اصلاح ذات البين   بقلم – مالك صلالحه – بيت جن
29/07/2017 - 08:51:09 am

اصلاح ذات البين بقلم – مالك صلالحه – بيت جن

 

جاء في مقالة للسيد سلمان بن يحي المالك  في ( موقع صيد الفوائد) عن اصلاح ذات البين :

 
(لا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة الَّتي يوغر بها صدور الخلق ، لينفصلوا بعد اتحاد ، ويتنافروا بعد اتفاق ، ويتعادوا بعد أُخوَّة ، وقد اهتمَّ الإسلام بمسألة احتمال وقوع الخلاف بين المؤمنين وأخذها بعين الاعتبار ؛ وذلك لأن المؤمنين بَشَر يخطئون ويصيبون ، ويعسر أن تتَّفق آراؤهم أو تتوحَّد اتجاهاتهم دائماً ، ولهذا عالج الإسلام مسألة الخلاف على اختلاف مستوياتها بدءاً من مرحلة المشاحنة والمجادلة ، ومروراً بالهجر والتباعد ، وانتهاءً بمرحلة الاعتداء والقتال ، والإسلام دين يتشوّف إلى الصلح ويسعى له وينادي إليه ، وليس ثمة خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب فيها بين قلبين ، فبالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة .)

وعلى ضوء هذا فانه عندما يحدث شقاق او خلاف او عنف على العقلاء والحكماء ان يتدخلوا فورا لاحتواء الفتنة ونزع فتيل القتال ..ولكن من الاجدر ان نتحاشى الوقوع في الخطأ او الوقوع في مطبات  النزاع والغضاء  والعنف والقتل والارهاب فنحن نعرف كيف تبدا المشكلة ولكن لا نستطيع التكهن الى اي مدى قد تتفاقم ..تما كالنار تبدا بشرارة وسرعان ما تتاجج لتلتهم الاخضر واليابس .. ومن هنا فان العقلاء والحكماء من اسلافنا قالوا المثل : يرحم اباك الذي كان يجبر المكسورة فكان الرد يرحم اباك الذي كان يجبرها قبل ان تنكسر ..

فكم نحن بحاجة اليوم الى مثل هؤلاء العقلاء والحكماء الذين كان يجبرونها قبل ان تنكسر ..

وان يهدون الناس الى طريق السلامة وينصحونهم بلابتعاد عن العنف والقتل والارهاب ويحثونهم على احترام الغير ومحبة الاخر اذ كلنا ابناء ادم وان ادم خلق من تراب

ايها الاهل والاخوة في الانسانية

ان مقتل الشرطيين غدرا في بقعة من اقدس بقاع الارض لهو في حد ذاته جريمة لاتغتفر لا من قبل الله ولا من قبل البشر ..فكيف يرضى الله ان تندس ارض معبده بالقتل والدم والرصاص والمتفجرات ..ان دور العبادة وجدت لكي يرتفع فيها صوت الاذان والصلاة والتسابيح لله ودائما كانت ملجأ للمظلومين  يكونوا في حماية الله 

فان الشرطيين كانا يقومان بواجبهما في الحفاظ على امن وامان المصلين ومساعدة المحتاجين من المرضى والضعفاء وكبار السن والاطفال .. فلو سالوا هؤلاء القتلة ما كان يفعله ويقدمه هذان الشرطيان من مساعدة واحسان وحسن معماملة لزوار بيت الله والمسجد الحرام لما كانوا اقدموا على فعلتهم ..ولكن ان الاثم هو بسبب من ياموا في الناس ويحرضون على القتل والعنف وسفك الدماء من غلال غسل الادمغة بافكار جهنمية هي ابعد ما يكون عن دين الاسلام الحنيف وعن تعاليم رسوله الكريم الذي اجاب حين سئل : من هو المسلم فقال : المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ..

ايها الاهل والاخوة في الانسانية

علينا ان ننبذ مثل هؤلاء الناس الذين يحرضون باسم الدين والدين منهم براء فهم ليسوا الا رسل الشيطان متستترا تحت عباءة وعمامة الدين وليس مهما من اي فئة كانوا ..فعلينا محاربتهم والوقوف في وجههم صفا واحدا اذ يحاولون الصيد في المياه العكرة ويعملون على زرع الفتنة بين ابناء الشعب والوطن الواحد ..همهم مناصبهم ومكسب مارب سياسية ولا يكترثون بان يحترق العالم من بعدهم فهم كهولاكو وهتلر ونيرون ..

فبدل العمل على استنكار الجريمة فانه يصبون الزيت على النار فمثله كالذباب  لايحوم الا على الدماء النازفة

غير ابهين بتعاليم الاديان السماوية التي حرمت القتل بدءا من الوصايا العشر في التوراة الى ما قاله السيد المسيح –ع- عندما نبذ العنف وقال من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر  واتهاءا بالقران الكريم الذي حرم القتل وقال – انا خلقناكم اما وشعوبا لتعارفوا ان اكرمكم عن الله اتقاكم ..من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا ..الخلق كلهم عيال الله واقربهم لله اقربهم لعباده ..فاين هؤلاء الذين يحرضون على القتل والفتنة من تعاليم الاسلام ..

ولكن المؤسف ان هنالك فئة ممن يحكمون العاطفة وليس العقل قد انجرت وراءهم وبدات تكتب وتتهجم على غيرها لا بل تطاولت على الرسل والانبياء ..فهل هذا ما امر به الله

ولذا ان كل ما حدث ويحدثاثامه في رقاب مثل هؤلاء المحرضين للقتل والعنف والارهاب ممن لا يراعمون حرمة لا لروح ولا لمكان عبادة ولا لشرف 

وكم سررت عندما كنت ارى واسمع واقرا في وسائل الاعلام الاصوات العاقلة من كافة الطوائف التي نبذت هذه الاعمال ودعت الى الاحتكام للعقل والتحلي بالصبر واخماد نار الفتنة وكان على راسها والدي الشرطيين الشهدين الذين قتلا غدرا وطعنا من الخلف مطمئنين انهم في رحاب المسجد الحرام ..هؤلاء الابوين الثاكلين الذان ضربا اروع الامثلة في الصبر في اشد المواقف ومن فوق جثماني فلذات اكبادهم حيث دعوا الى نبذ العنف ولم يتهجما او يهاجما احد بل تمنيا ان يكونا ابنيها اخر ضحيتين في سبيل احلال السلام كذالك كان موقف الرئاسة الروحية  والقيادات الاجتماعية وبعض السياسية وكل العقلاء من بني معروف

فلنتذكر جميعا ايها الاخوة والاخوات ان كلنا ابناء ادم وما ادم سوى من تراب ولنعود الى قيمنا واعرافنا وعاداتنا العربية الاصيلة ونتمسك بما اوصت به كافة الديانات الا وهو السلام لان السلام هو احد اسماء الله الحسنى وليس الحرب والقتل والدمار ونسير في خطى المرحوم سلطان باشا الاطرش قائد الثورة العربية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي الذي رفع شعار – الدين لله والوطن للجميع .واالله من وراء القصد

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق