من جيل إلى جيل والله يُسْتُر !!! بقلم د.نجيب صعب – أبو سنان
2014-06-24 21:20:14

من جيل إلى جيل والله يُسْتُر !!! بقلم د.نجيب صعب – أبو سنان
   نعم من جيل إلى جيل والله يستر !!!  هذه العبارة الواضحة كنور الشمس لها الكثير من المعاني في الإيجابيات والسلبيات من حيث نهج الإنسان على مر الأجيال ومن جيل إلى جيل , كيف تصرّف السالفون , وما تركوا وراءهم على مر هذه الأجيال من عِبَر وحِكَم , قسم منها برز وبقي لنا ولمن سبقونا وقد يجوز أيضاً لمن يأتون بعدنا , وقسم آخر رسخ في نفوس السالفين وأعطوا الأمثلة ونتائج العلاجات الاجتماعية وخاصةً تلك التي تتصف بالأخلاقيات والتي بدون أدنى شك حافظت على العادات والتقاليد والأنظمة الاجتماعية , والآداب الاجتماعية التي طرقت معظم أبواب المعيشة بدءاً من البيت إلى الأسرة والمحيط القريب ومن ثم إلى المحيط البعيد , كل هذا في ظل ترسيخ العادات والتقاليد التي نشأ عليها الآباء والأجداد ومَن قبل الآباء والأجداد حيث الاحترام المتبادل , وآداب الحياة بمختلف دروبها هي عنوان الأغلبية الساحقة منهم .
  هذه الأنظمة وتلك الأطر والآداب الاجتماعية كان لها على مر العصور والأجيال الفضل الكبير في تماسك الأسرة الواحدة , العائلة الواحدة , والضاحية وربما القرية بكاملها على اختلاف أطيافها وطوائفها , وخيّم عليها بدون شك النمط الاجتماعي الذي يحترم الجميع كل في منزلته من الجنسين .
   وأخص في هذه العبارات أخي القارئ أختي القارئة مختلف النواحي الاجتماعية , مثل آداب الكلام , وآداب الطعام ,آداب الاستماع , آداب الجلوس , احترام الغير وخاصةً رجال الدين ومن مختلف النواحي والديانات ’ احترام من هم أكبر سناً , الحفاظ على حرمة البيت, إكرام الوالدين , مراعاة واحترام الجار ولو جار , الكرامات من نواهي الديانات , الأنظمة والأنماط العائلية في الحياة اليومية,  صدق اللسان وحفظ الإخوان , صيانة الصديق والحفاظ على الصداقة وعمق معناها , النظرة الايجابية للإخوة والأهل , النوايا الطيبة وما لا تقبله لنفسك لا ترضى  به لغيرك والقائمة طويلة وطويلة جداً من السمات والخمائل كادت تتطاير وتختفي بفعل التطور الجائر والذي يُضرب بها جميعاً عرض الحائط .
   وأن يتقدم المرء وينجز ما يوّد ويرغب انجازه أمرٌ يدعو إلى الارتياح والتقبل والرضى, إما أن يحقق ذلك في ظل طمس عاداته وتقاليده وكثيرة من التي ذكرتها قبل قليل أمر لا يرضي ولا يمكن أن يتقبله العقل السليم والإنسان المؤمن بحق وحقيقة .
   وأن تسجل انجازاً تلو الآخر , وتبنى لك كثيراً من الطموحات وربما نحققها بطرق إنسانية , بدروب العمل والكد والجد في إطار الحفاظ على ما رسمه الأجداد والسالفون من روابط اجتماعية , قرابة صداقة حقيقية أمانة وإخلاص فهذا أمر جداً محمود .
   وإذا أمعنا النظر نرى في غالب الأحيان ان لم يكن في جميعها نشعر أنَّ التكنولوجيا الحديثة آخذة في التغلغل في بيوتنا يوماً بعد يوم , وأفراد العائلة تقريباً في جميع العائلات يستبدلون كثيراً من الأنماط التي نما وترعرع عليها الآباء والأجداد والسالفون على مر العصور, نعم تستبدل هذه الأيام بأنماط , هذه الأنماط تعمل بشكل دقيق دون أن يشعر بها المرء على تفكيك وحدة وترابط الأسرة ,
تعمل على عدم الاكتراث بالعادات الأصيلة التي سبق وذكرت , وربما تجرد البعض من أصولياتهم
لأنّ الفيسبوك , ومختلف أشكال الاختراعات الحديثة تدعم هذه التصرفات وتعبث عن قصد أو عن غير قصد بما بنته الأمم من ترابط اجتماعي وتعاضد إنساني ونخوة شعبية , واحترام متبادل حتى بين الإخوة , في داخل البيت , وقد تعمل أيضا الرسائل الهاتفية  sms المتواصلة على تدمير الكثير من العائلات , وربما خرابها كلياً "ومعظم أفراد المجتمع يعرفون ذلك "  وبفضل هذه الأدوات التي يمكن استعمالها واستغلالها وتسخيرها لتقدم الأسرة وليس لدمارها لتعميق المحبة والتآخي بين الأفراد وليس العكس , وكذلك يمكن استعمالها في بناء المجتمع ابتداءاً من البيت والأسرة في معادلة ايجابية واقعية وهي :
 " الحفاظ على الجذور والقيم وتدعيمها بالتكنولوجيا الحديثة بشكل يليق بالإنسان كانسان , نعم بشكل يحفظ الإنسان وأخيه الإنسان " وليس بالتصرفات المكتسبة وتسخيرها في طرق غير مقبولة بعيدة عن آراء الأهل والأقارب , بعيدة كل البعد عن الموضوعيات والأخلاقيات لأنَّ في ذلك تفكك للمجتمع والأسرة وانصهار واندثار للعادات والتقاليد إن لم تستغل هذه المستجدات في بناء الفرد والأسرة والتي بدأ الإنسان في الوقوف مستغرباً لما يحدث حتى في داره , نعم واقفاً لا حول له ولا قوة حتى مع اقرب المقربين إليه أليس هذا غير مقبول ؟
فرفقاً بالمجتمع الذي أصبحت فيه العادات والإنسانيات تقريباً تنعي نفسها بنفسها وقد تشيّع نفسها لوحدها دون مشارك والغالبية الساحقة تقف مكتوفة الأيدي دون حراك وحتى دون القدرة على التأثير , وعليه أدعو كل صاحب ضمير حي , وكل من تعز عليه آدابه الاجتماعية ’ وعاداته التي ورثها ونشأ عليها , وكل من تهمه نفسه , وكل من يغير على احترامه واحترام الغير وكذلك كل الذين يتمتعون بهذه الأدوات أن تعملوا جاهدين وبكل ما لديكم من القدرة والانضباط على استغلال التكنولوجيا الحديثة لمصلحة الإنسان كإنسان أياً كان هذا الإنسان , لأنّ في ذلك رفق بالأجيال القادمة وصيانة للنسيج الاجتماعي وآدابه التي لكل منا فيها حصة معينة, آملا أن تلقى هذه العبارات آذاناً صاغية بقدر الإمكان للحفاظ ولصيانة ما تبقى منها من جيل إلى جيل والله يُسْتُر !!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق