اذكرك يا فتاة
حين لامست صهوة الخيل مساحات صدرك
اذكرك في الميادين والساحات
في البيوت في النعوش
في جمر القبلات
هناك حيث للذاكرة وجع يمهل انات القصيدة
اعتذر منك يا فتاة
ذاكرتي خانتني مرة
ربما تعيد الكرة
وربما اغاظتك المريمات ..
قالوا عني شاعرة
واتهموني بانني اكتب
بلا قواف وبلا اوزان
قالوا ..كيف تصاحبين الملكة ؟؟
فانت لا تملكين غير ارغفة خبز
تشاطرين بها المكان
لا تملكين الا شهادة واحدة
ليس لك الا اله واحد
لم يغير تلك الحقيقة يوما !!
قالوا اشياء كثيرة
نفضت قصائدي بعيدا
فانا لم اعد احتاج تلك الاوراق..
لي ارغفة خبز اشبعت جياع
ولي شهادة اغاثت ضياع
لي امي ولي ابي
لي مسجد يقطن بجوارنا
ولي كنيستي
املك اشياء كثيرة
لا احتاجك يا فتاة
ولا احتاج ان اكتب عنك..
ذاكرتي خانتني
خانتني مرة اخرى
فانا ...انا المح نزفك في كاس النبيذ المعتق
ارى صورا واحداث
ارى رمادهم في نيران الحطب
اشتمك برائحة الخبز المحترق
اتذوق شفاهك بكل منقوشة زعتر
اشعرك في صمتي
في كل غروب
في قبلات المراهقين
وقطرات عرق السائحين
اشعرك في الامكنة مكانا
اذكر كل شيء عنك
انت يا فتاة ما زلت هنا
ما زلت في اوردة القصائد المرمية
هنا تغتصبي الشرايين...
الا تسمعين ؟؟
انت تعيدين الكرة
تفعلين تماما كما فعلوا بك
تقتحمين كل الامكنة وتستولين على اشيائي
اعتذر ..هذه المرة اعتذر
ليس بامكاني رمي الارغفة
ولا الزعتر ولا القبلات
انهم على حق
انهم على حق يا فتاة فانت الملكة
وانا انا الشعب المقتات
انا الشعب الذي كنت رمادا
وكنت ارملة واكفان
زيتونة مالت على صدر التراب
وصهيلا في افواه الامهات قد غاب
انت في الروح يا فتاة
لن نرميك كما فعلوا
ولن نتسلل سريرك الابيض الحريري
قالوا عني شاعرة
فساكتبك في الذاكرة
انت الذاكرة
وان نعتوني باشياء ..ساقول
انها الملكة
اتسمعين ...اتسمعين ؟؟
انت الامكنة والاشياء
انت الحبيب والحبيبة
انت الفتاة الوطن الام
انت الملكة الصغيرة
انت الاميرة
صغيرتنا
حبيبتنا فلسطين