المطلوب اعتراف واستنكار وردع بقلم راضي كريني
2014-12-03 09:48:40
المطلوب اعتراف واستنكار وردع بقلم راضي كريني
لاشك في ضرورة وأهمّية توجُّه القيادة الفلسطينيّة إلى لجان هيئة الأمم المتّحدة ومؤسّساتها الهادف إلى وضع حدّ زمنيّ لإنهاء الاحتلال، كما لا شكّ في أنّ التوجّه يسهم في إنقاذ حلّ الدولتين وفي حماية الشعب الفلسطينيّ.
مِن حقّ بعض القيادات الفلسطينيّة أن تطالب السلطة الفلسطينيّة بأن لا يقتصر نشاطها السياسيّ على التوجّه ... فقط، وأن تطالبها بدعم هذا التوجّه واقترانه بالمقاومة الشعبيّة أو المسلّحة، وآخر يطالب السلطة بأن تترك طريق المفاوضات وأن يقتصر نضالها على المقاومة، بدون الالتفات إلى القرارات والمؤسّسات الدوليّة!
أمّا نحن أبناء الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة الإسرائيليّة، فمِن حقّنا أن نطالب السلطة الفلسطينيّة بأن تطرح  أمام قيادات الدول "الديمقراطيّة" الظلم الذي نتعرّض له جراء إقرار قانون "دولة الشعب اليهوديّ"، وأن تستهجن عدم دفاع هذه القيادات عن "الديمقراطيّة"، وعدم استنكارها لتشويهها، والتزامها الصمت إزاء إجراءات حكومة إسرائيل التعسّفيّة. 
لماذا لم تهبّ قيادات الدول الديمقراطيّة للدفاع عن الديمقراطيّة عندما تنتهك حكومة إسرائيل قيمها وشروطها ومركّباتها؟! أم إنّ تقليص نفوذ محكمة العدل العليا هو إجراء ديمقراطيّ؟! وسنّ قوانين تمنع تمويل جمعيّات يساريّة وديمقراطيّة هو إجراء ديمقراطيّ؟! والاعتداء على حقوق ووجود شعب الأقليّة هو إجراء ديمقراطيّ؟! وتغيير الدستور لعرقلة انتخاب روبي ريفلن رئيسًا للدولة هو إجراء ديمقراطيّ؟!
لماذا تصمت صحافة العالم "الحرّ" عندما ينكر وليّ أمر بنيامين نتنياهو-بيبي، المقامر شلدون أدلسون، صاحب جريدة "يسرائيل هيوم" (إسرائيل اليوم)، وسارة زوجة بيبي وجود شعب فلسطينيّ؟! ولماذا يصمت "أشاوس" الصهيونيّة في الولايات المتّحدة من اليهود الذين يعزون دعمهم لإسرائيل  وتضامنهم الأعمى معها كنموذج للديمقراطيّة والليبراليّة في منطقة تحكمها العشائر/الديكتاتوريات وتنوء تحت البطش والفساد، عندما تسيء حكومة بيبي إلى قيم: المساواة وحريّة الرأي والعدل و...كشروط أساسيّة للديمقراطيّة والليبراليّة ؟!
إنّني لا أصدّق بيبي نتياهو عندما يطرح قانون "دولة الشعب اليهوديّ" نتيجة لخوفه على مستقبل الشعب اليهوديّ، خصوصًا وأنّ غالبيّة اليهود تعيش كأقليّات خارج دولة إسرائيل، وبوضع اقتصاديّ وسياسيّ واجتماعيّ وأمنيّ أفضل من الأكثريّة اليهوديّة في إسرائيل.
هل يعقل أن يُسقط بنيامين نتنياهو حكومته من أجل قانون لا يغيّر من الواقع شيئًا؟! فنحن لا نحتاج لقانون أساس كي ندرك بأنّنا مهمّشون ومستغلّون ومضطهدون و... والأكثريّة اليهوديّة لا تحتاج إلى قوانين عنصريّة لتبرّر انتشار ثقافة التمييز العنصريّ ضدّ ربع سكّان إسرائيل!
همسة في أذن المحلّلين السياسيّين الفلسطينيّين، الذين أجلّهم وأحترمهم و...
هل حقّا بيبي نتياهو هو إعلاميّ وليس ساسيّا؟ (كما وصفه أحد المحلّلين السياسيّين الفلسطينيّين). 
في 27-11-2014، خرج شمعون بيرس عن قواعد الاحتفال بمناسبة ذكرى بن غوريون، أوّل رئيس حكومة لإسرائيل، وهاجم بيبي، وجهًا لوجه، وأمام حضور محلّيّ وأجنبيّ رفيع المستوى السياسيّ، وقال له: لا يجوز إخضاع وثيقة الاستقلال إلى حاجات سياسيّة عابرة! فمَن له حاجات سياسيّة عابرة هو سياسيّ!
يمكن أن نعدّد العديد من صفات بيبي نتياهو؛ فهو: سياسيّ يمينيّ متطرّف، يتلذّذ على التوتّرات، ويستمتع بالأجواء المشحونة، ويفتّش عن مكاسب سريعة وفوريّة، وعديم الثقة، وفاقد للتوازن، ويستغلّ الإعلام و...ويعتبر اليهوديّة أهمّ من الديمقراطيّة، ولا يتقن التخطيط لأهداف بعيدة المدى، و... لكنّ هذه الصفات لا تنفي كون بيبي سياسيّا، علْينا التصدّي له ومحاسبته كمسؤول عن جرائمه السياسيّة. 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق