نَسَماتٌ شِعْرِيَّةٌ أُهْديها إِلى أَغْلى النّاس / امال ابو فارس
2014-03-20 15:55:52
أُمّي
على كَفَّيْكِ نَبَتَتْ زُهورُ الْمَحَبّةِ،
وَنَما الْحَنانُ
وَمِنْ نَبْعِ عَيْنَيْكِ السّاهِرَتينِ
سالَتِ الْوِدْيانُ
أُمّي...!
أقولُها كَلِمَةً مِنْ عُمْقِ فُؤادي
فَيَزْخَرُ فَمي بِأشْعارٍ تَتَغَنّى بِطُهْرِك
أُمّي...!
أَقولُها لَكِ قِدّيسَتي
فَيَرْتَعِشُ قَلْبي شَوْقًا إِلَيْكِ...
كَمْ أَشْتاقُ لِيَدِكِ الْمُبارَكَة
يَدِكِ الّتي كانَتْ تُلامِسُني
لِتُرْقيني...
فَتَمْسَحَ الْحُزْنَ مِنْ عَلى قَلْبي
لِتُفَرِّجَ لِيَ هَمّي
يا مَنْ زَرَعْتِ الْخَيْرَ أَيْنَما حَلَلْتِ
يا مَنْ عَلى دَرْبِ الْهُدَى تَمَشَّيْتِ
مِنْ نَبَضاتِ قَلْبِكِ وُلِدَتْ خُيوطُ الْألْفَةِ
لِتَزْرَعَ الْحُبَّ بَيْني وَبَيْنَ أُخْوَتي
فَأَنا لا أُحِّبُّهُم؛ إلّا لِأنّي تَقَلَّبْتُ مَعَهُم
في أَحْشائِكِ
وَشَرِبْنا الْعَطْفَ وَالْحُبَّ
مِنْ نَبْعِ حَنانِكِ
فَأَصْبَحْنا أَرْواحًا مُتقارِبَةً
في هالةِ الْحُبِّ الْأَبَدِيِّ
الّذي صَنَعْتِهِ أَنْتِ بِيَدَيْكِ
يا قَمَرَ الدّارِ...
يا زَهْرَةَ الزَّيْتونِ
يا شَمْعَةً خَبَتْ...!
بِرَحيلِكِ انْطَفَأَتِ النُّجومُ في الْفَضاء
وَتَحَوَّلَ الْقَمَرُ إلى مُحاق
واخْتَبَأَتِ الشَّمْسُ بَيْنَ الْغُيومِ
خَجَلًا...
وَرَهْبةً...
مِنْ ذلِكَ الْعِطْرِ الْمُعَبَّقِ في السَّماء
لَنْ أَبْكِيَ!
لَنْ أَجْزَعَ لِمَوْتِكِ غالِيَتي
فَلَقَد تَعَلَّمْتُ مِنْكِ الصَّبْرَ
على احْتِمالِ الْقَضاء
وما يُعَزّيني يا أُمّيَ أَنَّني
سَأَسْتَنْشِقُ ضَوْعَ عِطْرِكِ الشّادي
في نَسْمَةِ الصَّيْفِ الْعَليلَة
في زَخَّةِ الْمَطَرِ الْغَزيرَة
مَعَ هَبَّةِ ريحِ الصَّبا
وَتَلَأْلُؤِ قَطْرِ النَّدى
وَهَديرِ صَوْتِ الْبَحْرِ في فَصْلِ الشِّتاء
فَأَنْتِ لَنْ تَموتي...
لَنْ تَموتيَ...مِنْ قَلْبي
طالَما اسْتَوْطَنْتِ أَنْتِ عَرْشَهُ
مُذْ صَرَخْتُ صَرْخَتي الْأولى
مُذْ تَنَفَّسْتُ...
ذلِكَ الْيَوْمَ الْهَواء!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير