في وداع أمير بقلم فارس خوري كفرياسيف
28/07/2017 - 07:06:33 am

قصدت بيت العائله الحزين القائم بشارع اللنبي الحيفاوي مساء الخميس لتقديم واجب التعازي للعائله الثكلى التي كان من المفروض ان تحتفل بعيد ميلاد المرحوم نفس المساء بعد ان احتفل مع عائلته بعيد ميلاد والدته غاده يعقوب داوود سابا ولكن رصاصات الغدر وضعت حدا لافراح العائله لتستبدل دموع الفرح باهات الحزن وزفرات الحسره .

 

امير بن عوني وغاده الابن الوحيد المدلل وراس مال الوالدين الرحومين واملهما في شيخوختهما وقد احتفل قبل شهرين فقط بمعمودية ولديه بمشاركة الاهل والاقارب والانسباء في ليلة غنى بها القمر ورقص الاب امير حتى الساعات الاولى من فجر اليوم التالي وكانه كان عالما بما يخبئه له القدر فلم يفوت فرصة السمر !!

 

كان البيت هادئا صامتا لم تسمع بداخله اغاني الميلاد ولم تنطلق لخارجه انوار الشموع ليكون الحزن والتلبك سيد الموقف والكل يأبى بالتسليم بما حدث على حين غفله وبسرعة البرق بوميض الرصاص القاتل قبل اسبوع ليصيب امير في مقتله قبل ان يلفظ انفاسه الاخيره في حضن شريكة حياته وليبقي دماءه الزكيه على يدي الانسانه التي تقاسم معها جميع معاني الحب والاخلاص .

 

انتقل أمير بروحه الى الابديه تاركا ابا تائها بين الواقع والخيال يأبى ان يصدق ولكنه يعجز عن الانكار وأما رحومه رؤومه تتمنى لو فقدت كل شيء شريطة ان يبق وحيدها وامير حياتها الى جانبها وزوجة ولهانه في عز شبابها وقد فقدت فارس احلامها مترجلا على ظهر حصان اسود سريع العدو وواسع الخطوات وابنين لايكفا السؤال عن والدهما الحبيب علهما يسمعا من يجيب !!

 

ازداد ايماني بربي ورب الكون وسيده بعد ان لمحت الصبر والاناة في شخص الاب عوني الذي وقف في باحة منزله يستقبل الوافدين بشجاعة لايمتلها سوى القديسين وابناء الاساطير من رواد التاريخ الذين لا يابهون الموت ولا يبالون بالنهايه المحتومه وأم مؤمنه صامته تشكو همها والامها لنفسها متمسكه بما ورتثه وكسبته من الايمان مدى حياتها فعرفت كيف تفرح مع الفرحين وتحزن مع المحزونين كما علمها الحبيب القائل " طوبى للحزانى "!!

 

اهنىء الاسره بالصبر والسلوان والايمان وطول الاناة وتقبل الانتقال الى دنيا البقاء وهي مزايا وخصال لا يمتلكها سوى اهل الايمان والسعاده السماويه وابشر أمير بجنة في ابراج السماء حيت يحرس احبته من العلالي وابشر القاتل الغادر ان للكون رب حكيم يمهل ولا يهمل وهو على كل شيء قدير .

 

رحلت يا أمير بجسدك ولكن دماءك باقيه في تراب حيفا التي احبتك كما احببتها وروحك ستبقى في نفوس محبيك من حيفا وكفرياسيف وعكا وباقي الجليل وستبقى بشخصك البطل الذي شهد له الجميع !!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق