كنز عند عتبة بابي
2009-06-24 23:49:11
في أحد الأيام .. وانا جالسٌ في شقتي .. يومي ككل يوم .. أراجع أوراقي وأضع عليها أخر اللمسات
أذا بي أسمع صوت خطوات و أنينٌ يشجّ الوجدان .. تركت قهوتي على منضدتي ولملمتُ الأوراق ..
بدأت أمشي صوب الصوت .. أقتربتُ أكثر من بابي .. مسكتُ المقبض وفتحت الباب ..إذا بي أراى شاباً جالس على الأعتاب .. دمعاته على الأخداد .. مطأطأً رأسهُ نحو الأقدام ..حارني منظرهُ
و قلتُ لهُ : يا فتى ما بالك هنا في أواخر الليالي تبكي ؟؟ قم فليس لك هنا مكان .
نظر اليَّ فجأةً و الأحمرار شق الأحداق ووجهه إغلض حتى كاد أن يكون كالقنطير , رعبني بردة فعله
وقلت رويدك فأنا لا أقصد المهان , لكني أنصحك أن تعود إلى بيتك أفضل , ولكن الأمر عندك يبدو سيان
قال لي بصوتٍ ممزوج بالألم أوَ لم تعرفني ؟؟
قلت لهُ : أقسم بأني لم أعرفك وأول مره أراك فيا هذا من تكون ؟؟
وقف و أقترب مني بضع خطوات ,أمسك بيدي وقال : ستخبرك عيناك من أكون.
لم أفهم معنى كلامه!! مشيت معه وإذا بي أرتفع عن الأرض رويداً رويدا, حتى أصبحتُ في أوساط السماء
أصابني الخوف وأرتجفت الأوصال, وأصبحتُ أقول له ياهذا ماذا تحاول أن تفعل؟؟ ومن تكون ؟؟
أأنت شيطان؟؟ أم خيال؟؟ أرجعني فأنا أريد الحياه.
ضحك ضحكه زادتني أقشعرار ومن ثم قال : أنا من كان يهوى الحياه ويملى الجوار ضحكات يشع الأمل منه و اليأس لا يعرف له إتجاه , ولكني كنت أُغضب أقرب الناس.
إلى أن إختطفني الموت وجعلني من عداد الأموات , ولكن روحي سكنت تلك الأعتاب,فلقد كانت شقتك شقتي من زمان.
قلت لهُ : وماذا يعني ذلك؟؟ فأنت ميتٌ منذ زمن, والشقه أصبحت شقتي فأياك والأقتراب, عشتَ حياتك وحياتي الأن لي وسأحيا فيها كيفما أشاء, أعدني أرجوك إلى حيثُ أنتمي فأنا رجلاً يحب السلام.
قال لي : هههههه ليس بهذه السهوله فأنا أيضاً أبحث عن الهدوء والأرتياح ,
أخبرني أذاً ماذا أفعل فأنا لم أعتد مثلك العيش في الأجواء .. أعدني إلى أرضي إلى حيثُ الأنتماء
قال لي حسناً .. ولكن عليك أن تطبق الكلمات التي سأقولها لك بحذفيرها. وأن لم تفعل سأبعثر حياتك و سأقلبها رأساً على عقب.
أصابني الرعب أكثر و قلت عساني أكون أحلم فهذا الأمر أصبح يقتلني فأنا عالقٌ بين فكي خيال أو شبح أو أين كان ..
قلت له : حسناً حسناً سأعمل كل شيء ترغب به..
فقال : إليك الخطوات .. أذهب إلى شقتك .. أفتح الباب ثم أحكم الأقفال ..خلف عتبتك بلاط متشقق ..
حاول أن تخلعه ستجد تحته كنز عظيم خذه و أعطه لأمرأةٍ عجوز تسكن خلف بنايتك بثلاثة بنايات ..
أعطها لها و سأتيك لأعلم أن كل شيءٍ على أساسٍ قد صار..
رجعت إلى شقتي حيث كنت, نظرت إلى قهوتي كانت لا تزال ساخنه و إلى عقارب الساعه كانت كما هي ..
وكأن شيئاً لم يحدث منذُ ساعات .. أو كما ظننته أنا منذُ ساعات ..
فدار في فكري كلمة كنز ودب الطمع أحشاء إنسان..
قلت : يالي من غبي ساكناً في هذه الشقه و لا أعلم بأنها تحوي كنوز..
فجأه هبت رياح قلبت شقتي, سقطت القهوه وتناثرت الأوراق, وأصبحت البيبان ترصع وتُفتح وإذا بي أسمع صوتٌ يقول :إياك أن تخذلني وإلا العاقبة عليك ستكون أكبر.
علمت أنه هو, تعوذت من الشيطان و قلت مابالي ألقي بنفسي إلى المهالك, فأنا أريد حياتي أن تعود كما كانت ..فقط كما كانت..
خلعت البلاط رأيت شيئاً تدمع العين من رؤياه .. صورة عجوز مع فتى لم يبلغ العشرين .. قلبت الصوره وجدت فيها كلمات
قرأتها .. تقول الكلمات .."سامحيني يا أمي فليس لي في الجنه مكان , رضاك حتى يرضى علي الرحمن"
تدحرجت دمعه من بين أهدابي .. وقلت ياله من مسكين .. لم أنم تلك الليله و ذهبت مباشرةً إلى تلك العجوز
سألت عن العنوان وما خاب من سأل الجيران, حتى وصلتُ إلى بيتها .
طرقتُ الباب ففتحت العجوز .. سلمتُ عليها .. و قلت لها لدي شيء أحمله لك و عسى أن يكون الخير ختامه.
قالت : خيراً أن شاء الله.. أوَ أعرفك أنا , قلت لها أنا مجرد صديق كان لأبن قد مات وهو يرجو الرضا ويرجو الغفران حتى تهدء روحاً في ملكوت السماء..
فبكت العجوز مباشرة وقالت :إنه أبني أليس هو من أتيت لأجله , تفضل يا بني ودعنا نتحدث فلا زال الحديث طويل
أرادت أن تضيفني فقلت لها ليس هنالك من داع, فأنا مجرد رسول أبعث إليكِ رساله تغسل بها أرواح من الألم سكنت دروب.
أسمعي يا خاله .. وقصصت لها ما كان . وسلمت إليها الأمانه فقرأت الكلمات و الدمع من عينيها سال و لا زال ينهمر كالأمطار
قالت أنا سامحته من زمان و لكن قلبي لا زال يشوبه غضب من جراء بعض الأفعال ..
دعت له و طلبت من الله الغفران, وقالت: هو لا يزال أبني وأنا أم, ولا يسعني سوى رؤيته هادء البال .. أدخله ياألله في رحمتك و لا تحرمه من ريح الجنان.
فقبلتها قبلةً نديه على جبينها وقلت لها يا خاله سأتيك كلما سنحت لي الفرص. أرجوكِ أن تعتبريني أبناً فأنا لحنان الأم فاقداً كوني أمي و سأكون إبناً باراً مدى الزمان..
تبسمت العجوز و قالت لكني أحس المنيه مواتيه وأن الوقت مني قد نفذ فليس لي في هذا العالم من مكان ولكنك ستظل أبني و كل أم ستفخر بك أيما إفتخار
إذهب إلى منزلك يابني فأنت الليله لم تذق النوم والصباح أوشك على الوضوح..
ذهبت إلى شقتي فقد كانت ليله و ما أطولها من ليله و الأهم أن السلام و الرضى ملئ الأرواح
رأيتهُ و الأبتسامه تشع من وجهه ويقول جزائك عند الله خير الجزاء رأيتهُ حتى بدأ يتلاشى و أصبح ليس له وجود .
و بعد أسبوع من ما حدث ذهبت إلى تلك العجوز إلى منزلها فأذا بي أسمع أصوات القران عمت الأرجاء
هرعت إلى أقرب رجل و قلت له ماذا حل في هذه الشقه ؟؟ أين هي العجوز ؟؟
فقال لي : لقد ماتت عشية الأمس و قالت : "هناك شاباً سيأتي اعطه هذا المفتاح وقل له أملاكي ورثها هو وحده دون سواه" .
سقطتُ مجثياً على ركبتي أبكي و أقول لا يا أماه انا أردت اماً لم أرد إرثاً فأنا إلى الحنان مشتاق, لكن الدنيا تأبى أن تهبني أماً تغمرني بعطف دفّاق
رحماك يا الله فلقد كانت على أحساس بأنها على وشك الفراق.
اجمعها مع أبنها في أفسح الجنان
وقال تعالى " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق