لا لتأجيج الخلاف— هنا المشكلة نعم لإخماده— هو الحل
2014-12-08 12:24:59
قبل أكثر من أسبوعين وقع شجار بين شخصين أو أكثر وتوسع الخلاف بعد انضمام آخرين إليه (الفزّيعة هنا المشكلة), وسرعان ما تحول إلى خصام عنيف ودموي أدى إلى جرحى عديدين نقلو على أثره إلى المستشفى وكانت لأسفنا الشديد إصابة بعضهم خطرة وندعو للجميع الشفاء التام والسريع والعودة إلى بيوتهم سالمين معافين

لأسفي الشديد والمضاعف وقع هذا الحدث في بلدتي أبوسنان. ومما يؤسف أيضا عندما نسمع الأخبار أو نقرأ الصحف نشعر أن للبلد أبوسنان سبب في الحدث,أو هذا من مميزاتها! ألا يحدث العنف في مختلف الأماكن في دولتنا لسياسة حكومتها العنيفة والمتطرفة ألا تلاحظون أن العنف والفساد يزدادان بشكل ملحوظ في فترة الحكومات اليمينية المتطرفة التي تفتعل الأزمات مثل:تجنيد المسيحيين للجيش, وقبلا تجنيد الدروز, والاستيطان في الضفة الغربية واقتحامات الأقصى والبناء في القدس الشرقية لتهويدها وأخيرا يهودية الدولة. كل ذلك لإلهاء الشعب عن المشاكل الحياتية كالغلاء والبطالة والفقر الذي نسبته عالية جدا في الوسط العربي. ومشاكل البناء لعدم توسيع مسطح القرى العربية والدرزية مع أنها تخدم في الجيش.
إن قتل الشاب خير الدين حمدان من قبل الشرطة وظهره لها قد ألهب غضب المجتمع مما دعا الجماهير للتظاهر في القرى العربية وكانت الشرارة الأولى والسبب لما حدث في أبوسنان.
  وإذا تصفحنا الصحف أو مواقع الإنترنت في الأسبوع المنصرم مثلا نجد الأحداث القاسية تضرب بلادنا طولا وعرضا كحوادث الطرق! مما يستدل منه أن لا أهمية لموقع الحدث على وقع الحدث نفسه بل للأوضاع السائدة في البلاد.
  إن الدور الذي قام فيه رئيس المجلس المحلي السيد نهاد مشلب بمعالجة القضية مستعينا بشخصيات قيادية من المجتمع يستحق كل الثناء والتقدير كما أثبت صدق عمله في نواح عديدة سابقة. وقد أحسن جدا في شجبه لمن يتدخل ليعبث في القضية.                         آمل أن تتكلل جهوده في النجاح وفضّ النزاع بأسرع ما يمكن.  
  إن الخلافات بين الناس لأسفي الشديد هي من طبيعة البشر ستبقى ولا يمكن أن تنقطع لأنها كما يظهر هذا من طبيعة الحياة ولهذا وجدت الشرطة والمحاكم. وما علينا إلا التوجه إليها لمعالجة الخلافات إذا فشلنا في حلها بيننا.
  أما الممكن والذي يجب أن نعمله نحن المواطنون هو حصر الخلاف وعدم توسيعه وتأجيجه وعدم مساندة طرف على آخر بل يجب فضّ الخلاف بالتي هي الأحسن.
 إن الخلاف هو حريق يجب إخماده وإلا سيلحقنا ضرر كبير منه. والطامة الكبرى إذا وقع الخلاف بين شخصين من طائفتين من مختلفتين (وإن لم يكن لسبب ديني وعادة لا يكون كذلك) ووجد من يؤججه فيصبح كالنار في الهشيم يصعب السيطرة عليه كما حدث في هذا الخلاف .
  لهذا أعتقد أنه يجب معاقبة من تدخل في الخلاف وأججه عقابا أشد من الذي بدأ فيه لأنه عادة لا شأن له في هذا النزاع وبعمله هذا يؤدي لنتائج وخيمة أكثركما حدث هنا.
  على جميع مدارسنا تخصيص  حصص تربية عديدة لترسيخ هذه الفكرة وتعميق فهمها لدى الطلاب لا بل إجراء اختبارات فعلية عليها.
 وعلى جميع رجال الدين في معابدهم توجيه خطابهم الديني كلّ لطائفته لإصلاح نهج حياتنا كما لو كانت البلد من طائفة واحدة وأن يكون خطابهم الديني كيف نعيش أحسن  وكيف نتعامل مع بعضنا باحترام, وأهمية قبول الآخر المختلف عنا ولا تتركز على عذاب القبر ورهبة الموت!!! ألا توجد قرى عديدة لا بل أغلبها من دين واحد وطائفة واحدة والعنف فيها كثير لا بل أكثر من القرى المختلطة. لذلك المسألة ليست طائفية بل غير ذلك وإذا كل طائفة أصلحت نفسها سنحصل على مجتمع صالح يحلو العيش فيه! ومن اختار بلدا يسكن فيه عليه أن يهتم بالسلوك الطيب فيه والمحافظة على الحياة الهادئة فيه.
 ولنتذكر دائما
  تأجيج الخلاف –هو المعضلة—حصر الخلاف وإخماده---هو الحل  جريس خوري-- أبوسنان 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق