حكومة إسرائيل هي التهديد بقلم راضي كريني
2014-08-12 13:49:49

الهدف الرئيسيّ للقيادة السياسيّة في أي دولة هو صيانة وتأمين الأمن القوميّ للمواطنين (كافة المواطنين) والدفاع عن وجودهم وكيانهم وعن أمّتهم ومصالحهم الضروريّة... ومسؤوليتها الأولى والأهمّ لأيّ حكومة هي تأمين الشعور بالسلام والأمن القوميّ لمواطني دولتها أمام التهديدات الماديّة والجسديّة والسياسيّة لهم.
نعترف أنّ سلام وأمن المواطنين في دولة إسرائيل يتعرّضان لتهديدات خطيرة، وأن سيادة وسلامة أراضيها تتعرّض لتهديدات خطيرة وجديّة، كما أنّنا نعترف أنّ هناك تهديدًا جديّا على حياة مواطنيها ومصالحهم الحقيقيّة وعلى هويّتهم القوميّة وعلى كيانهم الوطنيّ والقوميّ، ونعترف ونعرف أنّ هناك تهديدات على الشعب الإسرائيليّ من ... مِن مَن؟! 
الأمن القوميّ للدولة هو مشكلة اجتماعيّة بالأساس، ولا يقتصر حمايته والدفاع عنه عسكريّا، ولا بامتلاك السلاح الفتّاك والسلاح النوويّ، والجيش القويّ والشجاع والمتدرّب و...
حاولَت وتحاول القيادة السياسيّة اليمينيّة المتطرّفة المسيطرة على زمام الحكم في إسرائيل أن تغيّر من مفهوم الأمن القوميّ، ليحلو لها تعريف وتشخيص التهديد الاستراتيجيّ لوجود الدولة. يحاول بيبي نتنياهو رئيس حكومة اليمين المتطرّف أن يصمّم خوفًا خاصّا من التهديد الأمني ليكسب شعبيّة في استطلاعات الرأي وأصواتا في الانتخابات المستقبليّة.
كيف يحدّد بيبي نتنياهو التهديد الاستراتيجيّ لدولة إسرائيل؟
أعتقد انّ بيبي نتنياهو يزيّف البيئة الإستراتيجيّة لدولة إسرائيل، ويريد أن ينظر الإسرائيليّ إلى الأمن القوميّ من خلال عدسته الفكريّة والثقافيّة، فهو عندما يفكّر في دولة إسرائيل لا يفكّر بالعمّال والفقراء ولا بسكّان تل أبيب وحيفا ولا حتّى في قيسارية، حيث يمتلك "فيلا"؛ بل بالمستوطنين على الأراضي الفلسطينيّة وبدعاة الاستيطان وتكريس الاحتلال والاضطهاد القوميّ، وبأصحاب رؤوس الأموال/ وحوش الاستغلال الطبقيّ... لا يتورّع بيبي نتنياهو عن الكذب الخلاّق في تحديد التهديدات الإستراتيجيّة المهدّدة للوجود الإسرائيليّ، إنّه يفرض أفكاره وأيديولوجيّته ورغباته على تعريف التهديد القوميّ؛ فتارة يركّز على البرنامج النوّوي الإيراني، وتارة على الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة الإسرائيليّة، وتارة على برامج منظّمة التحرير الفلسطينيّة السياسيّة والتعليميّة و...، وتارة على سوريا وحزب الله و...، وتارة على صواريخ المقاومة الفلسطينيّة، وتارة على القرارات والهيئات  الدوليّة... واليوم أصبح القانون الدولي ووثيقة جنيف الرابعة قضيّة أمنيّة وتهديدًا استراتيجيّا لأمن إسرائيل! لذا، سيسحب بيبي الاستشارة القانونيّة في القانون الدوليّ مِن يد المستشار القضائيّ للحكومة ويسلّمها لمجلس الأمن القومي!
بدأت عصابة بيبي نتنياهو بالردح وبالصراخ بأنّها لن تقبل بلجنة تحقيق دوليّة برئاسة البروفيسور وليام شافيز، الكنديّ، الخبير بالقانون الدوليّ وبحقوق الإنسان، ورئيس الجمعيّة العالميّة للباحثين في الكارثة والمحرقة؛ لأنّه تساءل في الماضي: لماذا نحاكم عمر البشير على الجرائم التي ارتكبها في دارفور، ولا نحاكم رئيس حكومة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبها (ويرتكبها) في فلسطين؟!
تمنّى البروفيسور وليام شافيز أن يرى  بيبي نتنياهو في المحكمة الدوليّة في هاج. ونحن نتمنّى أن يسمع العالم  ماذا سيقول بيبي في ردّه على اتّهام حكومات إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان والقانون الإنسانيّ الدوليّ المستمرّ والمنتظم والجسيم في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة ... كما نتمنّى أن تضغط القيادات العربيّة، وبشكل خاص الفلسطينيّة، مِن أجل توفير حماية دوليّة للشعب الفلسطينيّ، ووضع حدّ للدمار والقتل و... ريثما يتمّ تحديد مصيره واستقلاله وينشئ دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس إلى جانب دولة إسرائيل وفقًا لقرارات الأمم المتحدة.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق