عَوْسج وبَنفْسج (17) بقلم: د.منيرموسى/أبوسنان
2015-07-03 14:11:50
عَوْسج وبَنفْسج 
    (17)
 
اِبتسامة
*****
مَن يضحك بصوت عالٍ، ويُسمع الجيران والحارة، فهو حتمًا يفتّش عن الفرح المفقود! ومَن يبتسم، لا بمكر، يصغر يومًا، ويكبر في عيون مَن ابتسم لهم!
 
احتراس
    ******
عندما تواجه ثورًا هائجًا، لا تحاول تهدئته بإمساكه من قرنيه، لأنّهما قاتلان! بل قدّم له حُزمة من الحشيش الأخضر ودلْو ماء، فعندها يهدأ!
 
حافر
****
الحصان حيوان أليف، جميل،  قويّ وسريع. ولا يمكن أن يؤذي صاحبه. لكنْ، إذا عوّدته على الضّرب، وأنت مطمئن أنّه لا يقدر أن يشكو، أو أنّه لا يحسّ، وتماديت في نخسه بالمنخاس متناسيًا ضمير الرّفق بالحيوان، فاعلم أنّ حافره قاتلك، لا محالةَ! وصارتْ!
 
 سُمّ
***
إذا لم تعرف أن تميّز بين الِابتسامة النّابعة من القلب، والّتي تكون خادعة، وبِطانتها سميكة، عندها، لا تعرف متى تنغدر!
 
ذهب
****   
المرأة العاقلة زينتها العلم والأدب. وأمّا الجاهلة فزينتها الذّهب. وياما متعلّمات وجميلات وقعن في فخ الكبرياء النّابعة من التّربية البرجوازيّة، والّتي زجّت بهنّ في سجون، زنازينها المال والجاه، وعندما تركت مَن تحبّ، وراضت الأهل في زواج مبنيّ على المصالح والمبادئ البرّاقة الشّعاراتيّة المزيّفة، في غياب لا يهمّ مَن يكون العريس، وجدت تلك الصّبيّة نفسها لوحدها مفتّشة مرّة أخرى بعناد عن الطّرف الآخر الّذي تقدر أن تقول له: أحبّك! بعد أن راحت السّكرة، وجاءت الفكرة معكّرة! 
 
سيّارة
 ****
السّيّارة وسيلة نقل عظيمة! لكنّها لا تضيف على قيمة صاحبها شيئًا. والحقيقة أنّ السّباق في رفع الجاه بين النّاس قد بلغ مبلغًا محزنًا! فقد باع أرضه لمن لا يملُك سيّارة! وبعد مدّة اشترى سيّارته هو ذاته الّذي اشترى أرضه! فكم صبيّة خسرت الخطيب؛ لأنّها فكّرت في تعظّم المعيشة بجهل، ونسيت أنّ وجود الكتاب في جزدانها هو أثمن شيئ في الحياة، مع تحفّظي من الهاتف المحمول وحده الّذي صار يرقَّص بالأيدي، وأخذ يدهور السّائقين، بإرادتهم طبعًا، وخصوصًا الصّغار!
 
طعنة نجلاء
*********
الجالسون في السّهرة أصبحوا يغادرون المكان، بعد أن صاروا يصبّحون على بعضهم، ونصفهم ثمِل، أو كاد يثمل، وزفّة العريس لم تبدأ بعدُ! هذا مع سبق الإصرار، أنّه كلّما تأخرتْ، كلّما كانت شَوشرتها وفوضويّتها أكبر ، وإذا لم يبقَ أحد ليسمع، فلتسمع البلدة بأجمعها، ومَن يهمّه ذلك الأزعاج المفرح؟ فأمّ العريس لا تعرف شيئًا عن الزّمن، ولا مَن بقي ولا من غادر، وهذا كلّه نابع من أسلوب المناسبة الّذي يهدّ الجسم، ويسبّب البكاء حتّى النّشيج! لكنْ، طارت المناشف، الّتي يلوّحون فيها، عن الأكتاف، وأحلى المناديل الملوّنة تمِيس بها أخوات العريس من على رؤوس الرّاقصين بصخب غريب ليس له صلة بالفرح! وأصبحت تحت الأرجل من تدافع الرّاقصين والرّاقصات بسدر الحنّاء الّذي صبغ الثّياب الجديدة متمايلًا، وتساقط الفُلّ والجوريّ، وأصبح يزيّن الشّعور، ويملأ جيوب الثّياب! ورشّ الريحة بصورة اندفاعيّة قد حرق العيون، ومَن يقدّر الأذى الّذي تعرّض له البصَر؟  لكن، بعد أن بان الخيط الأسود من الأبيض، ونشف العرق، وطارت الرّوائح العطريّة عن الأجسام والملابس، وهضّمت المعدة جميع أشكال الأكل، والمشروبات  الحارقة للجسم المسجّلة في دفاتر السّوق الأرخص، وهو الأغلى مع التّبسّم! التقى أولئك الّذين فاقت غِبطتهم جميع مَن حضر،  في المحكمة، بعد اختفاء جميع الأوراق الثّقيلة جدًا، قبل الزّفّة بكثير! وكانت تلك الطّعنة النّجلاء ظَهرًا!    
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق