سطوة الجنون
2009-06-24 23:41:40
في زاويةٍ مظلمة يقبع طفلٌ وحيد,غايةً في الجمال على الرغم من السواد المُحاط به إلا انه يضيء المكان...لكنه يبدو وكأنه مكسور الجناح,دموعه لا تُفارقه ....
ذات يوم أتاه شاب ..ربما هو في سن المراهقة كان منظره يوحي بعفوية قلبه فهو يرتدي كل شيء بالمقلوب من رأسه إلى أخمص قدمه .لم يكن طبيعي!!
مد للطفل يده بدون سابق تعرف وبدون أية مقدمات .

تعلق الطفل بها بكل شغف وكأنه كان ينتظر هذه المصافحة
نهض معه من دون أن يسأله إلى أين ,ومنذ تلك المصافحة وهما صديقان..
تربى ذاك الطفل معه وعلى يده تتلمذ حتى نمى وترعرع..
أصبح يحمل العديد من صفات ذاك الشاب لا يعصي له أمرا فهو يحمل له الجميل,وعفويته جعلت منه معلما محبوبا...
ذات مرةٍ طلب من تلميذه أن يقذف بنفسه في البحر ,ففعل ذلك ولكنه كان يُجيد السباحة فنجا...
أراد المعلم أن يتأكد من إخلاص تلميذه له فطلب منه مُجددا أن يرمي بنفسه من فوق تلهٍ مرتفعه لطالما قضيا ليلهما في أحضانها,ففعل ذلك من دون تردد ويا سبحان الله للمرة الثانية ينجو من الموت!!!
أيُعقل هذا !!أصيب بكدمات وكسور لكنه سرعان ما تشافا منها..
قرر المعلم أن يضع له اختبارا أخير ليرى مدى استيعابه لما لقنه إياه ومدى وفاءه له...
قال له :إن طلبت منك أن ترمي بنفسك في هذا التنور المستعر بالنيران ,هل ستفعل...
ومن دون ادني مُقاومه رمى بنفسه فيه....ولكن هذه المرة كان الضرر أكبر من كل مره فلقد فقد التلميذ بصره وانعدمت ملامحه....
فكان حقا على معلمه أن يضل يقوده بقية عمره فهو السبب في حالته...
أعزائي ماهو إلا حبٌ أعمى قاده الجنون حتى تردت حالته وسيستمر في قيادته له إلى أن يلفظ أنفاسه فيا أيها الجنون رفقا بالحب !!! ...
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق