الى من يهمه الأمر بقلم: د.نجيب صعب – ابو سنان
2014-05-22 08:59:32

في هذه العجالة أود أن أتطرق إلى عدد من الأمور التي نعيشها, متفشية, متأصلة, عميقة في داخلنا , طبعاً ليس عند الجميع حيث تؤخذ بعض الاستثناءات في هذه الصدر .
    والأمور التي نحن بصددها كثيرة ولا يمكن حصرها, إلا إني اختار بعضاً منها علّ ذلك يُساهم في تعديل الأوضاع الشخصية والذاتية عن طريق المضاعفات الايجابية في الحياة الاجتماعية داخل المجتمع الواحد لأنه في ذلك برأيي أمكانيه التوجه نحو الأفضل .
    فعلى سبيل المثال كثيرون يعيشون حياتهم في الوهم الدائم رغم برهان الأيام لهم على إنهم يعيشون في وهم إلا إنهم لا يفقهون ذلك , وتراهم يغوصون في وهمهم وربما يصدّقون هذا الوهم لأنهم في كثير من الأمور لا يدركون إنهم يعيشون في أوهام ويفكرون إنهم عكس ذلك , حتى إن تجاربهم في الماضي وربما في الحاضر أيضاً لم تثنيهم عن عنادهم في وهمهم الوهمي .
    فالعيش في الأوهام مرض لعين , وعدم معالجته ألْعَن , وبقاؤه في نفس الإنسان الالْعَن , فلماذا أيها الإنسان تغش نفسك في هذه الأوهام علماً بأنك لو صادقت نفسك وصارحتها لما تابعت هذا الطريق , وقد يجوز أن تعالج ذلك بنفسك دون الحاجة إلى مختص نفساني يهديك إلى الصواب .
    فإلى هذه المجموعة أو الشريحة في المجتمع أقول: الأوهام تضيعّ صاحبها من ولو اقتنع بنفسه أنه على يقين حسب رأيه يعمل حتى لو أنه فشل فشلاً تلوَ الأخر ويدعي العكس , وكذلك لو توهم هذا المرء آو ذاك بأنه مَلَك الدنيا , أو إنه حط من قيمه فلان أو علان وأنّ أحداً لا يدري به على حد رأيه فهذا الوهم بعينه, فعليه يترتب الحذر واليقظة في كل ما ذكر لما فيه معلمة المرء نفسه أولا ومصلحة من حوله ثانياً ومحيطه ثالثاً .
    وكذلك نرى ونلاحظ عن كثب أن كثيرين يلجأون إلى طريق خبيث ولئيم , حيث  إنهم يتوددون من البعض من قريبين وبعيدين بغية معرفه إسرارهم , ويقصدون ذلك بطرق غير نظيفة , إما للحط من قيمتهم أو للإساءة لهم أو الوشاية الخ..... فلا حَصْر للأهداف غير النظيفة في هذا الإطار .
    وعليه أود هنا أن ألفت أنظار الأفراد الذين بحسن نية , وبطيب قلب , وبنوايا طيبه يبوحون بإسرار معينه لنفر معين يقصد ما يقصد مما ذكر , واليهم أقول وأصارحهم : لا تعط سرك لطالبة فالذي يطلب السر مذيع لهذا السر وقد يبوح به ولا يبقي سراً على احد !!!.
    وفي هذا السياق أورد ظاهرة أخرى حول " ظلم النفس " , فالمجتمع أيها الإنسان المدرك , الواعي والناظر بموضوعية  للأمور وأحوالها ومعانيها يجب أن تحذر في حياتك وتَميزّ بين إنسانٍ وأخر حيث أن المجتمع يزخر بالطيبين وبغير الطيبين, وكذلك يحتضن في ثناياه العديد من أنواع الرجال والنساء , الشباب والشابات , منهم من يدرك ويعي ويحترم الآخرين بموجب الانظمه والأنماط الاجتماعية والعائلية والثقافية والحياتية التي نشأ عليها منذ نعومة أظفاره, ومنهم يتصرف غير ذلك , فمنهم لا يحترم الآخرين وربما يهزأ بهم وهو ليس في مستواهم , وقد يعتبر هذا النفر من الناس انه الوحيد الذي يعلم ما يعمل ويتبين فيما بعد انه هو الوحيد الذي لا يعلم ما يعمل , ولا يعرف وللآسف انه لا يعلم رغم اقتناعه بأنه يعلم , فهؤلا مصائب على المجتمع ويجب معالجه الأمر بسرعة فائقة قبل فوات الأوان .
    وعليه يعتبر الإنسان الذي يتواضع أمام من لا يحترمه أظلم الظالمين لنفسه هو بالذات , فحذار ثم حذار تغذيه هذه الظاهرة ويترتب على المجتمع في مثل هذه الظاهر التصدي لها ومعالجتها والتمشي  بموجب الأمور التي يمكنها  وضع حد لمثل هذا التصرف .
    والظواهر عزيزي القارئ عزيزتي القارئة كثيرة , متعددة ولا حصر لها , وعلى كل منا أخذ خطورتها بعين الاعتبار للحفاظ على نسيج المجتمع وصيانته , وكذلك بذل المستطاع في هذا المضمار حرصاً على تعاضد وتماسك شرائح المجتمع والحفاظ على ثقافة واحترام كل فئة مهما كانت هذه الفئة بعاداتها وتقاليدها وانتماءاتها المختلفة .
    كلي أمل أن الأمور المذكورة تأخذ حدها بشكل ايجابي لما فيها صالح المجتمع كي لا ينطبق قول الشاعر في هذين البيتين على الأفراد والمجموعات في صفوف المجتمع في نواحي حياتنا أليوميه وهذان البيتان هما :

لقد سمعت لو ناديت حياً    ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارٍ نفخت بها أضاءَت     ولكن أنت تنفخ في رماد

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق