الرئيسية
اضفنا للمفضلة
اتصل بنا
الاثنين 20.05.2024
الى الاستاذ الشاعر الملهم ابي علاء الملتزم سليمان مرقس بقلم عزت فرح
2014-11-06 17:15:20
الى الاستاذ الشاعر الملهم ابي علاء الملتزم سليمان مرقس تحياتي وحبي
في صباح احد الايام زارني صديقي وزميلي في الجامعة وقد ساورني شك في انه اراد الدردشة
وانا اعلم انه فطم نفسه عن الشرب مدة وذلك لسبب صحي, وفاجاّني ا ن اهداني ديوانه الجديد ( حين ينحرف االمسار).
من مقدمة الديوان تنبع حرارة الموقف , فالشاعر لم يتغير كما غيره الذين يتذبذون فهو وطني صامد من الدرجة الاولى لا يوارب ولا يداهن وصراحته في موقفه الوطني والسياسي تعجبني اي اعجاب , فاهداؤه ينم عن وضوح في الرؤية فيقول فيما يقول الى الذين يكبحون الانا في دواخلهم ويؤثرون التركيز والتفرغ للقضايا الجامعة الى هذه النوعيات من الناس اهدى هذا الديوان.
هذه هي البوصلة التي ترشد كل الشرفاء والمخلصين الذين يتصدون وبصلابة لكل المتبدلين حسب ميولهم ومصالحهم الشخصية ويهبون مع كل ريح, من هذا المنطلق سوف اتطرق الى قسم من القصائد في ديوان (حين ينحرف المسار) وكلي امل ان تقتنوا الديوان لانه سينال اعجابكم.
السمة البارزة هي الثورية الغاضبة التي نستشفها من غالبية قصائده في هذا الديوان.
اذا كانت اجسادنا الى فيتامين, افلا تحتاج يوميا الى القراءة لتداوي في عقولنا فقر دم.
يستخدم الاستاذ الشاعر كثيرا من المفردات الحادة وربما الجارحة لتوصيف حالة الناس الذين انحرفوا عن المسار وهم كثر لم يرد ان يدللهم او انيفهمهم بل اراد ان يعنفهم واستعمال المفردات المعنفة بتضمين مفردات داخل النسيج الفني وهذا الاسلوب هدفه تعميق السخرية من موقف هؤلاء الاشخاص وهذه السخرية هدفها ادانة مواقف هؤلاء
يعتمد ابو العلاء غالبية قصائده على الشعر المقفى الموزون, اي على القصيدة التقليدية العامودية وقليلا يعتمد الشعر الحر.
كيف تعرف انه فلسطيني من الداخل اذا نظرت الى شعره تراه يرصعه بحبات من درة وطننا كعكا ويافا
يهتم ابو علاء بمعيشة الفقراء والمعوزين والطبقات المسحوقة كما يتطرق وبحرقة الى معلمي الاجيال وكيف تحولت حالهم الى الاسواّ فيقول وبصدق في قصيدته عن حال المعلمين:
بل بات حتى بالرصاص مهددا اوقد يموت مكبلا موؤدا
وهو هنا يقدم نصائح الى الاهل والمعلمين , واعجبني بيت شعره الذي ينم عن عجز الامة اليوم
كم صار سخفا ان نبرر عجزنا ونسب فرسا او نسب يهودا
ما اجمل هذه الصرخة على امة تاهت ولم تعرف المسار الصحيح وكم يعجبني هذا الغمز واللمز لان العيب فينا وليس في غيرنا. ما اروع ما قاله سليمان اني اراه فيلسوفا واقعيا عندما يقول اسمعت عمن يتقنون الزحف عمدا للوراء.
في ملحمة بغداد معقل الماّمون حيث تاّلقت دور العلوم وسجلت ارقام , يتغنى المرقسي ببغداد الحضارة ويتمنى ان تعود اعلامها تخفق:
ما همنا غير الصلاة تظاهرا فتخلدت برؤوسنا الاوهام
فهنا احتراب قد تجاوز حدّه وهنا التعصب سافر حوّام
فمتى ستبعث في العروبة نهضة ويعاد عز وارف ومقام
كلما قراّت بيتا انتابني شعور ان اعانق هذا الشاعر الفذ
ويقول في مدير المدرسة السابق الاستاذ المرحوم نديم شحادة قصيدة فيها الحب والاحترام فيقول في نهايتها:
سيقلّ بعدك من ينير شعابنا ويقلّ بعدك من يدوس عقاربا
انه شاعر هذا المرقسي كلما قراّت بيتا قلت الله اكبر ما اروعه
وفي غزله رقيق صادق فيقول: كل ما في الامر انني لا بد ان اكون اينما تكون
انه في الغزل رقيق وفي المبداّ عنيد وصامد لا يشق له غبار . عبارته الشعرية سلسة تدخل الى الضمائر بدون استئذان
وهو ياّخذ على غرام هذه الايام:
فالهوى قد صار نهبا
للميوعة غالبا
وغريزة الغدر اللعين
حتى قوانين الغرام تعولمت
وصارت البورصات تحكمه....
لا عاش من غشته اّهات
التلوع والانين
انك تراه حتى في غرامه صاحب مبداّ لايحيد عنه
وفي رائعة اخرى يقول:
لا اتحمل عبق العنبر
فابتعدي لا تجتازي الخط الاحمر..
لو قالوا ان هناك ارهابا
فساعلن من فوق المنبر
انت الارهاب الاكبر
بل انت الشيطان الاكبر
لم يبق الا ان اتخير
ما بين استشهاد..
يسعدني كي لا اتمرمر
واستسلام..
يرفضه الشرقي الاسمر
الا ترى معي ايها الصديق الى شرقي اسمر يرفض الاستسلام حتى لمعشوقة يهواها حتى النخاع
اعجبتني هذه المقولة الرائعة:
وهل يظل سخفنا يجرنا
كما الحمار يسحب الجمل
فهل هناك وصفة
للعنة الشلل
انه يرفض مبايعة محبوبته اذا ساّلت عنه
الا اذا رفعت لواء الصامدين
واقنعتني
انه مناضل عنيد حتى في العشق
انه يرفض الحداثة الشعرية الهلامية وفي رايي هو صادق
يقول متحديا الهلامية:
ساكتب الشعر حتى يتعب القلم واعزف اللحن حتى يختفي الالم
ولمن لا يعرف اقول لان الشاعر كان عازف كمان في ايام الشباب واللحن عنده ليس غريبا
ان عبارة سليمان مرقس رصينة شديدة المراس في النواحي الوطنية والمبداّية ورقيقة سلسة في الغزليات وسوف اتركك اخي القارئ لتتمتع بهذا الديوان الرائع كما تمتعت انا
في صباح احد الايام زارني صديقي وزميلي في الجامعة وقد ساورني شك في انه اراد الدردشة
وانا اعلم انه فطم نفسه عن الشرب مدة وذلك لسبب صحي, وفاجاّني ا ن اهداني ديوانه الجديد ( حين ينحرف االمسار).
من مقدمة الديوان تنبع حرارة الموقف , فالشاعر لم يتغير كما غيره الذين يتذبذون فهو وطني صامد من الدرجة الاولى لا يوارب ولا يداهن وصراحته في موقفه الوطني والسياسي تعجبني اي اعجاب , فاهداؤه ينم عن وضوح في الرؤية فيقول فيما يقول الى الذين يكبحون الانا في دواخلهم ويؤثرون التركيز والتفرغ للقضايا الجامعة الى هذه النوعيات من الناس اهدى هذا الديوان.
هذه هي البوصلة التي ترشد كل الشرفاء والمخلصين الذين يتصدون وبصلابة لكل المتبدلين حسب ميولهم ومصالحهم الشخصية ويهبون مع كل ريح, من هذا المنطلق سوف اتطرق الى قسم من القصائد في ديوان (حين ينحرف المسار) وكلي امل ان تقتنوا الديوان لانه سينال اعجابكم.
السمة البارزة هي الثورية الغاضبة التي نستشفها من غالبية قصائده في هذا الديوان.
اذا كانت اجسادنا الى فيتامين, افلا تحتاج يوميا الى القراءة لتداوي في عقولنا فقر دم.
يستخدم الاستاذ الشاعر كثيرا من المفردات الحادة وربما الجارحة لتوصيف حالة الناس الذين انحرفوا عن المسار وهم كثر لم يرد ان يدللهم او انيفهمهم بل اراد ان يعنفهم واستعمال المفردات المعنفة بتضمين مفردات داخل النسيج الفني وهذا الاسلوب هدفه تعميق السخرية من موقف هؤلاء الاشخاص وهذه السخرية هدفها ادانة مواقف هؤلاء
يعتمد ابو العلاء غالبية قصائده على الشعر المقفى الموزون, اي على القصيدة التقليدية العامودية وقليلا يعتمد الشعر الحر.
كيف تعرف انه فلسطيني من الداخل اذا نظرت الى شعره تراه يرصعه بحبات من درة وطننا كعكا ويافا
يهتم ابو علاء بمعيشة الفقراء والمعوزين والطبقات المسحوقة كما يتطرق وبحرقة الى معلمي الاجيال وكيف تحولت حالهم الى الاسواّ فيقول وبصدق في قصيدته عن حال المعلمين:
بل بات حتى بالرصاص مهددا اوقد يموت مكبلا موؤدا
وهو هنا يقدم نصائح الى الاهل والمعلمين , واعجبني بيت شعره الذي ينم عن عجز الامة اليوم
كم صار سخفا ان نبرر عجزنا ونسب فرسا او نسب يهودا
ما اجمل هذه الصرخة على امة تاهت ولم تعرف المسار الصحيح وكم يعجبني هذا الغمز واللمز لان العيب فينا وليس في غيرنا. ما اروع ما قاله سليمان اني اراه فيلسوفا واقعيا عندما يقول اسمعت عمن يتقنون الزحف عمدا للوراء.
في ملحمة بغداد معقل الماّمون حيث تاّلقت دور العلوم وسجلت ارقام , يتغنى المرقسي ببغداد الحضارة ويتمنى ان تعود اعلامها تخفق:
ما همنا غير الصلاة تظاهرا فتخلدت برؤوسنا الاوهام
فهنا احتراب قد تجاوز حدّه وهنا التعصب سافر حوّام
فمتى ستبعث في العروبة نهضة ويعاد عز وارف ومقام
كلما قراّت بيتا انتابني شعور ان اعانق هذا الشاعر الفذ
ويقول في مدير المدرسة السابق الاستاذ المرحوم نديم شحادة قصيدة فيها الحب والاحترام فيقول في نهايتها:
سيقلّ بعدك من ينير شعابنا ويقلّ بعدك من يدوس عقاربا
انه شاعر هذا المرقسي كلما قراّت بيتا قلت الله اكبر ما اروعه
وفي غزله رقيق صادق فيقول: كل ما في الامر انني لا بد ان اكون اينما تكون
انه في الغزل رقيق وفي المبداّ عنيد وصامد لا يشق له غبار . عبارته الشعرية سلسة تدخل الى الضمائر بدون استئذان
وهو ياّخذ على غرام هذه الايام:
فالهوى قد صار نهبا
للميوعة غالبا
وغريزة الغدر اللعين
حتى قوانين الغرام تعولمت
وصارت البورصات تحكمه....
لا عاش من غشته اّهات
التلوع والانين
انك تراه حتى في غرامه صاحب مبداّ لايحيد عنه
وفي رائعة اخرى يقول:
لا اتحمل عبق العنبر
فابتعدي لا تجتازي الخط الاحمر..
لو قالوا ان هناك ارهابا
فساعلن من فوق المنبر
انت الارهاب الاكبر
بل انت الشيطان الاكبر
لم يبق الا ان اتخير
ما بين استشهاد..
يسعدني كي لا اتمرمر
واستسلام..
يرفضه الشرقي الاسمر
الا ترى معي ايها الصديق الى شرقي اسمر يرفض الاستسلام حتى لمعشوقة يهواها حتى النخاع
اعجبتني هذه المقولة الرائعة:
وهل يظل سخفنا يجرنا
كما الحمار يسحب الجمل
فهل هناك وصفة
للعنة الشلل
انه يرفض مبايعة محبوبته اذا ساّلت عنه
الا اذا رفعت لواء الصامدين
واقنعتني
انه مناضل عنيد حتى في العشق
انه يرفض الحداثة الشعرية الهلامية وفي رايي هو صادق
يقول متحديا الهلامية:
ساكتب الشعر حتى يتعب القلم واعزف اللحن حتى يختفي الالم
ولمن لا يعرف اقول لان الشاعر كان عازف كمان في ايام الشباب واللحن عنده ليس غريبا
ان عبارة سليمان مرقس رصينة شديدة المراس في النواحي الوطنية والمبداّية ورقيقة سلسة في الغزليات وسوف اتركك اخي القارئ لتتمتع بهذا الديوان الرائع كما تمتعت انا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved ©
جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
