لَن يَفوتني .. بَل هوُ مَن سيبحثُ عنّي
21/02/2017 - 02:28:32 pm

لَن يَفوتني .. بَل هوُ مَن سيبحثُ عنّي .

بقلم : نوران ضرار كتاني.

"المرأة هِي أكبر عدوةّ لنفسها"... جملة غدت أغنية تُرَدد على مسامِعي من حينٍ لآخر.

المرأة قد تحقق أكبر انجاز في حياتها وقد تصل الى القمم إن أرادت.. ولكنها تبقى على حافة الخوف تحت مسمى "لا أستطيع!"

لكنها هي الوحيدة التي تستطيع أن تعيش كما تريد، كما تختار وكما تُحب..

إما عليها أن ترضى بالامر الواقع وهو واقع سيئ ومؤلم، وإمّا عليها أن تتنازل عن انوثتها من أجل البيت والأولاد، أوتتنازل عن حلمها، عن كيانها ونجاحها من أجل الزواج.. أو ليس من أجل قطارها الذي يمضي بسرعة هائلة دون توقف.. حين وصولها للعُمر، فقد يفوتها وتنتهي حياتها!

حياتُك تتوقف حينما تُريدين أنت، باستطاعتك الزواج برَجُلٍ يُقدر تعبك ويراعي طموحكِ.. رَجُلٍ يُشجعك على العلم ويُصِرّ عليكِ بأن تكوني... وإياكِ ألاّ تكوني !!

تُرّهاتٌ وأقاويل هنا وهناك، وبينهما وجعٌ خافت في قلوبهنّ حين رضينَ بالعيش والاستسلام لواقع لم يكن حتى في مخيلتهنّ.

جلستُ معها ذات يوم.. قالت لي: أتعلمين إني متفوقة في دراستي.. ولم أحب العلم يومًا رغم تفوقي، ولكنني كنت دائمًا أحلم أن أصبح يومُها ما تمنيت وما درست من أجله... ولكنني الآن لم يعد بمقدوري، فقد تزوجت وانتهى الأمر!

شعرتُ حينها أن حلمها مهدّد بالزّوال.. وبرفضه باتت تعاني من فكرة أن تتعلم زوجته ما حلمت يومًا..

مجتمعي يعيش حالة من الخوف، بين الرفض والقبول... قول لا أريد من المرة الأولى، الرضوخ للأمر الواقع، الذي هي في غنىٍ تام عنه!!

رغم كلّ هذا فهنّ يحلمن جميعهن أن يلبسن الابيض، وأن تكون ملكة في يومها الخاص هذا ..

البسيه ولكن لقدرٍ مناسب..

والقدر أنت بنفسك من تثني عليه.

لا...  لن يفوتني ولو مرّ عشرون عاما

لا... لن أضيع ولن أنتهي إن لم أتزوج بعد..

لا... لا وألف لا، إنه مستقبل نابع عن حياة تتقسم لإثنين عنوانها اهتمامك واحترامك أولًا!

سيأتي الوقت المناسب لحياة مناسبة... تعلّمي وانجحي... أنجزي وتفوقي.. كوني انت وحسب.

وجودك في الحياة جوهرة ثمينة، على الجميع احترامها، ولكن...

 أعذريني.. احترمي نفسك وكيانك أولًا وإياك وقبول أي أمرٍ لا تريدينه، كي تجنّبي نفسك الرفض، ووضعك في خانة الضعفاء!

أنتِ مهيّأة للقبول والاحترام.. أساسًا وجودك في الحياة يعني البقاء.

كم امرأة قادت دولة، وكم امرأة علّمت أجيالًا، وكم امرأة كتبت وتعلمت وقرأت واكتسبت خبرة في الحياة حتى أكثر مما تعلمته في مدرستها... حينها لن يضيع قطارك بل سيقف ويبحث عنكِ حتى يتعثر فيكِ.

فلِما عليك أن تكوني قاتلة لحلمك ذاك؟  بداخلك أنثى قوية، داخلها بُركان خامد.. فأيقظيه قبل فوات ألأوان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق