عوسج وبنفسج (10) بقلم د.منيرموسى
2014-09-25 16:44:57
عوسج وبنفسج (10) *************** د.منيرموسى
** لو خيّروكَ بين أن تكون غنيًّا أو حكيمًا، فماذا تختار؟ ** الفلاسفة والحكماء أحكم، وأبعد نظرًا من الملوك والرّؤساء، لكنّهم لا يصلحون للسّلطة، أو لا يقبلونها؛ لأنّها تنافي مبادءَهم وأخلاقيّاتهم الرّفيعة. وإذا عُرضت عليهم على صينيّة من ذهب، لرفضوها! ** غالبًا ما يكون الطّموحون والمستقتلون للوصول إلى السّلطة غير مستحقّينها، لكنّ الّذين يقفون بجانبهم، ويدعمونهم لا يستحقّون غيرهم؛ وذلك من منطلق أنّ كرامتهم، إذا وُجدت، لا تقدر أن تستوعب مَن يحترمونهم ويمنحونهم كرامة؛ لأنّهم لا يزالون يحلمون بالسّياط اللّاسعة لظهورهم، وبوْس الأيادي، ولملمة الفتافيت من تحت شبابيك عشيقات جلّاديهم! ** مَن أعلى شأنًا الحكيم أم الفيلسوف؟ سؤال مطروح للجدل! لكنْ، رأيي الشّخصيّ هو أنّ الفيلسوف إذا كان حكيمًا أيضًا، فيكون هو أعلى شأنًا! وإذا كان الحكيم فيلسوفًا أيضًا، فيكونان صِنوانِ! ** الأرستقراطيّ، وأعوذ بالله من أشكاله، إذا لم يجد على مَن يتكبّر، وهو الصّغير، فإنّه يتكبّر على أقرب مقرّبيه، وربّما تكون حليلته. وهنا لابدّ للبؤس من أنْ يتعطّفه! فهل لديه صديق، ولو على شاكلته؟ ربّما، لكنْ، إلى حين! ** بنات الأرستقراطيّين السّاكنات في الأبراج العاجيّة، أو الحالمات بها، موجودات في مواقف حياة مُحبطة، ومحزنة وميئّسة؛ لأنّ الشّابّ الذي يعجب أيّة فتاة من هذه البيئة غير المحسودة لا يعجب أهلها! وتكون النتيجة المُرّة أنّ مَن يختارونه لها، وهي النّعجة الواجمة، والخائفة من ألّا تلحق القطار، توافق مُكرهة. ذلك الشّابّ لا تفهم هي عليه كلمة واحدة، لكنّه يحاول جاهدًا ان يُفهمها عن طريق جزدانه، وسيّارته الفارهة وقصره السّجن! فإذا سقّمت معه في رحلة الحياة، سوف لا يبقى من أمواله شيئٌ، لا الطّارف ولا التّليدُ! ** تعرّف شابّ على فتاة، وأراد أن يخطبها. لكنْ، في أحد الأيّام كانا جالسيْن تحت الكرْمة، والعنادل تغرّد على قطوفها. وكان العريس المنتظر يحدّثها عن حبّه لها، وعن المستقبل الزّاهر الّذي ينتظرهما! لكنّها، وبمحبّة غبيّة، قالت له: أنا أحبّك، لكنْ، أطلب منكَ طلبًا بسيطًا وغاليًا! فقال المتيّم بدهشة مخفيّة: اطلبي، حبيبتي، ما تشائين! فقالت: أطلب منك مائة ليرة ذهب قبل الخطبة كضمان لحبّنا، فحسّادنا كثيرون! فكّر الحِبّ مندهشًا، وقال: طلبك رخيص! فرحت العروس الحالمة، ولم تفهم قصده! لكنّه أردف قائلا: مَن قال لكِ هذا الكلام؟ الحُبّ لا يُشترى بالمال، ليشتروا لكِ عريسًا معه ليرات الذّهب! ولم تجد تلك الفتاة لا ليرات الذّهب ولا العريس! ** مَن يشكّ بعقيلته، فإنّه لم يتبْ بعد عن خطاياه الماضية وعصياناته! فالسّبب في تصرّفه المهين هو أنّه يحسِب كلّ النّاس مثله غير عالم أنّه بحاجة إلى الدّوران مائة وثمانين درجة، إذا لم يكن أكثر! فلْيفهمنّ نفسه قبل فهمه لغيره! ** المرأة الّتي تلد مولودًا واحدًا هي بطلة! فماذا نسمّي غيرها من المضحّيات واللّواتي هنّ مثال الأخوّة والأمومة الحقّة؟ لا تتكلّموا على الأمّ، ولا الفتاة، ولا المرأة كلمة واحدة! أعطوهنّ حقوقهنّ أوّلًا، وصحّحوا مسارات ظلمكم، وأخطائكم الّتي بلا حدود، ويندى لها الجبين، أيّها الشّباب والرّجال! عندها يختفي العنف، والضّير اللّاحق بالأمّ، والفتاة والمرأة. وهكذا يزدهر المجتمع، ويبسم الشّرف، وتبتسم الحياة!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق