شر البليّة ما يضحك / بقلم د.نجيب صعب ابو-سنان
2014-03-26 12:52:42
كثيراً ما يسمع المرء بين الفينة والأخرى هذه العبارة "شر البلية ما يضحك" ألا انه في مواضع عديدة قد تستعمل  بغير مناسبتها , وفي مواضع اخرى  قد يصيب استعمالها الهدف  في حياتنا اليومية وقد  يكون ذكرها  في سياق معين  يصوّر حقيقة للواقع او بالعكس .
   وشر البلية ما يضحك نعم ثم نعم ثم نعم , الا ان المجتمع في غالب الأحيان يغض النظر ويتجاهل عن قصد او ربما عن غير قصد لغرض في نفسه هو وليس في نفس يعقوب , اما لأنه يخاف  قول الحقيقة او انّه متآمر, او انّه متواطيء او انّه ارسل ضميره الى اجازة لا يعرف حدّها , او انّه شريك فيما يدور  او انّه يكون بمثابة حاميها حراميها .
في هذه المقالة اود التنويه الى انّ الحياة غزيرة في الأمثلة الصادقة على هذا القول" شر البلية ما يضحك ."  
فترى أنساناً تسلم منصباً او مسؤولية حساسة تتطلب ضميراً حياً , تتطلب انصافاً واستقامةً في جميع الأعمال المتعلقة في هذا المنصب او تلك المسؤولية  وهذا ينطبق بدون ريب على الجنسين  فقد يكون ذلك المرء رجلاً او امرأة وكان هذا المرء قد تودد كثيراً دون كفاءات ملائمة وأنما بالواسطة, الى ان قسم الله له وتسلم هذه المسؤولية او هذا المنصب الحساس , وتراه يعبث بالمسؤولية او تراها تعبث بالمسؤولية التي انيطت بهما , ويعمل احدهما على خيانة الضمير , وتجاوز كل الحواجز الأنسانية  والمقبولة  والمعمول بها وقد يتآمر على هذه المسؤولية ويدعي ان هناك نواه واساليب ونظم يجب ان يراعيها ويعمل بموجبها , ومن الناحية الأخرى يكفر بكل النظم ويتخذ له او تتخذ لها طريقاً في الأحتيال والكذب والصلف والتصنع في خيانة الضمير والمسؤولية معاً وأعطاء تقارير كاذبة ومزوّرة ومزيفة بعيدة كل البعد عن الضمير الحي وعن المسؤولية النظيفة وقريبة من الأخلال بالنظام العام وبالأسس الصحيحة في تأدية المهام , ومن جهة اخرى تتظاهر أو يتظاهر بكل امانة وبكل اخلاص , وبكل استقامة ويخفي او تخفي وراء كل هذا كل التجاوزات التي يحتفظ بها او تحتفظ بها لنفسهما تحت غطاء القانون والأنصاف وقد يؤدي بهما الحال الى التورط بالتزييف والأساءة الى هذا وذاك عن طريق تقارير كاذبة للنيل من فلان او علان او عرقلة تخطيطاته النظيفة الخالية من اية شائبة , ربما يكون ذلك نابعاً من قلة الضمير او من الحسد , او التخوّف , ولا يحسب او لا تحسب لله حساباً في هذا المجال فتقبل الرشوة المادية وغير المادية وقد تكون جنسية في بعض الأحيان !!! 
وتمر الأيام ويظن هذا وهذه انّ الأمر قد انتهى في حينه , ويستمران بقلب الأكاذيب حقائق على حد تعبيرهم , وينظمون الأحتفالات والمناسبات وأعوانهم للتعبير عن التقدير والأمانة لهذا او الهذه علماً بأن الأمر حقاً " شر البلية ما يضحك " فالأدعاء بالحقيقة وهي كذب امر غير مقبول وتحويل خيانة الأمانة والرشوة الى انجاز  والله حرام !!! لأنه لا يمكن للأعوجاج مهما طال اعوجاجه ان يستمر فلا بدّ يوماً من الأيام ان يذوب الثلج ويبان المرج , فلا يصح الا الصحيح , ولا يدوم الا عمل الخير , ولا يبقى للمرء الا العمل الطيب والصفات الحسنة . 
    فمهما أوتي الأنسان اياً كان هذا الأنسان بأمكانيات في عمله او خارج نطاق عمله فعليه دائماً ان يتقي ربّه ويتعامل مع نفسه ومع الموضوع ومع الناس بشفافية وبأمانة تامة لأنه فقط في هذا صلاح الأنسان وذويه وربما مجتمعه , وبغير ذلك يمكن للمرء ان يعيش  فترة  تزهو له الدنيا في السلبيات ألا انّه سيقبع يوماً ما وحيداً دون اي سمير سوى تأنيب الضمير اذا وجد له هذا الضمير , وفي كل الحالات نقول له "شر البلية ما يضحك " فيمكن للمرء ان يهرب او يتهرب من كل حقيقة وينكر كل ما يريد أنكاره ألا مع النفس التي لا يمكن الهروب منها ألا أذا فقد المرء ضميره وكرامته ومصداقيته.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق