في عيدها، المرأة ملاك ...يجب أن نُبجّله بقلم:شريف صعب-أبوسنان
2014-03-20 09:37:43
هذا الكون العجيب! فما الجمال إلا لها وما الحنان إلا لها،وما العطاء إلا لها...وما الدموع إلا لها.فقد خلقها الله تعالى فتنة للرجال،جميلة ساحرة بهية أنيقة...حتّى أنّ الفلاسفة جزموا أنّ أجمل ما خلق الله تعالى في هذا العالم هو المرأة!وقد حكّم الله الإنسان بكلّ ما خلق،في الأرض، في السماء وفي الماء ثمّ أعطاه العقل والقدرة على الكلام...والتّثقُّف!
وتبقى المرأة هي الأجمل،فابتسامتها...ولطافتها...وحديثها...وحنينها...وعيونها...وقدودها وخدودها ،وكلّ ما بها جميلٌ!ومع ذلك فقد زاد الله من أوزارها وآلامها وحمّلها الكثير الكثير،فيكفينا أنّه حمّلها مسؤوليّة الحمل والإنجاب...ليستمرّ الوجود البشريّ على هذه الأرض...ومسؤوليّة التربية...وإدارة البيت بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ!
 
من هنا نجد أنّ المسؤوليّة الملقاة على كاهل المرأة هي أضعاف أضعاف ما هو على عاتق الرجل.فالرجل يبقى رجلًا،أمّا المرأة فعليها مسؤوليّات تفوق طاقاتها وقدراتها،ومع ذلك نجدها تتفاعل مع واجباتها بحزمٍ وبقوّة...وبصبرٍ وبصمتٍ ملحوظين.
 
أمّا نحن الرجال فنحاول في بعض الأحيان مساعدتها ولكن....ليس دائمًا بنجاح !
 
فاليوم راحت المرأة تأخذ دور الرجال في الكثير من مجالات الحياة العصريّة،فهي تعمل وتربح وتعيل بيتها...فتبكّر صباحّا للعمل وتزاول الأعمال على اختلاف ألوانها وأشكالها!
 
وتبقى ربّة البيت المسؤولة عن كلّ شيئ يعود للعائلة التي تقف على رأسها...فهي المسؤولة عن الطّهي والنّظافة والتّرتيب ،والغسل والكيّ...وأين توجد أحذيتهم...وأغراضهم ودفاترهم وكتبهم والمحافظة على نظافتهم...ووظائفهم...وزواويدهم...وأين يوجد البهار والملح والثّوب...وأن تحفظ ما لها من واجبات على النّاس وما...للنّاس عليها،وعليها أن توفّق بين أطفالها، وبينهم وبين...أبناء الجيران وعليها العمل بحكمة وبعدلٍ...وأن تقوم بكلّ واجباتها تجاه...زوجها ...وتطلُباته،وتجاه عملها الوظيفيّ خارج البيت...والقيّمين عليها...وأن لا تتقاعس أبدًا في إظهار قدراتها وجمالها ولطافتها ...وابتسامتها،رغم أنفها،أحيانًا!عليها،أيضًا،أن تذكر المواعيد وأن تذكّرالمدير بمواعيده،كما طلب منها بالأمس...ومع ذلك أن لا تنسى للحظة شؤون بيتها وزوجها وابنها الذي وضعته في الحضانة و...تعامل الحاضنة معه...ربّما ضربته أو "عقصته"..وربما عاقبته أوربما...لم تغيّر له "حفاظه"طول النهار!!
 
وإذا خرجت العائلة لرحلة آخر الأسبوع ،فكلّ شيئ عليها...وكما قال العرب:"من البابوش...وحتى الطربوش!"ويا ويلها إذا نسيت أيّة حاجة،فالّلحم والفحم والملاعق والزّلف والخبز والمناشف والشراشف...والماء وحوائج الغذاء و...و...كلّه عليها!
 
إنّها تبذل قصارى جهدها ليكون كلّ شيئ على ما يرام. وعليها أن تكون حسّاسة إلى حدٍّ كبير وأن تعرف ما يختلج في صدر زوجها وأن توفر لأبنائها ولكلّ من تتعامل معهم كلّ ما يحتاجونه وأن تعرف كيف تكبت مشاعرها وهي تبقى دائمًا بموقع المتحيّر...خوفًا من أن تكون مقصّرة في واجباتها...وعليها أن تعرف أخطاءها وكيف ومتى ... أن تعتذروأن تسامح من أساءوا لها في التّعامل...رغم إطلاق الصّواريخ والأسهم ...نحوها!
 
على المرأة أيضًا حسن الإصغاء ومدّ يد العون لكلّ من هو بحاجة له وهي تحمل هموم بيتها طوال الوقت...حتّى وهي في خضمّ عملها الوظيفيّ!
 
من ناحية أخرى عليها أن تكون عنيدة،جريئة وأن لا تتنازل عن حقوقها قيد أنملة...حتّى تنجح في تحقيق أهدافها ومع ذلك أن تعرف حدود عنادها...حتّى لا يقودها عنادها هذا إلى الفشل.
 
...فأن تكوني امرأة معناه أن تحبّي الجميع دون حسابٍ أو محاسبة وأن تكوني،أيضًا، كاللبؤة...تعرفين متى تكشرين عن أنيابك،وعليك أن تسيري...ومرآة أمام عينيك لتشاهدي الأمور التي...لا أحد يشاهدها غيرك! فالمرأة اليوم تقع في موقعٍ حسّاس جدًا وهي معرّضة لأن تُجرح كرامتها بلحظة كبوة...ودائمًا تقع الملامة عليها حتّى لو لم يكن لها..."شبقٌ ولا...عبق!"
 
...وكما ذكرنا فإنّها تعمل كالرّجل في كلّ المجالات،فنجدها معلّمة ومديرة وسائقة وموظفة ومحامية ومهندسة وطبيبة...تنهض مع بزوغ الفجر وتنام أحيانّا...مع صياح ديك الصّباح! فهي أصبحت تلعب دورين في آنٍ واحدٍ:دور المرأة ودور الرجل،مع أنّ الرجل بقي رجلًا،كما كان، لا غير...اللهمّ إلا إذا طغى عليه إحساسه وراح يمدّ يد العون لزوجته المسكينة بالواجبات البيتيّة...أحيانًا!
 
بعد كلّ هذا،ألا يُفرضُ علينا أن نعتبر المرأة ملاكًا يجب أن نبجّله ونقدّسه!!ّ؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق