الرئيسية
اضفنا للمفضلة
اتصل بنا
السبت 20.04.2024
مَوْتي / الكاتبة امال ابو فارس
2014-04-08 09:06:23
انْتَظِرْني... مَعْ طُلوعِ الصُّبْحِ
أَوْ عِنْدَ الْمَغيبْ
وَانْتَظِرْني
قُرْبَ مَوْجِ الْبَحْرِ
أَوْ فَوْقَ رِمالِ صَحْراءٍ
كَواها الْحَرُّ في ظُهْرٍ لَهيبْ
وَانْتَظِرْني كَيْ أَعودَ
أَجُرُّ أَذْيالي إِلى أُفُقٍ
تَراءَى مِنْ بَعيد
قَدْ تَغَطّى بِغُيومٍ
شاحِبَة مِثْل وُجودِك
عَتَّمَتْ دُنْيايَ
أطفأتني شَمْعَةً كادَتْ تَذوب
حَوَّلَتْني زَهْرَةً صَفْراءَ
تَبْحَثُ عَنْ شَهيد
فَإِذا شِئْتَ قُدومي
ارْتَقِبْني
كَيْ أَبوحَ بِما لَمْ تَسْتَمِعْهُ
مِنْ قَريبٍ ذاتَ يَوْمٍ
أَوْ بَعيد!
لا تَظُنَّ أَنَّني مُشْتاقَةٌ
أَوْ بِيَ شَوْقٌ وَحُبٌّ وَلَهيب!
فَلَقَدْ تَقَيَّأْتُكَ مِنْ ذاكِرَتي
وَقَفَلْتُ ذِكْراكَ بِأَسْلاكِ الْحَديد
يا خَريفي يا شِتائي
يا غَبائي!
مَنْ سَيَشْتاقُ إِلى مُسْتَنْقَعٍ
غَيْر ضِفْدَعٍ
أَوْ ذُبابِ الْأَرْضِ
يَقْتاتُ الْنَّحيب
فَانْتَظِرْ إِنْ شِئْتَ منّي مَقَدَمي...
لَنْ تَرَ إِلّا سَرابًا
لَنْ تَعِشْ إِلّا سُباتًا قاتِلًا
يَغْتالُ أَنْفاسًا
يُلَمْلِمُ نَعيقَ الْبومِ
في لَيْلٍ أَديم
وَانْتَظِرْني
فَكَما الْأَطْيارُ تَهْجُرُ رُكْنَها
بَحْثًا عَنِ الدِّفْءِ
وَأَسْرارِ النَّعيم
فَلَقَدْ قَرَّرْتُ أَنّي راحِلَة
من صَحاري الشِّحِّ
من رِمالِ الْحَرِّ
من بَعوضِ الْحَوْضِ
في يَوْمِ لَعين
وَلَقَدْ أَزْمَعْتُ أَنّي راحِلَة
أَقْصُدُ الْأَزْهارَ
في عُشْبِ الرَّبيع
أَنْشُدُ الأَطيارَ
في صُبحٍ لُجَيْن
فَاحْتَرِقْ يا مَوْتي
احْتَرِقْ بما صَنَعَتْ يَداكَ
وانْتَحِبْ ذاكَ الْأَنين!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved ©
جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
