أهديك ِ

ماذا أهديك ِ وأنت ِ في الحياة هديّة

في ربيع ٍ أعطى للفصول أسمًا

في ذاكرة أضاءت التفاصيل منارة

... وفي عيون ِ الأمّهات ِ

أنت ِ الخلايا الضوئية

على مداد ِ السماء فرشت للنسمة أشياء

من سُرّتِكِ أمّي خرجت ثمانية أسماء

ووزعت ِ التقاسيم على آلات ٍ رحبانية

من عيناك ِ شق ّ النور طريق للنور

على منبرك قرأ موسى وصاياه

في قلبك شنق نفسه الزور

في دمك دافع الصدق عن قضاياه

ونام العدل بين حناياك ِ السرمديّة

في أوجاع ٍ نسوا الرحيل

اختاروك ِ حُبًا فيك ِ

عاتبوك ِ عتاب دجلة للنيل

ترجوا صمت الخنساوات ليناديك

في أميّتك أمي هناك أبجدية

على جبينك أمّي

ابتسامة النورس للشفق الأحمر

رقصة الحجل في البراري

حكاية سنبلة والرغيف الأسمر

وما رواه مسلم والبخاري

على جبينك أمّي

وصمة ٌ لامرأة ٍ شرقيّة

في سراديبك حكايات النساء

قصص لألف ليلة وليلة

صمت تربع على عرش السماء

صوت ٌ ناطق ٌ بأسم ِ كل ليلى

في سراديبك أمّي ألف قضية

أمّي...

يا آخً يقرأ للآخر ِ حكاية الصبر

على سفوح لجروح عتيدة

يا نزفًا يستعير الحبر

ليكتب أقسى قصة عنيدة

يا موجًا بدّل زرقة البحر

بشفافية تشبه القصيدة

يا حضارة عربية ملأت العمر

بعشرات ِ الطقوس ِ وألف ُ عقيدة

يا وطنًا للمنفيات ِ

أنت ِ الهوية

أمّي ...

يا التي حدّقت فيها حبال الوصال

وأشعلت النار في شعلة الحريّة

ونسيت ما قيل ومن قال

وقرأت الرسائل الصامتة لحورية

يا التي خبأت في الجبال

ليلة ٌ ووصلات ٍ أندلسية

فماذا أهديك ِ أمي

وأنت الحياة وأنت الهدية.