الرئيسية
اضفنا للمفضلة
اتصل بنا
الاثنين 13.05.2024
مداخلة في ذكرى الشيخ العارف .. د سامي مكارم بقلم كميل فياض
2014-09-18 15:11:26
مداخلة في ذكرى الشيخ العارف .. د سامي مكارم
وكنت قد دُعيت للمشاركة في إحياء ذكرى الاستاذ سامي مكارم وتعذرت المشاركة لظروف العمل القاهر .. ** كلمة اقولها من الخاطر في حق العرفان واخرى في حق سامي مكارم .. اما التي في حق العرفان اقول : لنحط علما بمصطلحاتنا التي نتلفظها ونستعملها في حياتنا الثقافية عموما .. فما هو الفرق بين المعرفة والفلسفة والعرفان .؟ المعرفة هي كل ما اتصل بوعينا وذاكرتنا من معلومات عامة .. الفلسفة هي تفسير الوجود بما يخبر عنه سبب الوجود وغايته .. اما العرفان هو الصلة المباشرة بحقيقة الوجود التي هي الله ، دون وسائط .. فالعرفان هو خلاصة وجوهر جميع الاديان والفلسفات في النهاية .. واذا كان التسليم هو القبول بوجود الله ، والايمان اعتقاد وعمل لوجوده .. فان العرفان هو كشف عن هذا الوجود وتوحد معه .. لتتحول العلاقة به من علاقة بغيب ، الى علاقة بحضور .. وسامي مكارم دلت كتاباته ودل مسلكه على صلته بحضور هذا الوجود . وهنا اريد ان القي ضوءا على نقطة اساسية تعتبر اشكالية في الفهم الديني عموما لدى معظم المؤمنين .. وهي عدم التمييز بين التوحيد بمفهومه المذهبي الخاص ، الذي يتقيد ويتحدد بمجموعة من الاشخاص وبمجموعة من الازياء ومن المصطلحات والرموز والالفاظ . وبين التوحيد بمفهومه الكوني " الانوفرسالي " غير المشروط وغير المحدد على يد فئة من الناس ، بتقاليد ومصطلحات والفاظ ، و بتاريخ وجغرافيا . سامي مكارم كان عرفانيا من هذا النوع الاخير ،اي كونيا ، ومن هنا ربما لم يتخذ اللباس الديني مظهرا لعلاقته بالله ، فالصلة يحقيقة الوجود لا تستند ضرورة الى نماذج دينية واجتماعية معينة .. بل هي علاقة حرة متحررة ، ولا تقتصر رسالة العارف الى الجماعة التي ينتمي اليها عضويا اجتماعيا وسياسيا ، بل تمتد الى كل الفئات والديانات والشعوب .. وسامي مكارم وكمال جنبلاط وسواهما من عرفاء من هذا القبيل . وهذا لا يعني قطعا التقليل من عرفانية شيوخ الدين العارفين ، اذ ان اتخاذ زي ديني معين بحد ذاته لا يعني الشيء المهم هنا ايضا بالنسبة لرجل الدين العارف.
وكنت قد دُعيت للمشاركة في إحياء ذكرى الاستاذ سامي مكارم وتعذرت المشاركة لظروف العمل القاهر .. ** كلمة اقولها من الخاطر في حق العرفان واخرى في حق سامي مكارم .. اما التي في حق العرفان اقول : لنحط علما بمصطلحاتنا التي نتلفظها ونستعملها في حياتنا الثقافية عموما .. فما هو الفرق بين المعرفة والفلسفة والعرفان .؟ المعرفة هي كل ما اتصل بوعينا وذاكرتنا من معلومات عامة .. الفلسفة هي تفسير الوجود بما يخبر عنه سبب الوجود وغايته .. اما العرفان هو الصلة المباشرة بحقيقة الوجود التي هي الله ، دون وسائط .. فالعرفان هو خلاصة وجوهر جميع الاديان والفلسفات في النهاية .. واذا كان التسليم هو القبول بوجود الله ، والايمان اعتقاد وعمل لوجوده .. فان العرفان هو كشف عن هذا الوجود وتوحد معه .. لتتحول العلاقة به من علاقة بغيب ، الى علاقة بحضور .. وسامي مكارم دلت كتاباته ودل مسلكه على صلته بحضور هذا الوجود . وهنا اريد ان القي ضوءا على نقطة اساسية تعتبر اشكالية في الفهم الديني عموما لدى معظم المؤمنين .. وهي عدم التمييز بين التوحيد بمفهومه المذهبي الخاص ، الذي يتقيد ويتحدد بمجموعة من الاشخاص وبمجموعة من الازياء ومن المصطلحات والرموز والالفاظ . وبين التوحيد بمفهومه الكوني " الانوفرسالي " غير المشروط وغير المحدد على يد فئة من الناس ، بتقاليد ومصطلحات والفاظ ، و بتاريخ وجغرافيا . سامي مكارم كان عرفانيا من هذا النوع الاخير ،اي كونيا ، ومن هنا ربما لم يتخذ اللباس الديني مظهرا لعلاقته بالله ، فالصلة يحقيقة الوجود لا تستند ضرورة الى نماذج دينية واجتماعية معينة .. بل هي علاقة حرة متحررة ، ولا تقتصر رسالة العارف الى الجماعة التي ينتمي اليها عضويا اجتماعيا وسياسيا ، بل تمتد الى كل الفئات والديانات والشعوب .. وسامي مكارم وكمال جنبلاط وسواهما من عرفاء من هذا القبيل . وهذا لا يعني قطعا التقليل من عرفانية شيوخ الدين العارفين ، اذ ان اتخاذ زي ديني معين بحد ذاته لا يعني الشيء المهم هنا ايضا بالنسبة لرجل الدين العارف.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved ©
جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
