بيبي نتنياهو شاذّ عن السلام والديمقراطيّة بقلم راضي كريني
2014-11-12 09:44:22
إذا ما نظرنا إلى سلوك بيبي نتنياهو، وأخذنا بعين الاعتبار كمّه وكيفه وتكراره وشدّته و...؛ لوجدنا أن بيبي نتنياهو أصبح متعِبا لغالبية المواطنين الإسرائيليّين، من عرب ويهود، وخطرا على الديمقراطيّة والسلام والسلم الأهليّ والأمن الاجتماعيّ و...؛ فبيبي نتنياهو كان يمينيّا متطرّفا وسيبقى؛ فهو شاذّ عن متطلبات القيادة والمرحلة والبيئة الإسرائيليّة والشرق أوسطيّة المرغوبة وسيبقى كذلك.
إنّ خلفيّة بيبي اليمينيّة تصادم البيئة الحاضرة والطموحات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة للإنسان المسؤول والحضاريّ والمحبّ للحياة و...، والعوامل المترسّبة والموروثة في شخصيّته مثيرة للسلوك الشاذّ وتستدعيه وتؤدّي إليه؛ فهو لا يفرّق بين قلق المواطنين وقلقه الدائم على حياة البذخ والترف التي يعيشها، كان وسيبقى غير قادر على السيطرة على سلوكه وردود أفعاله المتهوّرة والمتشنّجة، ضعيف الانضباط والانتباه والتخطيط السياسيّ، يجترّ الشعارات ويعتبرها قابلة ومفيدة لكلّ زمان ومكان؛ فيكرّر الأخطاء ويعرّض وجود الدولة إلى أخطار نرى أوّلها ولا نرى آخرها.
يجترّ بيبي "الحلّ" لوجود الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل، ولبقائها فيما تبقّى من بيوتها وعلى جزء من أراضيها رغم قيام إسرائيل، ورغم ...، ورغم تطبيق سياسات العداء والتهميش والترحيل والقتل والتخويف والتضييق والتجهيل والإفقار والاضطهاد الطبقي والقوميّ والتمييز العنصريّ و...ألم ترفع الصهيونيّة قبل أن يولد بيبي شعار احتلال الأرض والسوق والعمل؟!  
في الماضي، حين كان العالم يتعاطف مع أبناء الديانة اليهوديّة كإحدى ضحايا النازيّة، وفي ذلك الحين كنّا أضعف وأقلّ بكثير ممّا نحن عليه اليوم (كنّا أضيع من الأيتام على مائدة اللئام)، حين "لم يجد فرعون مَن يردّه"، حين شحّت القوى اليهوديّة التقدميّة والسلاميّة، حاول مَن هو أقوى بكثير مِن بيبي أن ينزع الجنسيّة عن بعض القيادات السياسيّة للجماهير العربيّة وفشل؛ فكيف لبيبي ولوزير داخليته أن ينجحا؟!
إذا كان هناك مَن يستحقّ فحص ونزع الجنسيّة عنه؛ فهما بيبي نتنياهو وأفيغدور ليبرمان اللذان يقودان البلاد إلى المجهول و... والدمار! لن تؤثّر دعوات المواطنين العرب المؤيّدة (أو المناوئة) لسياسة الدمار الممارسة قيد أنملة بدون "قطران" الحكومة.
ليس من السهل على أيّ سلطة رسميّة ومسؤولة في إسرائيل أن تنفّذ رغبة الزعران والمأفونين في وضع العربيّ في خانة الخيانة، أو الجاسوسيّة، أو الإرهاب، أو المسّ بسيادة الدولة؛ كي تنزع عنه مواطنته؛ فمواطنتنا ليست مع وقف التنفيذ، وهي غير مقيَّدة برغبة ليبرمان في ربطها بالوفاء وبإنشاد النشيد القوميّ. كما أنّه ليس من الصعب على أيّ سلطة رسميّة ومسؤولة أن تنفّذ طلب العقلاء والأوادم والصالحين بمحاكمة عصابات المستوطنين، والتلال، و"تدفيع الثمن" و... فإدانة هؤلاء لا ينفيها وقف التنفيذ!
لاشكّ في أنّ أخطاء/سياسة حزب العمل وحلفائه التي تؤول نحو الخطيئة، هي التي مهّدت الطريق لليمين المتطرّف ليتسلّم قيادة البلاد. لا يمكن لليسار الصهيونيّ أن ينافس اليمين في ملاعب التعصّب والاستعلاء  والتمييز القوميّ، وفي أهميّة تقديس الحروب وإعلاء شأن الدولة على حريّة الفرد وحقوق الأقليّة؛ فاليمين المتمثّل بنتنياهو وليبرمان وبينيت يتقن العداء للأقليّة العربيّة في إسرائيل ولشعوب الدول العربيّة المجاورة بشكل أفضل منهم.
كما لا شكّ في أنّ سلطة اليمين متصدّعة ومهترئة و...، لكنّ مشكلة سقوطها تعود إلى ضعف البديل؛ فهل نصحو على بديل آخر؟!
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق