مع أمـل دنـقـل / د. فاروق مواسي
2014-03-23 10:08:50
أمل دنقل:-
 
وصلت مكتبة (مدبولي) القاهرية التي قرأنا اسمها على أغلفة كتب كثيرة، وسألت عن الشاعر أمل دنقل وكيف أهتدي إليه؟
أجابني العم مدبولي أنه غالبًا ما يكون في نادي (الأتيليه)، وهو نادي الفنانين والأدباء القريب جدًا من ميدان (طلعت حرب) حيث تقع المكتبة، وكثيرًا ما ترددت عليه في أثناء زياراتي المختلفة للقاهرة، وتعرفت إلى عشرات الأدباء فيه. 
 ثم تعارفنا وأملاً -الذي كان لدى لقائي به يلعب النرد، وقد عجب الشاعر لأننا نعرف كتبه "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة”، "العهد الآتي”، "مقتل القمر”، وأخذ يتصرف معنا كشاعر- أعني بتناقض العظمة والوداعة، والكبرياء والتواضع. 
قلت له: ما أروع القاهرة التي أراها أول مرة، و أشبهها بمدينة مينخن (ميونيخ) التي زرتها في العام الماضي، عملاقة مفاجئة رائعة، شوارع متفرعة بنظام الميادين.  
 قال أمل: لا تنس في غمرة حماستك أن فيها مظاهر بؤس وشقاء. 
حدثناعن عمله في مركز الدراسات الآسيوية والأفريقية المنبثق عن الأمم المتحدة، وحدثنا عن أجور الكتابة أو المكافآت التي تدفعها المجلات في العالم العربي. 
أنصت أمل بنصف ابتسامة، وأنا اقرأ له من شعره:
 
تفردت وحدك باليسر،  إن اليمين لفي خسر
أما اليسار ففي العسر،  إلا الـذيــن يمـــاشـون
إلا الذين يعيشون، يحشون  بالصحف المشتراة عيون 
إلا الذين يشون، وإلا الذين  يوشون ياقاتهم برباط السكوت
أبانا الذي في المباحث.  كيف يموت  
وأغنية الثورة الأبدية ليست تموت؟!
 
كان  الصديق المربي يوسف مطر- من كفر كنا وزوجته ليلى ينقّلان الطرف بيننا، وكان أمل يتحدث عن كل شيء إلا الشعر. 
 
لكني لن أنسى في أثناء مناقشاتنا خطابه لنا مستغربًا: أنتم فلسطينيون وتنامون في (الكونكورد)؟!
كان عليكم أن تضحوا أكثر لقضيتكم!
أجبته: نحن موظفون يا عمي أمل، من حقنا أن نأتي إليكم ونزوركم، وهذه هي المرة الأولى تطأ فيها أقدامنا أرض الكنانة، ومن حقنا أن ننام في فندق على الأٌقل متوسط المنزلة، فنحن نقوم بذلك من عرق جبيننا، فلماذا تنكر علينا ذلك؟
قال: لا تفهموني خطأ! أنا أريد من كل فلسطيني أن يكون شغله الشاغل، وكل ماله في سبيل قضيته، فأنتم أولى وأصدق من يحملها.
قلت ليوسف:  يبدو أن قصيدته "لا تصالح!" ليست مجرد كلام، فالرجل موقف، وأي موقف!
 
قدم لنا  أمل عنوانه، ودعانا إلى بيته في موعد كان قد حدده للقاء الدكتورجابر عصفور، وقد تعمّد أن يجمعني به، بعد أن عرف أنني  قرأت  لجابر في مجلة "الآداب"، فقلت: "عصفورين.......". 
ومما يؤسف له أن الزيارة لم تتم في ميعادها، لأنني أضعت العنوان بين أوراقي الكثيرة التي أحملها، وقد اتصلت هاتفيًا به، فكانت تجيبني امرأة صرخت في وجهي في المرة الثالثة بعد أن ظنتني عابثًا. 
وظل أمل في كتبه وما أبدع فيها.
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق