أماه..

على مشارف عيٍدِك

 واقفة أنا
حائرة خائرة القوى

 أيا نور الكـــــون..

يا من حملتني

بين أجفان الطمأنينة

 ووهبتني من عمرك

 نضارته ورحيقه

يا من جزأت من أجلي

ثواني الزمن ولحظاته

وأزحت عن دربي

أحجاره وعثراته

اعذريني

 إذ تضيع مني أزاهير اللغة

 في حضرة الأمومة

يا رفيقة الدرب

دعيني ألملم

ما هدر من لحظات عمرك في تربيتي

وأسكبه تعاليما في كتاب الحياة

دعيني أجمع

ما تناثر من رحيق همساتك

 لأبلل به جفاف الشفاه

يا خليلة النفس..

حين تكفهر سماء الروح

تشرق بسمتك بين ثنايا الخافق

كلما غفت أفراح الدنيا

 وانطفأ  من عيني وميض البهجة

يجذبني عطفك

نحو أروقة المسرة

يا نور الله على البسيطة ...

 يا ملاكا بين الأناس  البسيطة

جوفك مبعث وجودي

 وانطلاقتي للحياة

صوتك أنيس وحدتي

 ورفيقي لكل اتجاه

أماه ...

كللي جبين حاضري

 بصدق همساتك

أرني بشائر الآتي بصفو دعواتك

زيديني قوة وطاقة من دفء لمساتك

أه يا أمي....

باتت خصلات الشيب تلوح في شعري

 وتجاعيد الزمن تنقب عن مستقر فوق خدي

وما زلت أتوق لوسادة حضنك

 ما زلت أشعر طفلة

 تحتاج أن تتعلق بتلابيب ثوبك

كلما كبرت أنا يا أمي..

أيقنت أنني صغيرة في حضرتك

كلما انهمرت دمعة على خدي

 أنادي بصمت يلفه خجل العمر ...

أينك يا حنونة ؟؟
تكفيني من ديمة روحك

حبة ندى
تبلل جفاف النفس

وتعيد للقلب السكينة

يا من علمتني مسك القلم ...

قيمة المعرفة وأهمية العلم

يا من ربيتني أن أفرق

 بين كلا وألف كلا ونعم

يا من وبختني حين استهترت بالنعم

وجعلتني أدرك

 أن فعل الخير أعظم القيم

لأجلك جمعت أحاسيس الود

منذ الأزل البشري

 ورزمتها في باقة معبقة بشذى الأمنيات

يا رب السماوات

يا واهب الكون نفحة الحياة

أبقها قريرة العين مطمئنة النفس

وهبها إلهي كل  ما تتمناه !!

ابنتك ...عبور درويش