كن زمزميا.. !! بقلم حسين شاعر
2014-02-07 21:36:41

كن زمزميا.. !!
سؤال يراودني شخصياً ويراود كل واحد منا أحيانا بتفاؤل واحياناً بانكسار، من انا حتى اكون متميزاً ولامعاً وشخصية عظيمة في المجتمع؟ ولماذا أغضب في وقت لا يستحق الغضب؟! وخلال تجوالي بين خلايا الدماغ لم تعترض اية خلية على سؤالي، فإننا نصلح لكل شيء.
في احد الدروس الدينية سأل الشيخ أتدرون لماذا ولدناّ؟ فأجاب: ولدنا كي نظهر عظمة الله الكامنة في نفوسنا.
لا اقول نفوس البعض، بل نفوسنا جميعاً، لو نظرنا في نفوسنا فكلنا فينا نور، ولكن البعض يحوله الى ظلام دامس.. اذاً علينا السماح للنور بالخروج وفتح الطريق امام الآخرين وبرمجة الذات..
بداية علينا ان نتحرر من المخاوف والقلق والرهبة التي تعشش في داخلنا ونحن لا ندري، وتقف حجر عثرة في تقدمنا في شتى المجالات..
من خلال هذه الأسطر القليلة سأتطرق الى ما نعيشه يومياً.. فان أسوأ شيء في شعورنا أن يعيش المرء منا مرتبكاً، خائفاً ومتردداً !! عندها تولد فينا لا شعورياً صفة الغضب، بينما البعض الآخر يتمتع بثقة وقوة كبيرة تؤهلهم لحصد مكاسب عدة بالرغم من قدراتهم المحدودة ذلك لانهم لا يعرفون معنى الغضب!!.
الأسبوع الماضي أثناء جلوسنا مقاعد الدراسة حدثنا المحاضر عن "سيد" وهو منتوج غاز، وعن "سيدة" وهي ماء زمزم، وتم مقارنة انفعالاتها وردود فعلهما في حالات عديدة، ومنها لو احضرنا قارورتين: واحدة من المشروبات الغازية، وتم خضها مراراً وفتحها فوراً طبعاً ستفور وتنفعل معها.. وإن كنت غضبانا ستزداد غضباً.. تخيل لو شربت من ماء زمزم وتم خضها مراراً ستبقى هادئة ومحافظة على كيانها ولن ينقص من هيبتها شيء، بل تخفف الغضب ويقيناً ستهدأ.. بينما زجاجة الغاز حتماً ستنقص وتنفعل معها بغضب، لماذا لا نتمثل بقارورة ماء زمزم الهادئة المتواضعة التي تحافظ على من حولها بل تضم الجميع حولها.
ومن هنا فعلينا ان نتعلم كيف ممكن ان نتحكم بانفعالاتنا في البيت والعمل ومع الأولاد خاصةً ، وكما يقال أن نعد للعشرة وحتى اكثر..
الطفل عندما  يولد لم يكن مهيأ لمشكلة ما، يتأثر من مناخ البيت والحي واهل القرية او المدينة، يكتسب العادات والتقاليد وتنبعث من خلال خلاياه تصرفات وحركات وعادات و.. و.. اذاً لماذا لا نفكر بخلق مناخ يتسم بالهدوء والمعرفة، لأن الأولاد يقلدون الآباء والأمهات وهما اول موجهين في حياة الطفل، وتأثيرهما كبير جداً..
الإحصائيات تشير ان الطفل يتأثر من الأهل 87% ، أي 50 % من الأم  و37 %  من الأب و13% من المعلم.
فعلينا ان نحسن الاتصال مع من حولنا وأولادنا ولا ننفعل ونبني شخصيتنا كي نتميز وان نكون من العظماء كلٌ في مجاله لأنه لا ينقصنا شيء..
وتذكر عزيزي القارئ ان دواءك فيك وما تشعر وما تبصر.. فكن هادئاً صبوراً لأن الانفعال يبعثر صورة الإنسان كالمشروبات الغازية بعد خضها.. بينما الهدوء يجمع صورة الإنسان كماء زمزم، فكن شخصية زمزمية..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق