66 عامًا..! بقلم مطانس فرح
2014-05-03 10:02:18
66 عامًا..! بقلم مطانس فرح
يُحتفل بـ"عيد الاستقلال"، سنويّـًا، في الخامس من شهر أيّار (حسَب التّقويم العبريّ)، ليذكّرنا هذا التّاريخ بإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويسبق هذا العيد يوم ذكرى شهداء حروب إسرائيل ومعاركها، حيث يُكرّس لإحياء ذكرى كلّ مَن ضحّى بحياته من أجل استقلال دولة إسرائيل، وخلال "الكفاح المتواصل" من أجل الحفاظ على وجودها. إنّ الهدف من هذا التّقارب الزّمنيّ بين "عيد الاستقلال" ويوم إحياء ذكرى شهداء حروب إسرائيل ومعاركها؛ هو التّذكير بالثّمن الباهظ الّذي تمّ دفعه مقابل استقلال الدّولة. في هذا اليوم يتذكّر "شعب إسرائيل" دينه للضّحايا، ويعبّر عن امتنانه الأبديّ لأبنائه وبناته، الّذين ضحّوا بحياتهم خلال الكفاح من أجل استقلال إسرائيل، واستمرار بقائها.. ونحن ندفع، يوميّـًا، ثمن بقائنا في وطننا!
فليلة الاثنين القادم، ستُعلن المفرقعات الملوِّنة الّتي ستضيء سماء البلاد، بمصاحبة صخب الموسيقى العبريّة والأجنبيّة، وصداها المنتشر في الأرجاء، بدْءَ احتفالات الشّعب اليهوديّ باستقلال دولته؛ لتذكّرنا، مجدّدًا، بمرور 66 عامًا على نكبة شعبنا الفِلَسطينيّ. 66 عامًا مضت على تشريد شعبنا وتهجيره وتقسيمه؛ 66 عامًا مضت على شعب بلا وطن ولا مأوًى؛ 66 عامًا مضت على شعب يحمل معه مفتاح الأمل، أمل العودة؛ 66 عامًا مضت على شعب يحلم بنيل حرّيّته والعيش بكرامة فوق أرضه، وفي وطنه فِلَسطين.. 66 عامًا مضت، وما زالت النّكبة مستمرّة!
66 عامًا مضت، وما زال شعبنا الفِلَسطينيّ يرزح تحت نِير الاحتلال وموبقاته.. عمليّات التّنكيل وتضييق الخناق مستمرّة، هدم البيوت مستمرّ، سياسة التّرهيب والتّهديد مستمرّة، اغتصاب الأراضي ومصادرتها مستمرّان، ومخطّطات نزع شرعيّة وجودنا في وطننا مستمرّة، و..، و.. 66 عامًا مضت على نكبة لم يسلم منها البشر ولا الشّجر ولا الحجر..
بعد مُضيّ 66 عامًا، وبدل أن نتّحد في وجه الاعتداءات المتكرّرة والتّطاولات والتّهديدات والتّفرقة والعنصريّة – المَقصودة والمَرصودة – الهادفة إلى تحقيرنا وإهانتنا وإرهابنا وترحيلنا من جديد..! وكأنّنا في وطننا، وفوق أرضنا علينا أن نستمرّ بـ"دفع الثّمن"؛ ثمن بقائنا وحفاظنا على أراضينا وأملاكنا ومقدّساتنا وأوقافنا.. تعمل شِرْذِمة من أبناء مجتمعنا، المتخلّفين المأجورين الأغبياء المنتفعين، على تفريقنا وتقسيمنا وانصهارنا، مستخدمين سياسة الاحتلال، من تفرقة وتقسيم وتشتيت؛ فيفاخرون بأنّهم مسيحيّون مثلًا، أو مسلمون، ويروّجون للخدمة العسكريّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اعتقادًا منهم أنّ قدْرهم ومستواهم سيعلوان، بينما في الواقع، بالكاد يُصنّفهم الجميع في الدّرجة (ز)..!
لذا، وفي ظلّ الاعتداءات العنصريّة الفاشيّة اللّا-أخلاقيّة، علينا أن نقف معًا، وقفةً جادّة، وقفة رجل واحد، عَلمانيّين، مسيحيّين ومسلمين، في وجه أدنى أنواع العنصريّة والحقارة والوقاحة والسّفاهة والانحطاط الخلقيّ والتّربويّ والثّقافيّ والمجتمعيّ، الّذي بات متغلغلًا داخل المجتمع اليهوديّ في هذه البلاد. فحتّامَ يمكننا السّكوت على مثل هذه التّطاولات والسّفاهات والإهانات، وعدم الدّفاع عن كرامتنا في هذه البلاد، عن كرامة البشر وتاريخ الحجر، إن بقي معنًى للكرامة لدينا فيها.
نحن عرب يا جِحاش..! يكفيكم التّفكير من منظار مسيحيّ/إسلاميّ طائفيّ عنصريّ ضيّق، يخدم السّلطات الإسرائيليّة. فكّروا 66 مرّة وأكثر، قبل أن تسوّل لكم أنفسكم الخدمة العسكريّة في جيش الاحتلال، أو الاحتفال في أحضان ابنة الـ66.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق