سؤال ورد جواب .
هل تجوز مشاهدة للأفلام الإباحية ؟ بقلم رياض حمزة
بعد التوكُل , إسمَحْ ليَ أخي القارئ أن أتطرق الى هذا السؤال الذي طُرحَ علي مِن قبل أحد معارفي مؤخراً , والذي أخبرني أنه يسأل هذا لأنه سمع أحد اصدقائه المتزوجين يقول ان مشاهدة مثل هذه الأفلام مقبول لأنه يساعد على جعل الحياة الزوجية اسعد وأفضل .
أستميحَكُم عذراً سلفاً , فأنا لستُ مُفتياً في شؤون الدين , ولكنهما السليقة والمعرفة هما اللتانِ جعلتانِي أنظر اليه شزراً , ودون تفكير أجيب , طبعاً لا .
قال : ولماذا ؟
اجتهدت وأعملتُ بنات افكاري ثم قلت : لا تجوز مشاهدة الافلام وصور الخلاعة الإباحية سواءً كان المشاهد لها متزوجاً أم أعزبَ , وسواءَ شاهدها كلٌ من الزوجين بمفرده أو شاهداها معاً .
الأسباب لهذا المنع كثيرة , وأهمها , إن هذه الأفلام وهذه الصور تَنْقُض العهد المكتوب والموثق بين الخالق والمخلوق , الذي يأمرنا مِن خلاله العفة والطهارة وصون الفرج والعرض , والمحافظة على النمط والصورة التي أتاح لنا الخالق ممارستهما في علاقاتنا الأسرية , مِن خلال حياتنا اليومية الطبيعية . هذا ولم يعد اليوم خافياً على الواعين في مُجتمعنا التوحيدي أن هذه الصور وهذه الأفلام هي من أخطر الوسائل الشيطانية التي تستخدمها القوى التي لا تؤمِن بالله وباليوم الآخر , لهدف إفساد أخلاق ابنائنا والإيقاع بهم مواقع الخطاء , ومنها الى الكفر بشرائع الله , عز وعلا , عن طريق تَسَيُّبهم , شباباً وفتيات , برؤيتهم ما يرونهُ , بغية الايقاع بهم في شِراك الشيطان , لصدهم عن انتهاج سبيل الخير والصلاح والرقي والإصلاح , وإلهائهم عن اكتساب المُفيد من العلوم والآداب والفنون المختلفة , التي تعود عليهم وعلى ذويهم وطوائفهم وأوطانهم بالازدهار والخير والفلاح , وإبعادهم عن طريق الله والتقرُّب منه والعمل بتواصيهِ , والانتهاء عما نهانا مِن نواهيه .
ان نشر مثل هذه الأفلام القذرة المبيحة للخسةِ والانفلات والانحلال بين الناس , والإقبال عليها مِن قِبل البعض , ما هي إلا محاولات تهدف الى محاصرة عقول الأمم والشعوب بحصار الجهل المُدقع ، والدفع بهذه العقول الى حيوانية الشهوة ونهج نهجها , ( مِن افظع مما يجري ويحدث أن بعض المشاهدين لهذه الأفلام , مِن غير المتزوجين , فتيان وفتيات , راحوا يتمثلون بما تعرضهُ هذه الأفلام ويطبقونهُ على ارض الواقع , فوقعوا في الخطاء والمحظور والمنبوذ , دينياً واجتماعياً , على حدٍ سواء ) وإبعادها عن سُنن الله وشرائعهِ والأديان السماوية , ومنعهم من اللحاق بركب الحضارة والعلم .
خلاصة الحديث , ما مِن شك في أن هذه الافلام الساقطة وتلك الصور الهابطة , تفعل فعل الساحر على المسحور , ونهايةً , تصل بمشاهدها حد الادمان , ومنهُ الى الانحطاط الخُلُقي حتى الدرك الأسفل مِن السلوكِ , في البيت والعمل , وتُصيب بالسوء السيرة الحميدة لمشاهدها ومَن لف لفهُ , وتجرهم الى مستنقعات الرذيلة والفساد الخُلُقي والاجتماعي , من خلال ما يُقتنى أو يُنشر منها , على الفضائيات التي باتت منتشرة في هذه الأيام بغير حساب , وعن طريق شبكة الانترنيت , خاصة ان هذه الوسائلُ متوفرة للكبير وللصغير عن طريق الحواسيب والهواتف النقالة والجوالة , وأن هذه الأفلام مُصنَّعة بطرق شتى , وعلى حالاتٍ وأوضاعٍ غير ما عهِدَهُ ويعهده بني البشر من أوضاعٍ طبيعيّةٍ للممارسات الأسرية , ونعوذ بالله مما يراه المشاهد بها ومِن خلالها , ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الأخوة والأخوات , خاصة الفتيان منكُم والفتيّات , ابتعدوا أثابكُم الله وسدد خُطاكُم , عن هذه المُغرِضات والموبقات الفاسدة والمُفسدة لعقولكم المُستنيرة النيّرة , واسلكوا مسالك العلم والهُدى والإيمان , واتقوا الله في افعالِكُمُ وأعمالِكُم وحياتِكمُ , واعملوا على مرضاتهِ في السرِ والجهر والعلنِ , طوعاً دون ارغامٍ , حباً بهِ وتقرباً منهُ , وليس خوفاً مِن غضبهِ وسطوتهِ وبطشهِ , أو تَزلّفاً لهُ .
إن الله رءوفا رحيما يُحب التوابين والمُتقين .
هدانا الله وإياكم الى سراطهِ المستقيم .