أغدًا يكونُ العيدُ أم بعدَ الغدِ بقلم نسيم عاطف الأسدي
29/07/2017 - 08:48:35 am

نسيم عاطف الأسدي

 

قال الصّغيرُ مخاطبًا:

هيّا أجبني يا أبي

أغدًا يكونُ العيدُ أم بعدَ الغدِ

ردّ الأبُ:

هذا السّؤالُ محرّمٌ

فالأمرُ أمرُ السّيّدِ

ملكِ البلادِ الأوحدِ

الـمـُطْلَقِ... المتحكّمِ..

اَلنّافذِ... المتبصّرِ..

اَلآمرِ... المتفرّدِ..

اَلأمرُ أمرُ السّيّدِ

هو عالمٌ بالموعدِ

وسيخبرونا بالزّمانِ فدونهمْ..

لن نهتدي.

  • عجبًا أبي،

إنّي نظرْتُ إلى السّماءِ فلم أجدْ إلّا قمرْ

قمرًا وحيدًا أوحَدَا

لا نسخةٌ له أو صُوَرْ

ونظرْتُ للأممِ الّتي من حولنا

هم مِثلنا!

عرَبٌ بسرٍّ أو بجَهرْ

كان الرّسول هداهمُ

لطريقهِ

خيرُ البشرْ!

لكنّنا...

لكنّهمْ...

قد ضاع في عمق الجهالةْ

والتّعصّبِ.. والتّأرْنُبِ.. والنّذالةْ

ضاعَ في عمقِ اللّيالي

 ضاعَ في حُمقِ العيونْ

يا والدي.. ضاعَ القمرْ

فالصّومُ نبدأهُ هنا

والغيرُ منّا ينتظرْ

والعيدُ يأتي أرضَنا

وهناكَ عندَ حدودهمْ

أخفَوْهُ ما له من أثرْ

أبقَوْهُ في سجنِ التّشرذمِ

يومَ عيدهِ يصطبرْ.

...........

انظرْ أبي كيفَ اليهودُ بعيدهم

في كلِّ عامْ

في عيدهمْ "عيدِ العُرشْ"

ترنو السّماءُ إليهمُ

تبكي السّماءُ عليهمُ

في كلّ عامْ

عصروا السّماءَ كما أرادوا

أجهضوا منها المطرْ

والعُربُ تسْجِنُهُ القمرْ

أهمُ اليهودُ أم القدرْ؟

أم نحنُ ضيّعنا الطّريقَ فضاع من أجسادنا

نَفَسُ البَشَر؟!

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق