الطّعن وأنواعه... ولماذا؟؟؟ بقلم د.نجيب صعب – ابو سنان
2014-01-30 10:51:07

    أود في هذه المقالة المتواضعة أن انوه إلى أمر قد يشكو الكثيرون منه, وهو متفشياً بين ظهرانينا وفي صفوف وثنايا المجتمع دون فرق في الأسرة والناحية والحمولة والمجتمع .
    وهذا الأمر أعزائي القراء إنما ينطوي على خفايا يصعب على المرء فهمها أو تقبلها علماً باني في هذه السطور قد لا أتطرق إلى احد بل اترك الأمر للقارئ الكريم ولمدى تحليله لمثل هذا الأمر , كما إني لا اقصد أحدا لا قريباً ولا بعيداً , فالغاية الرئيسية من هذا المقال هي التنويه إلى إن ظاهرة الطعن إنما هي ظاهره منبوذة أيا كان مصدرها وأيا كان مقصدها.
    وإذا أردنا التطرق إلى كلمه " الطّعن" يعني طعن بالرمح أي ضرب بالرمح أو وخز به أو "طعن" الرجل أي عابه وقَدَح فيه, وتطاعن فيه, القوم أي طعن الناس بعضهم بعضاً , وطعّان في أعراض الناس, وجميع المعاني الآنفة الذكر منبوذة وغير مقبولة ولا مكان لها في الحياة السليمة وفي المجتمع الراقي.
    فبدلا من الطعن يمكن القيام بكل ما يريده المرء أو ينويه أو يقصده لفلان وعلاّن من الناس نعم يمكن إتباع أسلوب الصراحة وقول الحقيقة التي يخبؤها في ذاته بكل صدق دون اللف والدوران والتحايل, وفي بعض الأحيان في النشر وراء أسماء مستعارة  قد لا تغيب على احد ولا يمكن تسويقها بشكل كهذا, فالأفضل والانجى قولها بصراحة دون مواربة ودون تلفيق , لماذا أقول ذلك لأنّ الأمر مهما طالت عليه الأيام فلا بد إن ينكشف وفي بعض الأحيان فوراً بدون عناء يذكر أبداً.
    وأنواع الطّعن من إنسان لأخر أو مجموعه لأخرى له أسبابه , ومهما كانت الأسباب فالأمور في مثل هذه التصرفات على الغالب , أما أن يكون مصدرها الحسد القاتل, أو الغيرة المتواصلة أو الضغينة التي لا مبرر لها, فالطّعن السياسي أو الاقتصادي , أو الاجتماعي وخاصة في مجالات الحياة العملية الأخرى, بدون ريب ينبع من الأمور التي سبق وأشرت إليها.
    ومهما يعلو الإنسان الذي يتخذ أساليب الطعّن هواية, يعلو في الأوهام على حد تعبيره ولا يمكنه التحليق ولو لمرة واحدة عالياً لأنه ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع........., فالإنسان المتزن والصريح والأمين والمخلص أولاً مع نفسه بدون شك يكون بعيداً عن أساليب الطّعن لان ثقته بنفسه عميقة وعميقة جداً, والثقة بالنفس لا يمكن موازاتها بأي أمر أخر,لأنها أي هذه الثقة هي الركيزة الصامدة في بناء شخصيه صاحبها, ولا يمكن للرياح العاتية  والضغائن المكنوزة هنا وهناك أن تزعزعها حيث إن مدى رسوخها في ذات الشخص اقوي بكثير من أن  تتأثر بطعن هنا وهناك, وخاصة إذا صدر هذا الطعن من ضعاف العقول وضعاف الشخصيات أصحاب العيون الفارغة.
    حبذا لو خفّت هذه الظاهرة من بين صفوف وشرائح المجتمع, لان تخفيفها أو انعدامها أمور ايجابيه كثيرة يمكنها أن تحل محل شوائب اجتماعيه ليس على الصعيد الشخصي فحسب وإنما على صعيد جماعي, فهنيئا للمرء الذي يدرك أخطاءه ويعمل على تقويم نهجه, ذلك من باب التسهيل عليه وعلى ذاته وعلى ضميره إذا كان يتحرك فعلاً, وهنيئاً كذلك لمن يدرك مخاطر مثل هذا التصرف شخصياً جماعياً واجتماعياً, وبالتالي يعمل على الابتعاد عنه لان في ذلك فقط خير له وللمجموع.
    وأخيراً وعطفًا على ما تقدم بودي أن أشير إلى أنّ المرء وكل مرء معرض إلى الطعن بمختلف أنواعه من قريب ومن بعيد وان كان من بعيد فالأمر قد يحتمل ولعلة يكون طبيعياً , وان كان من قريب فالأمر في نظري لا يطاق أبداً أو يكون بمثابة كارثة ثقة وأزمة  نفسيه قد تنعكس على مصدرها وعندها ينطبق هنا قول الشاعر :
  وما ضرّ الورود  وما  عليها       إذا المزكوم  لم  يطعم  شذاها
    فعليك يا أبن ادم إن تمتثل إلى المُثل العليا التي نادت بها كل الأديان وتتقي ربك وتسير في خطئ أمينة صريحة موضوعيه تخلو من الشوائب النتنة , لان في ذلك طريق قويم وحياة سعيدة وراحة ضمير. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق