حين تكون ملاحقتك هلاكًا / بقلم: دنيا نعراني
2014-04-08 10:00:20
تغربت عن موطني وشرعت إليك كالمجنون، أسابق الزمن كي أتغلب على مأزق القدر، تبعتك كي لا يفوتني مشهد حبي الأول والأخير، ولملمت حقائبي مسرعا، وارتديتها على كتفي، وبدأت مسيرتي العشقية، بينما أعد خطواتي نحو هدف الرحيل الى مملكة عينيك سيدتي، مُتّجهًا إلى أقرب قطار شوقي ليوصلني إليك... وأخيرا أيقلني وتوقفت خلف جدران ملاحقة رائحتك، وهلكت أنفاسي من المتابعة المستمرة وأصيب قلبي بالهذيان... 
كنت أجهل أن ملاحقتك هلاكًا، لكنّي أشهد أنك أروع ملاك أنزله على الارض رب السماوات... فرُحت أبحث عنك كالفقيدة في فنادق حنيني... وفي محطات أنيني... بحثت عنك بين زحام الناس، وبين وجوه العائدين والمغتربين، فغطّت السماء فجأة بستارة وعامت بسحابة كصحراء مخيفة ومعتمة، فأصبت بمرض الجهل واحترت بين الصباح من المساء، والشروق والمغيب... فأغمضت عينيّ قليلا، لأعيدك إلى الوراء، لأسترجعك بقربي لدقائق، لأطفئ نيران غليلي، وأسقي نبته حنيني، لعلّي أجدك تمرين صدفة في أزقة مخيلتي. 
طعنتني مشاهد الذكريات الموحشة، فسمعت فجأة صوتك أخذ يناديني، فأعدت مرة أخرى الروح للجسد وأصابني ارتجاف كلّي، ورفعت كل حواجز حواسي، والتفت حولي بلهفة، والخوف يخترق مشاعري المشتعلة نحوك... لعلي أحلم على أرض الواقع، لعل دعواتي استُجيبَت أخيرا... لعلك تآمرت عليّ، وحرضتي أشواقي ضدي، كي تمتحنيني أو لعلي سأجدك تنتظريني كالقنبلة اليدوية، حين ألمسك تتفجرين حنينًا.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق