أنقذونا من النفاق الألمانيّ راضي كريني
2014-09-16 10:06:29
أنقذونا من النفاق الألمانيّ راضي كريني

تساءلت وأنا أقرأ خبرًا ورد في جريدة "هآرتس" يوم 14-9- 2014 عن المظاهرة الاحتجاجيّة وشعاراتها ضدّ العنصريّة واللاساميّة في برلين، عاصمة ألمانيا، التي اشتركت فيها المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل، حيث أطلقت الشعار: لا لكراهية اليهود بعد أبدا.
تساءلت:

1- هل كراهية غير اليهود مسموح بها في ألمانيا؟
2- هل بالمظاهرات الاحتجاجيّة وبسنّ القوانين وبالعقاب و... وبتشجيع التربية ضد العنصريّة في المؤسّسات التربويّة الألمانيّة تمنع ميركل اللاساميّة أن ترفع رأسها في ألمانيا؟
3- كيف يمكن للإنسان الألمانيّ أن يضبط أعصابه ومشاعره وأن لا يحتجّ ويستنكر و...وهو يشاهد جرائم الاحتلال الإسرائيليّ وقصفه الوحشيّ لأطفال قطاع غزّة وكلّ الناس العزّل والأبرياء فيه؟
4- كيف سيشعر الألمانيّ العاديّ والطبيعيّ ويفكّر ويعمل عندما يسمع أنّ هناك قطاعات واسعة من الشعب اليهوديّ أدانت قتل الفلسطينيّين، وأنّ هناك جنودًا يرفضون المشاركة في جريمة الحرب؟

تعهّدت ميركل في المظاهرة بأنّها ستعمل كلّ ما في وسعها من أجل محاربة اللاساميّة! وللحقيقة؛ إنّها تعمل هذا من أجل النفاق والدفاع عن حكومة إسرائيل فقط! ما الذي بذلته وتبذله ألمانيا لمنع انتشار الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة والفاشيّة في أوروبا؟! أم أن الأمر لا يعنيها؛ لأنّ الفاشيّة ليست ضدّ اليهود فقط؟! هل في دعم ألمانيا ومشاركتها في الغزوات والمخطّطات الأمريكيّة وفي نهب الثروات البتروليّة في الشرق الأوسط ستوقف المدّ الفاشيّ في أوروبا؟

ما رأي ميركل في انتهاك إسرائيل لقوانين حقوق الإنسان الدوليّة؟

الاشمئزاز واستنكار جرائم "داعش" وجبهة النصرة وغيرها من الحركات المتوحّشة، لا يعفي ألمانيا من مسؤوليّة اتخاذ خطوات رادعة ضدّ حكومات خالقي هذه الحركات ومموّليها ومدرّبيها ومهرّبيها ومشجّعيها و... إذا أرادت حقّا محاربة العنصريّة!

أين ألمانيا من القانون الدوليّ لحقوق الإنسان؛ الذي يحدّد أنّ على الدولة تقع مسؤوليّة الدفاع عن حقوق مواطنيها وحريّاتهم الأساسيّة في مجالات الحياة المدنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة،كما عليها أن تحارب العنصريّة بكلّ أشكالها وأن تدافع بفعاليّة ضدّ العبارات العنصريّة في المجتمع؟

هل سألت ميركل (مجرّد سؤال) بيبي نتنياهو: لماذا لا تطبّق حكومته قوانين حقوق الإنسان على أبناء الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة المواطنين في دولة إسرائيل؟ ألا يحمي القانون الدوليّ الأقليّات الدينيّة والإثنية والقوميّة من العنف ومن التحريض ضدّها أو ضدّ أفراد منها.

ألم تسمع ميركل عن تعامل حكومات إسرائيل مع مواطني الدولة العرب؛ الأقليّة القوميّة الفلسطينيّة؟ ألم تسمع بتحريض وزير خارجيّة إسرائيل ضدّنا وبدعوته لمقاطعتنا وعزلنا وإفقارنا و...، وبمطالبته بنقل جزء كبير منّا إلى خارج حدود إسرائيل؟

ألم تسمع بالتحريض المؤسّساتيّ الدمويّ ضدّ ممثلينا في البرلمان الإسرائيليّ؟ ألم تسمع ميركل عن القانون الدوليّ الذي يعطي الأقليّة الحقّ في الحفاظ وفي تطوير هويّتها الجماعيّة؟
أين نحن من هذا الحقّ الشرعيّ والعادل؟!
لم يكن لينتهي الحكم العنصريّ في جنوب أفريقيا في سنة 1990 لولا المقاومة الداخليّة الحادّة التي ساندتها سياسة الشجب والعزل والمقاطعة الدوليّة و"رعتها" وشجّعتها.

في الماضي،لم ينفع نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا سنّ القوانين العنصريّة وكثرتها، كما لم تنقذه سياسة القبضة الحديديّة ولم ينقذه تضامن ونفاق ودفاع مصّاصي دم الشعوب من السقوط. كذلك لن تنقذ ميركل حكومة إسرائيل ولن تساعد شعبيّ البلاد في نفاقها للصهيونيّة وفي تكفيرها عن الذنوب والجرائم النازيّة!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق