدهم ووطنهم الذي لا يوجد لهم وطن سواه، طرد بالقوة قسري ترانسفير باللغة ألاجنبية- غيروَش- ومن هم هؤلاء الذين يحملون أو يفكرون هكذا؟ المتطرفون اليمينيون والذين لا يؤمنون بوجود شعوب أو أشخاص على سطح وأرض هذه المعمورة سواهم!!! ألم تكونوا أغيارا في ارض الغير؟ هل هكذا التوراة تقول لكم؟ هل كتبكم المقدسة تنادي بالطرد والترانسفير؟ هل قرأتم وثيقة الاستقلال؟ هل يوجد فيها ما يدعوا الى طرد المواطنين العرب في هذه الديار أو تطبيق فكرة طردهم من ديارهم؟ لقد انتقدتم الوزير ليبرمان عندما اقترح ذلك، والآن انتم تنادون بالأقوال التي يحملها ليبرمان وغيره من الذين يكرهون المواطنين العرب ولا نعرف لماذا؟

المفروض أن يسعى رئيس الوزراء الى احقاق الحق للفلسطينيين والاعلان عن الدولة الفلسطينية الى جانب دولة إسرائيل وبحدود عام 1967 حزيران الخامس منه والقدس عاصمتها وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا وتوزيع الميزانيات فقط على الصحة والتربية والتعليم والخدمات الاجتماعية والرفاه وصحة وراحة المواطن ليعيش في عيش رغيد وأمن وأمان وسلم وسلام ومحبة ودون إراقة أي قطرة من الدماء لأي كان عربي أم يهودي، فتَشوا عن حقوق الغير والآخرين الذين ما زلتم تتنكرون لهذا الحق ولا يوجد أي مبرر لهذا التنكر واستمراريته، لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب، كما أن هذه الأفكار غير المقبولة والجهنمية ليست لها أي مبرر فأهالي أم الفحم خاصة وجميع المواطنين العرب الفلسطينيين في وادي عارة أو في جميع أنحاء البلاد هم المواطنون الاصليون في هذه البلاد، وما عداهم هم الدخلاء، ما عدا الذين ولدوا في هذه الديار وعشنا واياهم بتفاهم ومحبة واحترام متبادل وتعاون وحسن جوار ولكل خصوصياته وعاداته وتقاليده المحترمة من قبل الطرفين عربا ويهودا، وجرت العادة أن الذي لا تعجبه السكنى ،هو يترك وينتقل الى عنوان ومكان آخر وليس الساكن الأصلي ولن يستطيع أي كان أن يطردنا من أرضنا ووطننا المنغرسون فيه وجذورنا كجذور شجرة الزيتون اليانعة ودائمة الخضرة وممتدة الى أعماق التربة ولا يستطيع أي من زحزحتنا من هذه الأعماق أو اقتلاع جذورنا افهموا يا جماعة!!!!

انتبهوا من مؤامرة الدمج بين السلطات المحلية خاصة العربية منها والتي فشلت في الماضي واضطروا الى الغائها وفك الدمج، كما أن استمرارية بقاء القائمة المشتركة هو أمر الساعة فلا تغركم الأقوال والتصريحات، مشتركة الى الابد وزيادة ممثلينا الى 17نائبا،ولا تنغروا بالاستطلاعات والنتائج لنبقى موحدين فيها ونحن كمجتمع قادرون على الحفاظ عليها، الوحدة أهم من الكراسي، وان لم تتمكنوا من الوفاق فنحن باستطاعتنا وعلمنا ودراساتنا في كلية الحقوق في الجامعة العبرية نستطيع التوفيق وحل المشاكل والخلافات بطرق مغايرة، وحدتنا أهم من كل شيء، هل سمعتم؟؟؟.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق