"شَتَّت الدِّنيا وبَيَّنَت الكِذبِة" بقلم زايد خنيفس
2014-11-08 11:01:56
"شَتَّت الدِّنيا وبَيَّنَت الكِذبِة"
تحضرني قصة الشاعر الراحل سميح القاسم، التي قصّها في مقابلة عبر جريدة "يديعوت احرنوت" تذكّرها عن حياة والده المرحوم حسين محمد القاسم والقصة باختصار كما رواها سميح...
"عندما كنا اطفالا طلب والدي مني ومن إخوتي أن نتوجه إلى الحاكورة القريبة في سفح الجبل، لنزرع بذور البطيخ، حيث تعذّر على والدي في ذلك اليوم القيام بهذه المهمة لوعكة صحية ألمّت به، فأرشدنا الوالد قال سميح كيف نزرع البذرة، بعد أن نُدخِل خشبة في الارض وفعلا توجّهنا صباحًاإلى الحاكورة لكننا كنا اطفالا في تلك السنوات ومن حيث لم يرَنا والدنا، إذ كنا نضع في كل حفرة عشرة بذرات لنتخلص من مهمتنا بسرعة، للذهاب للعب.
عندما عدنا إلى البيت أخبرنا والدنا بأننا نفّذنا كل ما طلبه منّا وبعد فترة أخذ والدي طريقه نحو الحاكورة التي زرعنا فيها بذور البطيخ، فنظر نحو الحُفَر، فوجد بكل حفرة يخرج أكثر من خمسة جذوع،أي بعدد البذراتالتي نجحت في الحياة، فعرف عندها،بأننا وضعنا أكثر من حبه في كل حفرة وعندما وصل الى البيت قال لنا: "شتّت الدنيا وانكشفت كذبتكم" 
الحقيقة التي لا غبار عليها بأن لا أحد يقف أمام قوة الله، مهما كان قُطر المواسير في الأرضوإنجاز لنا أن نُذكّر، الناس بتسونامي اليابان، الذي غمر بأمواج المحيط الشّاهقة ملايين الدونمات، فلا قوة تقف امام جبروت الطبيعة،فكما غرقت تل ابيب ومطارها الدولي، كذلك غرقت العاصمة بشقّيها وحيفا، فمن نكون نحن؟!.
الحقيقة الأخرى إذا قمنا بالاستعانةبقصة والد الشاعر سميح القاسم، فإن المطر الأول كشف عيوب إدارات البلدية السابقة، أظهر مدى تقصير الإدارة الحالية بإيجاد حل جذري،"لبحيرات" منطقة العين في شفاعمرو وفي مناطق اخرى مثل الفوار ووادي الصقيع وغيرها من المناطق.
يوم الجمعة الماضي تساقطت خيرات الله على الارض دون انقطاع، لساعات لم تستوعب العبّارات والمسارب التي لا يتجاوز قطرها 80 سمفي منطقة العين،مياه الأمطار الغزيرة وكنت شخصيا قد رأيت هذا المنظر بعد أن تلقّيت اتصالات من الأهالي.
في اليوم الثّاني وعندما انخفض منسوب المياه، توجهت نحو المقاول الذي يعمل في عبّارة العين، حيث قال لي:  بكلجرأة"وقفت هنا قبل أكثر من 20 عامًا والقضية والمشكلة ما زالت قائمة"، عبّارة بقطر صغير لا تستوعب مياه نهر، الذي يخرج عن مساره ليستقر في بحيرة تعطّل حركة السير وتسبّب أضرارًا للمحلات التجارية، خاصة موقف سيارات كريم أبو مدّين ومخبز النور ومكاتب المحامين والمهندسين والأطباء.في اليوم الثالث لهذا الطوفان، شاهدت طواقم اتحاد المياه، تقوم بتنظيف المقطع من الأوساخ التي تجمّعت داخل هذه المواسير صغيرة القُطر.
الحقيقة أن المشكلة حتى الان لم تُحَل، ستبقى ما دام التخطيط السليم، بعيدًا عنها والذي يفرض تغيير خطوط العبّارات والمشروع ليس معجزة بل العجز هو أن نترك موسم الشتاء،يُذكّرنافي الموسم القادم بنفس القصة، في أوّل شتوة وقصة سميح القاسم ستبقى نفس القصة وفصل الشتاء كفيل للعودة وسؤال هل سنكون صادقين مع جمهورنا وأهلنا؟
حسنًا ما عمله رئيس البلدية، بل هذا واجبه الأوّل بتفقّد الأضرار وفحص المشاكل وإصدار التعليمات لتفادي معضلة الشتاء وحسنًا أن يدرك أبناء بلدي وأن يعرفوا بأن الرئيس لا يملك حَبّاس السماء ولا يستطيع ذلك، بل مهمته تصليح الضرر والقضية ليست تسجيل نقاط انتخابية لصالحه، بل القضية تكمن برفع الأذى عن الممتلكات العامة والشخصية بنهاية المطاف.  
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق