إلغاء التُّهم عن مشايخ الدين والشام تبقى في القلب.
بقلم زايد خنيفس

دخل الشيوخ المتهمون، قاعة محكمة الناصرة العليا وهم مرفوعو الرأس، وكانت عمامتهم البيضاء أنصع من ثلج جبل الشيخ وأعلى من قمته، لكنهم في المشاعر والقلب والإيمان، يعرفون قيمة التواضع، فلا أحد أكبر من الحق ودخول الشيوخ من المدخل الكبير وخلفهم أعلام ملوّنة بخمسة ألوان، فلم يتبقَ لهؤلاء، إلا سند الخمسة والله في معاليه.
سمع الشيوخ من القاضي اتفاقًا وصفقة، يتم فيها إلغاء التهم وشطب الإدانة تحت شرط عدم زيارة سوريا لمدة سنة، إلا بإذن من السلطات، ليسدل الستار عن قضية بدأت ولم تنتهِ، إلا بإكمال التواصل مع الاهل، في سطور الإنسانية والقوانين الدولية، التي تسمح بلقاء الأهل وأُسدِلَ السّتار وكان قرار القاضي سياسيًا بحتًا وليس قضائيًا، لأن مجمل القضية هو سياسي.
بِيض عمائمهم والحق بجانبهم وفي ضمائرهم وفي شرايين دمهم، يعرفون قيمة التواصل بعد فراق السنين، انتهت القضية، لكنها في الواقع جاءت لتثبت، بأن التكاثف والوحدة وأحرف التوحيد في هذه القضية، كانت الطريق لإنهاء هذا الموضوع، فلولا أصرار لجنتي التواصل على مواقفهم واقناع الرئاسة الروحية والقيادة السياسية بصدق مواقفهم ومَنْع رئيس الدولة من تقديم المعايدة في زيارة النبي شعيب عليه السلام وتوقيع الآلاف على بيانات المعارضة للمحاكمات وهذا التضافر أثمر عن إلغاء التهم، لتكون العبرة بأن في الاتحاد قوة.
اسدل الستار عن قضية مشايخ الدين لكن الشام تبقى في القلب لان في جبل العرب اهل ومقدسات والنفس والروح واحدة ولا شريط حدودي ولا معبر يفصلنا  والحكمة والعبرة تتلخص في بقاء الخيوط متينة مع الدولة وعدم قطعها والحكمة ان تكون للطائفة قيادة نحترمها ونجلها من اجل مواقف الظلم والخروج منها سالمين
لقد انتصرت الحكمة في نهاية القضية لان الاستعانة في" الحكمة"
ونصوصها وجواهرها ابقت الخيوط والبناء كامل .