إلى من كان كملاك - لذكرى السنة للمرحوم الشاب بولس ابو عقل
2014-12-23 14:39:05
أمسكت قلمي وبادرت بعد أن شعرت بانقطاع وهجران......احسبها طويلة أخدني شعور جارف بالحاجة إلى الكتابة بما يجول في خاطري من أحاسيس ومشاعر وما أمر به من لحظات حزن أمل ويأس حيرة وترقب ........
لا أجد سببا لهذا الهجران والانقطاع سوى هذه الحياة التي أصبحت تمر أيامها كلمح البصر في سرعه يعجز عقلي عن استيعابها.
أما اليوم وبعد مرور سنة على ما أمر به من مصيبة عظيمة وبلية جسيمة في فقدي........لفلذة كبدي وقرة عيني وريحانة فؤادي أبني 
الحبيب بولس
أجد نفسي أحوج ما أكون للكتابة علني أنفّس عن ذلك البركان الذي يثور بداخلي.
فلم أجد غير الكتابة أبثها ألمي وحزني بعد أن عجز لساني عن التعبير........
أيام عشتها وأعيشها لم أعش مثلها.........مند أن بثت الروح في جسدي وفتحت عيني على هذه الدنيا أيام عصيبة ثقيلة ثوانيها ألم، ودقائقها حزن وساعاتها مرارة وحسرة .......مرت وما زالت تمر كشريط سينمائي البداية كانت في ذلك الصباح العاصف.......فبدلا من نور الشمس وأشعتها الدافئة......فقبل الحدث المشئوم بأشهر عدة فلقد بعث في نفسي خوف غريب من شيء لم أعرفه والذي ...؟؟!
إلى أن رن الهاتف في ذلك الصباح فكانت بداية مأساتي لأنزل إلى الفناء واسمع بعدها تمتمات وكلمات غير مفهومة ......وارى عيون زائغة .......مفجوعة ......مصدومة.......أنه خبر سيئ وأليم.......ولكن أين ولمن؟ لمن؟؟! إنه.......إنه......لبولس.....!!!!!!!آه يا بولس؟!!!!!!!
ارتعد قلبي في صدري٠٠٠
وسرت رعشة في سائر بدني ٠٠٠وكأن جسدي تحول إلى لوح ثلج ماذا حدث؟؟ وكيف؟؟ ولماذا ولماذا؟؟ كثيرا من الأسئلة كانت تدور في رأسي حتى كاد رأسي أن ينفجر ٠٠٠ 
ومر الوقت ٠٠٠بطيئا وأنا لا حول لي ولا قوه ٠٠٠سوى دموع تنهمر من عيني والتي ما زالت تنهمر  كلما خلوت بنفسي.......
أرنو إليك مغمض العينين مستلقٍ ومستسلما كنت ترقد وكان وجهك يتلألأ نورا وبهاء......إلا أني كنت أشعر أن كل ما بداخل جسدك يتألم ......ويتأوه.......في صوت غير مسموع كنت أنا فقط من يسمعه.......
هذا صوت دقات قلبك......وهذا صوت شهيقك وزفيرك......وهذا صوت صرخة حبستها في داخلك......ربما لو أطلقها لأحرقت معها لهيب من نار.......
أهذا بولس؟؟؟!!!!!!!!
أهذا هو ذلك الفتى الذي كان يملأ الدنيا فرحا وسعادة وحركة؟؟؟؟
أنه يرقد بلا حراك ......لا حول له ولا قوة أجلس بجانبه أتأمله ......أقبله.....أحضنه..... أدعو له وبداخلي وبين ضلوعي تلك الصرخة التي كانت وما زالت محبوسة....
آه يا بولس !!!!!!!
وأتساءل يا ترى.......هل شعر بوجودي بجانبه .......
هل شعر بقربي منه.......وأنا أشاطره الحزن والألم ......؟!!!!يا ترى هل شعر بذلك.......؟!
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.......وكانت آخر مرة........أراك فيها يا فلذة كبدي وقًرة عيني........
فسلام لك من رحم ضمك جنينا في أحشائه......
وسلام لك من صدر أرضعك محبة وحنانا من قبل
أن يرضعك غذاء........
وسلام لك من عين لاحظتك وأنت تكبر وتترعرع
حتى أصبحت رجلًا.......فأصبحت تخاف عليك
منها؟؟!!
وسلام لك من كل خلية في جسد ضمك إليه إلى
كل حبة تراب ضمت جسدك الطاهر.
وسلام لك من قلب كان وجودك له فرحه وأصبح
فراقك له حسرة.
سلام لك وعليك.......يا من كنت كغمامة بيضاء
مليئة بالرحمة.
وسلام لك وعليك يا من كنت كغصن زيتون
أخضر........
سلام لك وعليك يا من كنت ككوكب يشع
نورًا وضياء!!!!!
سلام لك وعليك يا من كنت فارس أحلام العذارى
يا فرحة سنيني وأيامي.......
رحلت يا بولس
رحلت وفراقك أدمى قلوبنا ولا أستطيع اليوم إلا أن أقول لك أرقد......قرير العين مطمئن النفس.......
    فأمك راضية عنك تمام الرضا تدعو وتصلي لك ليل ......نهار مع كل إشراقة شمس ......ومع كل غروب أن يجعلك الله بأحضان والدة الله وسيدنا يسوع المسيح أمين يا من كنت تملك قلبا كقلب ملاك.
 أمك التي تفتقدك كثيرًا.......... وا وا وا وحسرتا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق