د/ عناد جابر
لنا الحياةُ
هبّتْ تجلجلُ مِنْ ظلامِ جُحورِها
فَاسودّتِ الآفاقُ عندَ ظهورِها
وتسلّلتْ في كلّ ركنٍ خِلسةً
فغدا المجالُ مسمّماً بحضورِها
بانتْ نواياها بصوتِ فحيحِها
وجلا طواياها زعيقُ نفيرِها
لبستْ ثيابَ الطّهرِ وهي خبيثةٌ
والكيدُ حُمُّى تغتلي بصدورِها
والحقدُ مرسومٌ على قَسَماتِها
ومرافقٌ لشهيقِها وزفيرِها
نَفَثَتْ سمومَ البغضِ في أجوائنا
فتعثّرتْ أنفاسُنا بشرورِها
لَدَغتْ بأنيابِ التعصّبِ لُحمةً
لا فرقَ بينَ مصيرِنا ومصيرِها
فتقطعتْ أوصالُنا وتفرّقت ْ
وتحرّقتْ أوطانُنا بسَعيرِها
تلك الأفاعي حرّكتْها طُغمةٌ
لا خيرَ في سلطانِها وأميرِها
باتتّ يُسيّرُها دخيلٌ طامعٌ
يقتادُ ركبَ نعاجِها وحميرِها
كمْ منْ فتاوى أفرزتْ حيّاتُها
مجبولةً بالسمِّ في تكفيرِها
واستحدثتْ بِدَعاً يضيقُ خيالُنا
بغَريبِها وعَجيبِها وخَطيرِها
ترمي إلى زرعِ العداوةِ بيننا
كي يسعدَ الأغرابُ في تسخيرِها
هي فتنة رعناء جُنّ جنونها
واللؤمُ ينبض في صميم مثيرِها
يا ليت شعري هل سنطفئُ نارَها
ونصونُ لُحمتَنا برغمِ ضُمورِها؟
ونعيشُ يجمعُنا وثاقُ مَحبّةٍ
أمّا الأفاعي، فلْتعُدْ لجحورِها
فلنا الحياةُ كريمةً وضّاءةً
ولها الجحورُ تعيشُ في ديجورِها