ادب وشعر | بطيخ كفرمندا واحداث أبو سنان بقلم زايد خنيفس

الاثنين 20.05.2024

اخبار

الرئيسية >> ادب وشعر

(اضف تعقيب)

بطيخ كفرمندا واحداث أبو سنان بقلم زايد خنيفس

2014-11-21 14:05:49

على الصعيد الشخصي اعتز بكل من يعتز بأهله ووالديه وقبل اسابيع كنت في زيارة الى مقام النبي شعيب عليه السلام، بدعوة نذر من عائلة خطيب ابنتي وفي الرحاب المقدسة التقيت شيخا شفاعمريا حضر هو الاخر للمكان المقدس. هنا يلتقي الناس في اريحية المزار المقدس يقبلون الضريح من جوانبه لعلهم يلمسون جسد النبي عليه السلام، الذي خرج امتارا وداس على ثعبان كبير وتمشى في السفوح والوديان هنا وهناك رائحة الانبياء مروا في رسالة الله نحو خلائقه

خلال حديثي مع الشيخ الشفاعمري، وضع يده على سرواله واخرج من جزدانه الصغير ورقه تفاجأت بها وكانت الورقة الصغيرة تحمل صحيفتي،عندما كتبت كلمات مأثورة عن والدي رحمه الله وقد حالفني الحظ مع باقي اخوتي العشرة،أن نرافق الوالد، الذي كان احد افراد لجنة الصلح القطرية واقتصر دورنا نحن الأخوة على ان نكون سائقين لسيارة الوالد في مهامه الإنسانية، اتجاه مجتمعه العربي الواسع واذكر بأن قرية كفرمندا عروس السهول والبطوف، تعرضت قبل اكثر من عشرين عاما لنزاع بين عائلتي زيدان وعبد الحليم وكان الاهل في هذا البلد الطيب (يفزعون) اهل الخير عند كل شجار ومنهم والدي والعم ابو حاتم ابراهيم نمر حسين رحمه الله والياس جبور اطال الله عمره واذكر كان والدي يطلب مني اعلام العم ابو حاتم بتحضير وتجهيز نفسه مقابل دكان (علي نمر) ابن اخيه حسن رحمه الله، من اجل مرافقته الى كفرمنذا حيث الشجار العنيف بين العائلات المتنازعة والحرق والاصابات والتدمير.

في أحد المشاوير اذكر عندما وصلت مع والدي والعم ابو حاتم ابراهيم نمر حسين وعلى مشارف قرية كفرمندا كانت قوات الشرطة بكل معداتها وقواتها تنتظر الأمر، لتدخل القرية وعندما اقتربنا من الحاجز اقترب ضابط كبير ونظر داخل سيارتنا،أذكر أنه نائب قائد شرطة لواء الجليل وقال لوالدي في العبرية (שיך סאלח אתה נכנס לכפר?) والدي فهم اقوال الضابط وفهم رسالته الشفهية وقال له وهو يهز رأسه واجابه بلغته (אני נכנס)

العبرة من هذا الحادث بأن الشرطة في كفرمنذا كانت تجلس على مشارف القرية ولم يهمها ماذا يحصل داخلها (وبنسبة لها بطيخ يكسر بعضو) ما دام البطيخ من العرب، فليكن التكسير والتطبيش.

هذا الاسبوع سمعت عن الاحداث المؤسفة في قرية ابو سنان وعن اتهام الاهالي بأن الشرطة دخلت البلد متأخرة لتفريق بين ابناء الشعب الواحد وتذكرت هزة رأس والدي، لقائد شرطة لواء الجليل على مفترق كفرمندا،بعد اكثر من عشرين عام، ما زالت العقلية للسلطة هي نفس العقلية فمتى نفهم ونستوعب بأننا ابناء شعب واحد ومصير واحد؟ متى نستوعب بأننا بشر يبحث عن تقدمه ونجاحه؟لأن البقاء في دائرة البطيخ مأساة كبيرة والوعي هو مفتاح المرحلة القادمة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع